الخميس، 7 نوفمبر 2013

هل تطوّرت البزّاقات البحرية كي تسرق الجينات؟

بسم الله الرحمن الرحيم

كثيراً ما يفترض التطوريون سينايروهات غريبة لتفسير التنوع الحيوي.
اليوم سنناقش قضية التعايش بين كائنين:
بزاقة البحر والطحالب البحرية.
العلم يكشف مزيداً من الثغرات في قضية التطوريين، حيث أظهرت البحوث أن هناك أمراً ما يحصل على مستوى الحمض النووي.
مصادر المقال من
Science
Oxford
NCBI
وغيرها

قراءة شيَقة




إن بزّاقات البحر والتي تستمد طاقتها من الشمس تتغذى على الطحالب الخيطية، وهي نباتات مائية، حتى تحصل على العضيّات السيتوبلازمية المختصة بالبناء الضوئي، والتي تُدعى "صانعات اليخضور"، ثم تقوم البزّاقات باستخدام هذه العضيات للحصول على الطاقة الشمسية. وقد تمت تسميتها بالـلصوص لأنها تقوم "بالسرقة" من كائن آخر. ويشتبه العلماء أن بزّاقات البحر تستخدم النقل الأفقي للجينات حتى تقوم بهذه العملية، أي السرقة. هذا الأمر يعتبره العلماء داعماً للتطوّر حسب اعتقادهم، لنرى هل زعمهم في محله أم لا.





حتى يتم الإبقاء على صانعات اليخضور حية وسليمة في خلايا الهضم المتخصصة لعدة شهور في كل مرة، فإن بزاقات البحر تحتاج إلى مساعدة جينات الطحالب التي تقوم بتشفير بروتينات مهمة للمحافظة على صانعات اليخضور. وقد فكّر العلماء في بادئ الأمر أن "جينات الطحالب" هذه تمت سرقتها ثم إلحاقها بالجينوم الخاص بالبزقات البحرية بواسطة عملية نقل الجينات الأفقي. بكلمة أخرى، اعتقد العلماء أن في نقطة ما أثناء تطوّر البزاقات، فإنها قامت بطريقة ما بسرقة الجين الصحيح الذي تحتاجه لعمل آلية صانعات اليخضور المسروقة من تلك الطحالب.



البحث الأولي أظهر على ما يبدو وجود الحمض النووي الخاص بالطحالب في جينوم البزاقات، بالرغم أن المعلومات كانت متناقضة غالباً وغير حاسمة (1). المشكلة كانت ببساطة أن العلماء استخدموا دائماً أنسجة بزاقات محتوية على ملوثات من الطحالب.

في دراسة جديدة، استخرج العلماء عينة حمض نووي غير ملوثة من بيوض البزاقات البحرية السارقة، وهذه العينات لم تتلامس أو تتصل أبداً مع الطحالب. وبعد عملية مضنية من سلسلة الحمض النووي، خَلُص العلماء إلى البزاقات والطحالب لا تتشاركان بأي جينات، وهكذا فإن البزاقات لم تحصل على أي جين من الطحالب بواسطة نقل الجين الأفقي.

يعتقد بعض العلماء حتى يكون التطوّر مجدياً، فإن على عملية النقل الأفقي للجينات أن تحصل على مستوى كبير في كائنات معقدة متعددة الخلايا مثل بزاقات البحر العاملة على الطاقة الشمسية. في الحقيقة، الظاهرة المتعارف عليها لتواجد أعداد كبيرة من جينات محددة في بعض الكائنات دون كائنات أخرى (الجينات اليتيمة)، من المعتقد أن تفسيرها يتم بواسطة النقل الأفقي للجينات. ولكن هذه الدراسة الحديثة جداً لبزاقات البحر، أظهرت أن هذه الأفكار لازالت تحتاج للإثبات (3) (4) (5) (6).

مع ظهور التفسير التطوري بواسطة النقل الأفقي للجينات تفسيراً ناقصاً بشكل كلي، يحق لنا أن نتساءل عن ما الذي يحدث هنا فعلاً؟ قام العلماء باختبار بزاقات البحر البالغة ووجدوا حمضاً نووياً للطحالب في نظام البزاقات. هذا الحمض النووي يقوم بتشفير الجينات الضرورية لجعل صانعات اليخضور تعمل، وخَلَصوا إلى أن الجينات شغلت حيزاً على "أحماض نووية حلقية كروموسومية إضافية eccDNAs" والمفاجئ أن هذا النوع من الحمض النووي eccDNAs يتم اقتطاعهم من جينوم المخلوق، مثل الطحالب، ثم يتم تشكيله بصورة حلقية مستقرة. في الحقيقة فقد تم إيجاد أنواع مختلفة من الـ eccDNAs في العديد من أشكال الحياة – حتى في الإنسان (7)!



هل من الممكن أن الخالق قام بتصميم الطحالب ليس فقط لتزويد صانعات اليخضور لبزاقات البحر، ولكنها أيضاً تزود صانعات اليخضور للـ eccDNA الطحلوبي الذي يحتوي على الجينات التي تجعل كل النظام الحي يعمل؟ في هذا السيناريو، فإن كلاً من صانعات اليخضور و الـ eccDNA الذين يمكن استخراجمها من الطحالب بنفس الوقت، والمعطيات الجينية الجديدة تشير بأن هذه الحالة هي المرجحة. 

الخلاصة: بزاقات البحر ليست كائنات مرضى بالسرقة نتجت بواسطة التطوّر أبداً، ولكنها أنظمة هندسية رائعة تم تصميمها لتعمل مع الطحالب.

المصادر: