The Concept of Divinity in
Terms of Heavenly and Positive Religions
(( الألوهية في الديانات الوضعية والسماوية))
م.م. سهاد صالح سالم
الخلاصـــة :
يتبادر الى الا ذهان ان مفهوم
الالوهية مفهوماً مطلقاً، إلا ان الحقيقة ان هذا المفهوم قد اعتراه تطوير وتبدل
كبير عبر الازمنه والعصور والاحداث، وقد طبعته الحضارات بإعتقاداتها وتطوير ونضج
ليتراوح من فكرة بدائية قائمة على التعددية ليتطور الى التفريد والتفضيل ثم
ليصبح اكثر نضجاً ووضوحاً حين دخلت مرحلة التوحيد، بل الواحدية المطلقة، تبرز
اهمية تناول هذا الموضوع من أهمية الدين وعلاقته الوثيقة بالسياسة والمجتمع،
خاصةً وانه لا توجد دولة من دول العالمـ تمكنت من تجاهل دور الدين كلياً،
لأهميته الذاتية كحاجة روحية لا غنى
للأنسان عنها، اذ لم يكن هناك على مدى تأريخ الحضارة الانسانية، تنظيماً سياسي
راقي، او تجمع انساني منظم إلا ورافقه او طغى عليه شكل من اشكال العبادة
والايمان بالقوى الغيبية.
كذلك فمن المهم معرفة كيفية التمازج
بين الافكار والتزاوج والاشتقاقات الحضارية المهمة والتي ولدت استيراد الافكار
والاعتقادات وعبورها من حضارة الى اخرى ومن بلد الى آخر، اضافة الى اهمية الدين
والاعتقاد بوجود الأله من في تكوين شخصية الانسان وبالتالي تأثيرها في سلوكه
الاجتماعي والسياسي ـ وتأثيره في بناء حضارته وحوارها مع الحضارات الاخرى.
كذلك فأن نشوء الدولة الدينية وما
نتج عنه اذ كانت علاقة الانسان بالاله
حلقة مباشرة في طبع شكل الدولة السياسي وسلوكها، فقد قامت حربو دينية كبيرة بأسم
الربّ وبأمره، وتحددت سلوكيات الدول تجاه الدول الاخرى نتيجة لهذه العلاقة
المعقدة، اضافة لذلك كانت فكرة الحلول الألهي في الانسان اقصى درجات التطرف لهذه
العلاقة وأثر هذه الفكرة سياسياً، ظهر الملك
الأله الذي يتحكم بمصائر الشعوب وحياتهم، لتتطور حالة الحلول الألهي لتتقدم من
الملك الى الشعب بل الى الارض، بل انه يحل في الاجيال المتعاقبة الى غير ذلك من
ابعاد هذا المفهوم المعقد.
ظلت فكرة الالوهية تتراوح في
الديانات الوضعية ما بين تعدد الالهة وارتباطها بقوى الطبيعة الى فكرة التثنية،
واصراع الخير والشر، ولتقريب الفكرة الى اذهان العامة فقد تبسطت هذه الافكار الى
من يمثلها على الارض كقوى الطبيعة والنار والصراع وغيرها.
غير ان ما يلفت الانتباه حقاً، هو
ان هناك تناسباً طردياً مرصوداً،في العلاقه بين فكرة الالوهيه والحضارة
الانسانيه اذ كلما اقتربت فكرة الاله من التغريد والتوحيد، كلما كانت هذه
الحواضر تزداد رقياً وتحسنت علاقة السلطة بالفرد، اذ تتجرد هذه الفكرة من
منافعها، وانانيتها، فأننا اذ نلاحظ الحواضر المتطورة نسبياً كحضارة بابل ومصر
كانت تدين في ارقى مراحل رقيها بالتفريد والتفضيل والواحدية وان كانت غير مطلقة،
وبالعكس كلما كانت الالهة متعددة وتشوش مفهومها ما بين الاسلاف وقوى الطبيعة و
الحلول في الحيوانات كلما زادت الحواضر تخلفاً وسائت علاقة الانسان بالسلط
وتدهورت.
استقر والى حدٍ ما مفهوم الالوهية
بمجيء الديانات السماوية والتي نادت بالوحدانية المطلقة في اليهودية والمسيحية
والاسلام، ولتوثق وتحدد طبيعة العلاقة بين الانسان والالهة، مع ملاحظة تسرب
الكثير من الاعتقادات والثنية الى هذه الديانات السماوية من قبل الشعوب التي
اعتنقت هذه الدينانات مع احتفاضها ببعض وثنياتها وعاداتها الاجتماعية المرتبطة
بأريخياً بالوثنية.
