الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

الجينات اليتيمة، أحجية تطورية.

بسم الله الرحمن الرحيم

لا تصدق الدارويني عِندما يقول لك أن التطور هو الوسيلة الوحيدة لفهم العالم، لأن مبدأه هو التفاعلات المادية العشوائية ذات الأصل المادي العبثي.
لا يوجد خالق يحتاج يخلق بهذه الطريقة العبثية، بل يجب أن يكون هناك برمجة مسبقة للعمل هكذا. 
نعم، آليات التطور قد تكون صحيحة، ولكنها ليست كافية لعمل أي شيء. من يقرأ مواضيعنا سيكتشف أكثر وأكثر أن النظرية ليست نظرية، بل فرضية وحكاية ما قبل النوم. 



*مصادر المقال على شكل Hyperlinks في اسماء المجلات العلمية التي نشرت فيها الدراسات. 

اليوم سنتكلم عن مفهوم جديد نسبياً ومهم جداً في فهم ثغرات نظرية التطور، ألا وهو الجينات اليتيمة. سنجد أن هذه الجينات لها دور في تشكيل نظرتنا للتطور.
تعرّف الجينات اليتيمة على أنها الجينات التي تفتقر إلى تشابهات ملحوظة مع الجينات في الأنواع الأخرى، وبالتالي فهي لا تعطي أي إشارة واضحة على الأصل المشترك (أي لا نظير لها في باقي الأنواع). إن "الأيتام" عبارة عن أحجية في قطع الجينوم لأن أصولهم وأهميتهم مجهولات بشكل شبه كلي، وبالإضافة إلى كونهم يشكلون 10% إلى 30% من الجينات في أي جينوم.

وهذه الجينات "المحيّرة" عبارة عن فئة مهمة في المعلومات الجينية لأنها تنفي التنبؤات التطورية بشكل كامل بسبب ظهورها بشكل متفرد في كل تصنيف جيني. الكثير من الحيوانات متعددة الخلايا تشترك في مجموعات متشابهة من الجينات والتي تنتج البروتينات التي تؤدي وظائف بيوكيميائية مرتبطة. هذه صفة مشتركة لأي نظام هندسي يعمل لغاية ما. وبالإضافة لتلك الجينات الأساسية، كل الكائنات الحية والتي تم اختبارها حتى الآن تمتلك مجموعات فريدة من الجينات الخاصة بذلك النوع من المخلوقات.


نشر مؤلفون لورقة بحث علمي حديثة في Trend in Genetics حول موضوع الجينات اليتيمة الكلام الآتي:
"تحليلات مقارنة الجينات أشارت أن كل مجموعة تصنيفية تم دراستها لحد الآن تحتوي 10% - 20% من الجينات تفتقر إلى تشابهات ملحوظة مع الأنواع الأخرى"

وأيضاً وجدت هذه الجينات اليتيمة بالذات مهمة للتكيف البيولوجي الخاص المتوافق مع الأماكن البيئية ذات العلاقة مع تفاعلات الكائن الحي مع البيئة المحيطة (Nature Reviews: Genetics) 

ولكن المشكلة التي يتعرض لها النموذج التطوري لأصل الحيوان، هي أن سلسلة الحمض النووي كشفت فجأة عن جينات فاعلة بشكل كلي، ولا يمكن تتبعها إلى أي سلف تطوري. بالإضافة إلى العديد من الدراسات الحديثة في كل من جينات الأسماك والحشرات توضح هذه الحقيقة!

في دراسة حديثة للسمك، قام الباحثون بسلسلة الجينات المشفرة للبروتينات Protein-coding genes في أسماك الحمار الوحشي وتم مقارنة الحمض النووي المسلسل مع سلاسل الأحماض النووية لحيوان آخر.



قام الباحثون بتصنيف جينات سمكة الحمار الوحشي إلى ثلاثة مجموعات:

الأولى: الجينات التي توجد بشكل شائع في العديد من أنواع الحيوانات.
الثانية: الجينات التي توجد فقط في الأسماك ذات الزعانف الشعاعية.
الثالثة: جينات المختصة بنوع سمك الحمار الوحشي فقط!

ولهذا، كان هناك مجموعة مميزة من الجينات والتي تم ايجادها فقط عند سمك الحمار الوحشي ولا توجد في أي حيوان آخر أو أي نوع سمك آخر(BMC Genomics) 

في دراسة أخرى، قارن الباحثون جينات عدة أنواع من النمل مع جينات حشراتٍ أخرى. وعند المقارنة مع الحشرات الأخرى، وجد الباحثون 28581 جين يوجد بشكل فريد فقط في النمل، ولا يوجد في باقي الحشرات. بينما تشاركت أنواع النمل المختلفة العديد من مجموعات الجينات، وجد أن فقط 64 جيناً هن المشتركات بين كل الأنواع السبعة من النمل.



وقد خَلُصَ الباحثون أن كل نوع من النمل يحتوي على 1715 جين فريد بالمعدل – أي جينات يتيمة. ولم يجد الباحثون فروقات دراماتيكية في الجينات المشفرة للبروتين فقط، ولكنهم وجودا أيضاً مسلسلات من الحمض النووي ذات الدور التنظيمي الذي يتحكم بكيفية ومتى يتم تشغيل واطفاء الجينات! (Genome Research) 

بينما هذه الجينات اليتيمة تتحدى التطور، إلا انها تساعد مؤيدي الخلق والتصميم الذكي في فهم أنماط التنوع الجيني المرتبطة بخلق الأنواع، كما أن هذه الجينات تشير إلى قدرة الكائنات على النجاة من ظاهرة "عنق الزجاجة الجيني" الناتج عن انقراض كبير للكائنات.

حقيقة ناصعة البياض والوضوح: إن تعقيد وتصميم خلق الله مذهل، واسع، ورائع بشكل لا يصدق. فقط خالق حكيم عليم هو القادر على أن يكون سبباً لهذه التنوعات الكثيرة، والتنظيمات الجينية الدقيقة المعقدة جداً. 

الإسلام الطقوسي والاقتصاد

بسم الله الرحمن الرحيم يعيش اليوم الإسلام الطقوسي مرحلة حرجة تقوده باختصار لاختراع الاحكام الشرعية اختراعاً عن طريق استقطاع النصوص وال...