الاثنين، 25 نوفمبر 2013

ابريق Bertrand Russel تحت المجهر

بسم الله الرحمن الرحيم


كثيراً ما يستشهد الملاحدة واللاادريين بحجة الفيلسوف الرياضي الكبير صاحب نوبل في الأدب "برتراند راسل"، وهذه الحجة تُعرف بابريق برتراند راسل، وأنقل لكم الحجة حتى نقرأها معاً ونفهم كنهها من ويكيبيديا: 
إبريق راسل، الذي يدعى أحياناً بالإبريق الكوني، هو تشبيه أول كان أول من صاغه الفيلسوف بيرتراند راسل (1872 - 1970)، هادفاً إلى دحض فكرة أن هناك عبء إثبات فلسفي يقع على المشككين لإثبات عدم صحة ادعاءات الأديان بأنها غير خاطئة. إبريق راسل ما زال يستخدم في النقاشات التي تدور حول وجود الخالق. كما استخدم التعبيرعلماء الاجتماع للدلالة على العلاقات بين الدين والامتثال الاجتماعي.




في مقال كتب لكن لم ينشر قط بعنوان "هل هناك خالق؟ "، لمجلة المصور Illustrated في1952، كتب راسل:
إذا أمكنني أن أشير أنه يوجد بين الأرض والمريخ إبريق مصنوع من الخزف الصيني يدور حول الشمس في مدار بيضوي، لا يمكن لأحد أن يدحض افتراضي ، إذا كنت حريصاً على ذكر أن الإبريق أضغر من أن تراه أقوى التلسكوبات الموجودة عندنا. ولكني إذا انتقلت إلى الادعاء بأن افتراضي يتمتع بخاصية أنه لا يمكن اثبات عدم صحته، وبذلك فانه من غير المقبول لأي عقل بشري متزن أن يشكك في صحته، فبالتأكيد يجب أن يعتبرني الناس أتحدث بجنون خالص. ورغم ذلك فإنه إذا وجد في نصوص قديمة ما يؤكد وجود مثل ذلك الإبريق، واعتبر كشيء مقدس كل يوم أحد، وزرع في عقول الأولاد الصغار في المدرسة، فإن شككت في وجودها فسيكون ذلك علامة على عدم الاتزان ويجذب ذلك المشكك انتباهات طبيب نفساني في عصر مستنير كعصرنا أو أي فضولي في في العصور السحيقة.

حجة برتراند راسل تقوم على بعض الأسس الفكرية المخفية:

1- أن مسألة وجود الله مساوية لوجود الإبريق. 

2- وبناءً على ما سبق: أن الله مساوي لإبريق.

3- الافتراض الثالث وهو من عندي: الابريق هو واجب وجود بالذات، لم يسبقه عدم.

وبالتالي فمن حجج برتراند راسل تسقط أركان الشبهة، فكيف يسوّغ عقل بشري اختزال مسألة مهمة انطولوجياً وأخلاقياً مثل مسألة وجود الله الى تشبيهها بإبريق يدور حول المجرات؟ فهل وجود ابريق غير قابل للرصد مادياً هي مساوية لوجود الله؟ 



إن وجود الله هي ضرورة عقلية نشتقها من التأسيس الفكري القائم على أن لكل موجود موجِد، وبالتالي حتى نصل إلى نهاية السلسلة يجب أن نقول بأن هناك موجوداً لا موجد له، فلا ندخل بالتناقض والدور. وبالتالي فإن على متبعي حجة برتراند أن يوضحوا لنا لماذا يجب أن نقرن وجود الله بإبريق غير قابل للرصد؟ هل المسألة تصل من التفاهة بحيث نخضع الله لنفس القياسات المادية التي نعرفها؟ 

وبالتالي فإن أدلة وجود الله العقلية معروفة، والأدلة العلمية كثيرة ومن أشهرها التنغيم الدقيق للكون Fine tuning of the universe فهل بعد هذا من شك؟ 

على من يستشهد بكلام برتراند راسل أن يفهم الآتي:

1- بما أن للكون بداية، فلا بد له من موجد.

2- بما أن بداية الكون هي بداية انطلاق الزمكان، فسبب الكون خارج الزمكان.

3- خارج الزمكان أمران: الموجودات المجردة مثل الأرقام، والأرقام ليست فاعلة أو بإرادة.

4- أو خالق عليم قدير فاعل مريد.

وبالتالي فعلى الملحد أو اللاأدري أن يجيب أيضاً المسائل التالية:

1- هل هناك دليل عقلي على وجود ابريقك؟

2- هل ابريقك واجب وجود بالذات أم له صانع؟

3- ما هي سرعة دوران ابريقك؟ هل هي أسرع من الضوء؟

ومثل هذه الأسئلة تكشف تفاهة المعتقد الإلحادي. 




والحمد لله رب العالمين.