فتسربت افكار الحلولية الالهية الى
الديانة الهودية وافكار الاقانيم والتعدد والثالوث والناسوت الى الديانة
المسيحية،وتأليه الاشخاص وعبادتهم وظهور الافكار التكفيرية والمذاهب المتطرفة في
الديانة الاسلامية، غير ان هذا الموضوع الخطير على عظمته لا يعني بأي حال من
الاحوال اختفاء الغرض الاساسي من وجود هذه الديانات وهو الوحدانية المطلقة فما
زال الخط الالوهي الصحيح واضحاً وضاهريا في الاسلام والذي يحسم الجدال في هذا
الموضوع تضمن هذا البحث مبحثين اساسيين، تناول المبحث الاول فكرة الالوهية في
الديانات الوضعية فقد تناول فكرة الالوهية في الحضارة البابلية والمصرية
والفارسية والهندية والصينية واليابانية واليونانية والرومانية، أما المبحث
الثاني
فقد تناول فكرة الالوهيه في الديانات السماوية
والمسيحية والاسلام، وذلك لتناولي فكرة الالوهية في الديانة اليهودية في بحث
مسقل سلفاً.
تعتبر فكرة الالوهية واعتقاد الانسان بها من اقدم الافكار التي تناولها
العقل البشري بالتفكير والتطوير وهذه الفكرة متغيرة ومتبدلة بحسب المكان والزمان
والبيئة والوضع الاجتماعي والساسي من بلد لآخر ومن دين لآخر ومن حضارة لأخرى،
وان يرى البعض انها استقرت بمجيء الديانات السماوية، في حين يرى البعض الاخر
انها ما زالت تستمد افكاراً ومعتقدات ، وقد مرت هذه الفكرة وعبر التاريخ بمراحل
تطور هامة، تراوحت ما بين التعددية للأرباب والالهة المتعددة والوثنوية، الى
التفريد والتفضيل حتى انتهت الى الواحدية المطلقة مع مجيء الديانات السماوية
اليهودية والمسيحية والاسلام.
بالرغم من وجود هذه الفكرة وبشكل مختلف في الحواضر التاريخية غير اننا
نتلمس قبس من الوحي الالهي الذي لم ينقطع من ابراهيم (ع) حتى محمد (ص) حيث كانت
هذه الفكرة تعود الى شكلها الصحيح بالتوحيد والدعوة للأله الواحد كما جاءت دعوة
لذلك ثم تعود لتطرأ عليها المتغيرات السياسية والاجتماعية وتسخرها لتدعيم السلطة
وتحصيل المنافع ،
لما كان لهذه الفكرة من علاقة مباشرة بالانسان وادراكه وتأثيرها في سلوكه
الاجتماعي والسياسي فأننا نلاحظ ان هناك علاقة طردية مهمة، هي ان هذه الفكرة
تزداد تطوراً ووضوحا وتقترب من شكلها الصحيح في الواحدية المطلقة والتفريد كلما
ازدادت الحضارة رفعة ورقياً وتأثيراً في محيطها السياسي.
فنراها واضحة بمعناها الواحدي في
الحضارة البابلية والمصرية، في اوج عظمتها في تاريخ الفرعون (اخناتون) حيث
اقتربت من الواحدية المطلقة، بينما نجدها تنزع الى التفريد والتفضيل كما في
الحضارة الفارسية وفي الديانة المجوسية وصراعها بين الخير والشر حيث الاعتقاد
الثنوي.
ونجدها سادرة في التعددية كما في
الحضارة الهندية والرومانية واليونانية، ونجدها تتراوح ما بين السلوك الاجتماعي
وعبادة الاسلاف والاموات كما في الديانات الصينية و اليابانية.
بالرغم من ان الديانات السماوية مجتمعة كانت
قد حسمت الجدل الدائم حول مفهوم الالوهية ومعناه وحددت العلاقة بين الانسان
والالهة غير اننا نجد هذا المفهوم اشده وضوحاً وثباتاً ووحدانية مطلقة في
الديانة الاسلامية التي حددت هذا المفهوم واعطته معانيه الحقيقة والواضحة بشكل
لا يرقى اليه الشك او الغموض إطلاقاً.
