الاثنين، 9 سبتمبر 2013

التشابه التشريحي والتشابه الجيني ودورهما في رسم شجرة الحياة.

بسم الله الرحمن الرحيم

من أهم الأدلّة التطورية هي التشابهات التشريحية، وكثيراً ما يتم استخدام التشابهات التشريحية كدليل قوي وصريح على التطوّر، كون التفسير الـــمـــادي الوحيد لهذه القضية هو التطور. 


حقيقة الأمر أن التشابهات التشريحية خادعة، فليس كل تشابه تشريحي يدل على أصل مشترك مباشر أو قريب. وللأسف فإن التطوريين يغضون البصر عن هذه الحقيقة التي اثبتتها البحوث الجينية، والتي تم التعرّض لها في مدونة نظرية التطور وحقيقة الخلق في موضوع الخفاش أقرب جينياً للحصان من البقرة للحصان، بل لهما جد مشترك. ثم يرسمون شجرة الحياة بناءً على تلك الافتراضات والتشابهات التشريحية، ولمن يقرأ ويتابع، يعلم علم اليقين أن شجرة الحوت وأصل الإنسان كلها تم بناءها على أنقاض هياكل عظمية لا يُعلَم مدى قربها الجيني من بُعدها أبداً. 

وحتى نفهم كيف يتم التشابه التشريحي، لابد لنا من أن نقف على بعض المفاهيم التي يسوّق لها التطوريين، ومن أهمها التشريح المقارن.

*ملاحظة: مصادر الكلام تم وضعها على شكل ارتباطات Links في الكلمات ذات اللون المختلف بصيغة Hyperlink.


التشريح المقارن Comparative anatomy حسب موقع جامعة كاليفورنيا، يعد أحد الأدلة على التطور، وتستطيع ملاحظة هذا الدليل الذي استخدموه في الصورة الموجودة في موقعهم والتي نقلناها إلى هنا، الصورة تمثل التشابه بين الحوت الباليني، والطائر الطنان.





باعتراف العلماء، فإن هذه الأمور هي افتراضات، وأنقل لكم من موقع "المركز الوطني لتعليم العلوم" هذه الفقرات:


  1. Observation: Bats, seals, and birds are tetrapods (have four limbs) and the particular bones in their limbs share many of the same traits.
 الملاحظة: الخفافيش، الفقمات، والطيور لديها أربع أطراف، والعظام المحددة في تلك الأطراف تظهر الكثير من السمات المشتركة.
  1. Hypothesis: Bats, seals, and birds share a common ancestor.
 الفرضية: الخفافيش، الفقمات، والطيور تشترك في أصل مشترك. 

  1. Observation: Bats share more limb traits with seals than they do with birds. The limb traits that bats share with birds are the same traits that seals share with birds.
 الملاحظة: الخفافيش تشترك مع الفقمات في صفات الأطراف أكثر مما تشترك مع الطيور. سمات الأطراف التي تشترك فيها الخفافيش مع الطيور، هي نفسها السمات التي تشترك فيها الفقمات مع الطيور.
  1. Hypothesis: The common ancestor of bats and seals is more recent than the most recent common ancestor of bats, seals, and birds.
 الفرضية: الأصل المشترك للخفافيش والفقمات أقرب من الأصل المشترك للخفافيش والفقمات والطيور.

ويقولون أيضاً:

 That hypothesis can be tested by examining other traits, such as skull morphology, or DNA sequences.

هذه الفرضية يمكن اختبارها بواسطة تجريب السمات الأحرى، مثل شكل الجمجمة و سلسلة الحمض النووي.

انتهى الاقتباس.

في الحقيقة وبعد طول بحث لم أجد أي شيء يدعم هذه الفرضية، ولكن وجدت أمراً آخر، يتكلم عن الخفافيش والدلافين، نعم، الخفافيش والدلافين. فكلا الكائنين يستخدمان نظام السونار والموجات فوق الصوتية لتحديد موقع الطريدة وصيدها. وبناءً على أعلاه يجب أن نجد تشابه تشريحي بين نظامي هذين الكائنين، ولكن الحقيقة لا يوجد أي تشابه تشريحي حسب هذا المصدر:


ولكن في الحقيقة هناك تشابه جيني! هذا ما توصلت له آخر البحوث، فقد قال العلماء الذين نشروا بحثهم في مجلة Nature والكلام منقول من موقع LiveScience : 

"We didn't expect to see more than perhaps 10 to 30 genes converge, probably mainly hearing-related ones," researcher Joe Parker, an evolutionary biologist at Queen Mary University of London, told LiveScience. "Instead, we were able to detect many times that number."
Unexpectedly, the researchers also found convergence in many genes linked to vision. 