ان لمفهوم الألوهية وعلاقة الانسان
بالاله ونظرته لهذا الاله سواء كان مرئياً في الديانات الوضعية او محسوساً
ومدركاً في الديانات السماوية تأثير كبير على السلوك الاجتماعي والسياسي للإنسان
وعلاقته بالسلطة، وتأثير كبير على السلوك السياسي للفرد والدوله، مثلاً، ان
الانسان الذي يجد نفسه مقدساً و مكاناً للحلول الألهي هو وشعبه وارضه يؤسس في
سلوكه امراً آليهاً مقدساً هو ومؤسسته السياسية والدينية وبالتالي دولته، فهو
ينظر بتعالي وغيرية وبحذر الى الانسان الآخر والدولة الاخرى، ومن هنا تتحدد
طبيعة السلوك الانساني السياسي والاجتماعي تبعاً لنظرته ومفهومه لعلاقة الانسان
بالاله .
Abstract
The
concept of divinity underwent different dramatic stages of change,
transformation ,development and considering the importance of religion and
its solid relevance to politics and society especially that there exists no nation in the whole
world capable of ignoring the overall impact of religion for its subjective
importance as a spiritual inevitable need for mankind, since there has never
been, along the history of civilization, a refined political organization nor
a systematic human assembly unless it was associated with or predominated by
an image of worship and faith in supernatural powers.
Accordingly, this study deals with the concept of divinity . What
draws our attention in observing the concept of divinity in different
civilizations was that this concept approaches the notion of oneness and monotheism.
As these civilizations advanced , the relationship between the authority and
the individual improved ,for this relationship is deprived from its benefits;
and on the other hand ,whenever the ideology of divinity was inclined to
polytheism , it' true meaning was distracted between the ancestors and
natural powers leading to deterioration of civilization and the decline of
the relationship between man and authority.
The
concept of divinity settled with the emergence of heavenly religions which
called for absolute oneness of God in Judaism, Christianity and Islam for the
consolidation and identification of this concept; furthermore , the relation
between man and God was clarified with the notice of the penetration of many
pagan beliefs into the heavenly religions by the nations which embraced these
religions but at the same time they
maintained some of their
idolatrous ideologies and social
habits that are historically connected with paganism ; thereby the doctrines
of divine immanentism slipped into Jewry while the beliefs of hypostasis ,
polytheism, trinity and humanity infiltrated into Christianity ; in addition
to the idolization and worship of
individuals ;also the surfacing of expiatory ideas and doctrines along with
the extremist doctrines in the Islamic religion.
Nevertheless, the Islamic religion ,in
general, is decisive in this matter considering the specific evident and
comprehensive perspective it lays out towards absolute monotheism of the
concept of divinity
|
المقدمة :-
قد يتبادر الى الاذهان ان مفهوم
الالوهية مفهوماً مطلقاً، إلا ان الحقيقة ان هذا المفهوم قد اعتراه تطوير وتبدل
كبير عبر الازمنه والعصور والاحداث، وقد طبعته الحضارات بإعتقاداتها وتطوير ونضج
ليتراوح من فكرة بدائية قائمة على التعددية ليتطور الى التفريد والتفضيل ثم ليصبح اكثر
نضجاً ووضوحاً حين دخلت مرحلة التوحيد، بل الواحدية المطلقة، تبرز اهمية تناول هذا
الموضوع من أهمية الدين وعلاقته الوثيقة بالسياسة والمجتمع، خاصةً وانه لا توجد
دولة من دول العالمـ تمكنت من تجاهل دور الدين كلياً، لأهميته الذاتية كحاجة روحية لا غنى للأنسان عنها، اذ لم يكن
هناك على مدى تأريخ الحضارة الانسانية، تنظيماً سياسي راقي، او تجمع انساني منظم
إلا ورافقه او طغى عليه شكل من اشكال العبادة والايمان بالقوى الغيبية.
كذلك فمن المهم معرفة كيفية التمازج
بين الافكار والتزاوج والاشتقاقات الحضارية المهمة والتي ولدت استيراد الافكار
والاعتقادات وعبورها من حضارة الى اخرى ومن بلد الى آخر، اضافة الى اهمية الدين
والاعتقاد بوجود الأله من في تكوين شخصية الانسان وبالتالي تأثيرها في سلوكه
الاجتماعي والسياسي ـ وتأثيره في بناء حضارته وحوارها مع الحضارات الاخرى.
كذلك فأن نشوء الدولة الدينية وما نتج
عنه اذ كانت علاقة الانسان بالاله حلقة
مباشرة في طبع شكل الدولة السياسي وسلوكها، فقد قامت حربو دينية كبيرة بأسم الربّ
وبأمره، وتحددت سلوكيات الدول تجاه الدول الاخرى نتيجة لهذه العلاقة المعقدة، اضافة
لذلك كانت فكرة الحلول الألهي في الانسان اقصى درجات التطرف لهذه العلاقة وأثر هذه
الفكرة سياسياً، ظهر الملك الأله الذي
يتحكم بمصائر الشعوب وحياتهم، لتتطور حالة الحلول الألهي لتتقدم من الملك الى
الشعب بل الى الارض، بل انه يحل في الاجيال المتعاقبة الى غير ذلك من ابعاد هذا
المفهوم المعقد.
ظلت فكرة الالوهية تتراوح في الديانات
الوضعية ما بين تعدد الالهة وارتباطها بقوى الطبيعة الى فكرة التثنية، واصراع
الخير والشر، ولتقريب الفكرة الى اذهان العامة فقد تبسطت هذه الافكار الى من
يمثلها على الارض كقوى الطبيعة والنار والصراع وغيرها.
غير ان ما يلفت الانتباه حقاً، هو ان
هناك تناسباً طردياً مرصوداً،في العلاقه بين فكرة الالوهيه والحضارة الانسانيه اذ
كلما اقتربت فكرة الاله من التغريد والتوحيد، كلما كانت هذه الحواضر تزداد رقياً
وتحسنت علاقة السلطة بالفرد، اذ تتجرد هذه الفكرة من منافعها، وانانيتها، فأننا اذ
نلاحظ الحواضر المتطورة نسبياً كحضارة بابل ومصر كانت تدين في ارقى مراحل رقيها
بالتفريد والتفضيل والواحدية وان كانت غير مطلقة، وبالعكس كلما كانت الالهة متعددة
وتشوش مفهومها ما بين الاسلاف وقوى الطبيعة و الحلول في الحيوانات كلما زادت
الحواضر تخلفاً وسائت علاقة الانسان بالسلط وتدهورت.
استقر والى حدٍ ما مفهوم الالوهية
بمجيء الديانات السماوية والتي نادت بالوحدانية المطلقة في اليهودية والمسيحية
والاسلام، ولتوثق وتحدد طبيعة العلاقة بين الانسان والالهة، مع ملاحظة تسرب الكثير
من الاعتقادات والثنية الى هذه الديانات السماوية من قبل الشعوب التي اعتنقت هذه
الدينانات مع احتفاضها ببعض وثنياتها وعاداتها الاجتماعية المرتبطة بأريخياً
بالوثنية.
فتسربت افكار الحلولية الالهية الى
الديانة الهودية وافكار الاقانيم والتعدد والثالوث والناسوت الى الديانة
المسيحية،وتأليه الاشخاص وعبادتهم وظهور الافكار التكفيرية والمذاهب المتطرفة في
الديانة الاسلامية، غير ان هذا الموضوع الخطير على عظمته لا يعني بأي حال من
الاحوال اختفاء الغرض الاساسي من وجود هذه الديانات وهو الوحدانية المطلقة فما زال
الخط الالوهي الصحيح واضحاً وضاهريا في الاسلام والذي يحسم الجدال في هذا الموضوع
تضمن هذا البحث مبحثين اساسيين، تناول المبحث الاول فكرة الالوهية في الديانات
الوضعية فقد تناول فكرة الالوهية في الحضارة البابلية والمصرية والفارسية والهندية
والصينية واليابانية واليونانية والرومانية، أما المبحث الثاني فقد تناول فكرة الالوهيه
في الديانات السماوية والمسيحية والاسلام، وذلك لتناولي فكرة الالوهية في الديانة
اليهودية في بحث مسقل سلفاً.