قال الباحث جو باركر في جامعة كوين ماري في لندن "لم نتوقع أن نجد أكثر من 10 إلى 30 جين "متقارب"، ربما اللاتي يرتبطن بشكل رئيسي بالسمع، وبدلاً من ذلك تمكنا من التعرّف على أعداد أكبر بكثير من هذا العدد". 
بشكل غير متوقع، وجد الباحثون أيضاً تقارباً في الكثير من الجينات المرتبطة بالرؤية. 

خلاصة مهمة: التشابه الجيني لا يستلزم وجود تشابه تشريحي أو حتى أصل مشترك صريح! 


لقد اخترع التطوريون مفهوماً يدعى بالتطور المتقارب Convergent evolution 

حتى يفسروا التقاربات العجيبة في المظهر الخارجي بالرغم من الاختلاف الجيني، 

والآن أمسى هذا التطور المتقارب يعمل حتى على الجينات.

وأنقل لكم هذه التعريفات حتى ترون كيف أن التطور يعيد اختراع نفسه فقط لشرح 

المشاكل التي تواجه النظرية:

أنواع التطور
  a.     التطور المتباعد:
      هو تطور مِنْ سلف وحيد، حيث تؤدي البيئات الجديدة إلى تطور في النوع لإنتاج نوع جديد.
  * يؤدي التطور المتباعد إلى حدوث الظاهرة المعروفة بالإشعاع التكيفي، بينما الكائنات الحية السلالية تتكيف وتتطور في بيئاتهم المختلفة ، ويواجهون أشكال جديدة
b.    التطور المتقارب :
 يمكن أن ينتج تطور مماثل في هياكل الكائنات الحية من أصول مختلفة تماماً . حتى وإن كانت لاتتصل اتصالاً وثيقا ً ، تظهر تشابه القطط والذئاب، والخلد والفئران والسناجب.
    *التطور متقارب ، أو الانطواء ، يحدث عندما تتطور الكائنات الحية وتنتهي بامتلاك التكيف المماثل ، ويرجع                    
        ذلك إلى:
أ- تعيش في بيئات مختلفة
ب- مماثلة البيئة وأساليب الحياة
* في البيئة المماثلة أنواع من نفس الخصائص (اختيار) مما أسفر عن وجود الكائنات التي تبدو متشابهة رغم أنها مختلفة جدا ً في الجينات. هذه الكائنات قد تكون متشابهة في الهياكل ، أي أن الهياكل تبدو مماثلة لكنها من أصول حيوانية مختلفة.
مثال : غشاء التزحلق وجد بين الأطراف الأمامية والخلفية لحيوانات أبو سوم المنحدرة في استراليا . الأغشية المماثلة توجد في السناجب الطائرة لأمريكا الشمالية.
وفي حيوانات الهابر الطائرة لجنوب شرق أسيا. هذه الحيوانات الثلاثة مماثلة في أسلوب حياتهم ( هم آكلة النبات الليلي ).
   c.  التطور المتوازي:
    وفيه توجد ملامح مماثلة بين الكائنات بالرغم من انفصاله عن بعض . النتيجة وجود كائنات حية ذات تشابه وذات أصول مشتركة ولكنها موجودة في مواقع جغرافية مختلفة .
مثال : قرود العالم الجديد تشترك في العديد من الميزات  مع قرود العالم القديم ، فمثلا ً : قرد ( الفرفد) له ذيل يمكنه من الإمساك بفروع الأشجار والتعلق بها بينما القرود القديمة لا تمتلك هذه الصفة.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
واليوم ننقل لكم كيف أن التشابه الجيني يقوم برسم الشجرة التطورية بواسطة الخفاش والحصان، في المقالة من مدونة "نظرية التطور وحقيقة الخلق": الخفاش يهدم شجرة القرابة التطورية  (اضغط على اسم المقال).
والصورة أيضاً توضح كيف أن الخفاش أمسى أقرب للحصان من البقرة بالرغم من كل التشابهات التشريحية:



كل هذا يضعنا أمام خلاصة مهمة جداً، التطور ليس نظرية علمية قابلة للتجريب
بل هو مجرّد صندوق فكري وإطار ننظر من خلاله للحياة.

بالكذب واختراع القصص والافتراضات غير القابلة للتحقق، هذا أفضل ما يستطيع التطوريون عمله. إنهم إهانة للعلم بحق.