المبحث الأول :-
" الألوهيه في الديانات الوضعيه "
أولاً : الألوهيه في
الحضارة البابلية :
الدولة البابلية كان لها كهانات
متعددة على حسب الحواضر والاسر(1)، و الدين فيها خاضعاً للتاثيرات
السياسية بالدرجة الاولى و يمثل درجة عاليه من التعليمات والالتزامات الاخلاقية و
له عند العراقيين المكان الاول في حياتهم العامه والخاصة(2) ، تتميز
الديانة البابلية بتعدد الالهة ولكنهم في الوقت نفسه كانوا يفردون بعض الالهه
ويفضلونها على الاخرى اي انهم كانو يؤمنون بفكرة التفريد لامبدأ التوحيد والتفريد
هو تخصيص اله او جملة آلهه بالتعظيم والعبادة دون ترك الالهه الاخرى . اما التوحيد
فهو الاعتقاد باله واحد وقصده وحده بالطاعة والعبادة(3). والالهه في
بابل هي قوى الطبيعة واهمها القوى المستمدة من السماء يمثلها الاله (آنو) على رأس
الالهه البابلية ويمثل اصل السلطة في الكون(4). والقوى المستمدة من
الجو والهواء ويمثلها الاله (انليل) ويمثل
القوة المنفذة ويأتي بعد (آنو) بالسلطة
.والقوى المستمدة من الارض حيث شخصت بهيئة آلهه متعدد ودعي بالاله (آنكي) اي سيد
الارض ووصف بالحكمة والدهاء وقوة الخلق معاً هي من صفات الماء(5).
وللاله (آنو) ابنه هي الالهه (عشتار)(6) ، و(لأنليل) الاخر ابن هو اله
القمر (سن)
وهو يتناوب السلطه مع ابيه (7) . أما
(انكي) ثالث الثالوث فهو خالق الانسان من الطين والماء ونفخ فيه نسمة الحياة عندما
استنجد به الاله(مردوخ) في عملية خلق الانسان الاول و (مردوخ) هو ابن (انكي) او
(أيا) ورث عن ابيه العلم والسحر ويتلو (مردوخ) الرقى والتعاويذ
للآلهه وتركز فيه كل صفات الآلهه
وكلمته تخلق الخلق وتمحوهم(8). وهناك الاله القمر وهو (سن) وله زوجه
(ننجال) وانتشرت عبادته في بلاد الشام والجزيره (9) . والاله الشمس
(شمس) وسماه السومريون (آوتو) اي الضوء والنور ودعوه (بيار) اي النيّر وهو اله
الضوء والعدل والحق والشرائع واملى على حمورابي شرائعه والقاضي الاعظم وسيد
الكهانه والعرافه . اما (عشتار) ابنة آنو واحياناً جاءت ابنة الاله القمر (سين او
سن) هي ذكر في الصباح محارب ودموي وانثى في المساء ترعى الحب ، هي ربة هلوك تسعى
للذه والاغواء ومثلوها بالزهره(10). وامتدت عبادتها الى الاغريق وسميت
(افروديت) عند الرومان وسميت (فينوس) وسماها السومريون (اينانا) او (انني) وسماها
الاشوريون والساميون (عشتار وعشتاروت وعشترويت)(11) وهناك الهه اخرى كثيره يقول العقاد : يصل
ارباب بابل الى اربعة آلاف رب ، لها انداد من الشياطين والعفاريت وقد تخيلها
البابليون كأنها مشيخة قبيله تتجمع كل سنه لمردوخ امرها الاخير(12) .
وآمن البابلي بخشية الاله وكان يقدسه بشكل كبير ويعي ان عليه الطاعه والعباده
وتقديم القرابين . يقول الملك البابلي اشور بعد ان رسم معابد الآلهه "امنحوني
- انا الذي اخشى معبوداتي العظيمه – حياةً تمتد اياماً طويله وسرور قلب
"(13) .
بابل تدين بالوثنية تأخذ بمبدأ
التفريد ولم تعرف الوحدانيه ،عظمت الاله (آنو) ثم حل (مردوخ) محله وإغتصب وظائفه
في زمن الاشورييون وقد آمن البابليون بالقوى فوق الطبيعه وان لهذه القوى علاقه
بالانسان عليه ان يسعى من خلالها , كما طغت صفة التشبيه على الالهه فقد عرفت بصفات
البشر الروحيه والماديه كالصور والاعضاء والفكر والرأي والعاطفه والزواج والعشق
والانجاب والأكل والشرب وسكنى المعابد كالبشر عدا تمتعها بالخلود والطاقات
والمعجزه(14) . كما ان هذه الالهه لم تكن خيره وانما كان بعضها شريراً
مدمر وبعضها متقلب تاره خير واخرى شر مثل (عشتار)(15) .
ثانياً :- الالوهيه
في الحضارة المصرية :
كان المصريون اكثر الامم القديمه تعبداً وتمسكاً
بالدين وتعاليمه حتى ان الدين كان عاملاً فعالاً في كل نشاطاتهم الحياتيه واعمالهم
اليوميه(16) .ولا يعرف شعب بلغ في التقوى درجتهم فيها فأن صورهم
بجملتها تمثل اناساً يصلون امام الرب ، وكتبهم على الجمله اسفار عباده وتنسك(17)
. تتميز الديانه المصريه بمرورها بجميع اطوار الاعتقاد وبدون استثناء فقد شاعت في
مصر الطواطم وشاعت فيها عقيدة الارواح وآمنت بالبعث والثواب والعقاب بعد الموت ،
وعمت عبادة الموتى والاسلاف ، وظواهر الطبيعه والحيوانات المقدسه وعبدوا ملكهم
اوزريس(18) . غير ان تعدد العبادات والالهه هذا يستثنى منه عهد
"اخناتون" الذي ثار على التعدد والكثره ودعا لعبادة اله واحد(19)
. الالهه المصريه ترجع في اصلها ومجملها الى قوى الطبيعه حيث جسمو وشخصوا هذه
القوى وعبدوها على هيئة آلهه واهم ما تتصف به صفة التشبيه أي انها كالبشر من ناحية
الصفات الروحيه والجسميه ولكنها اعلى واسمى من الانسان وبيديها القدره ومصير الكون
والطبيعه والانسان كما انها تتصف بالخلود بوجه عام(20) . ويمكن تقسيمها
الى :- 1- القوى المستمده من الشمس :- اله الشمس (رع او را) وهو (آتوم) و
(خفرع)(21) وهو رأس الالهه عندهم وهو الخالق
المحسن العليم الكائن منذ البدء له امرأه وابن عريقان(22). وقبلهم كان مزدوج الطبيعه فتولدوا منه(23) ، وكان المصريون يتعبدون بهذا التثليث الذي
تختلف اسماؤه وان اتحدت مسمياته فكان اهل كل اقليم يسمي كلاً من الالهه الثلاثه (الاب
، الام ، الابن) بأسم يختلف عن الاخر فهي (فتاح – سيخت – وابنهما ايموتس) في منفيس
وفي أبيدوس سمو التثليث (اوزيريس ، آيريس ، وهورس) وفي ثيبه (عمون ، موت ، شونس)
واخذ اهل كل اقليم ارباب الاقاليم الاخرى يشتقون من كل رب تثليث رباب أخرى هكذا
تعدد الارباب وتشوه الدين(24) .
2- القوى ألمستمده من الأرض : اله الارض :جيب" (فتاح) وهو
الاله الخالق حسب لاهوت الخليقه الخاص لمدينة (منفيس) اما (جيب) فقد ورد في الاداب
الدينيه ان الغله تنمو على اضلاعه(25) . وللخصب شأن لايستغرب في ديانه
مصر القديمه فهو عباره عن أمراه تنحني على
الارض ، واغرب ما تخيله المصريون عن اله الخصب هو ان العالم كله من الماءطفت عليه
بيضه عظيمه خرج منها رب الشمس وولد له اولاداً يولو شؤون الكون(26) .
2- القوى المستمده من الحيوان : اتخذ المصريون من بعض الحيوانات آلهه
لهم غير انها كانت في بداية الامر رمزاً للالهه فكان لكل اله رمز خاص به ، فيرمز
للاله (توت) برأس الكبش و (فتاح) برأس عجل ولكل مدينه اله ورمزه المقدس لايقدس في
غيرها من المدن غير ان فكرة تقديس الحيوانات كرمز سرت بين العامه فلم يعبد على انه
رمز للالهه بل انه الالهه نفسها وبذلك صار عندهم في صف الالهه وليس رمزاً لها(27)
.
ثم ارتقت عقيدة المصريين في تآليه الحيوانات
وعبادتها فآنتقلوا من اختصاص حيوان من آحاد نوعه بالعباده بحلول الاله فيه الى عبادة النوع كله (28) .
ان الفكر
الديني المصري القديم كان يؤمن بالتفريد او بالاله الاعظم رغم ايمانهم بآلهه
متعدده وليس ادل على ذلك من نفوذ روح الاله (أمون) في ارواح كانت ترفرف فوق البحار
، فخلق كل شئ في هذا الكون بعد نفوذه في الارواح ونزه المصريون الاله (أمون) عن
الخطأ ووصفوه بأنه عالم بكل شئ وهو في غاية الكمال لايشمله الزمان ولايحيطه المكان
وخلق السماوات والارض ولم يخلقه احد ، توحي هذه الصفات ان المصريون يعتقدون بانفراد اله في خلق
الكون ويبدوا ان الكهنه قد لعبوا –على مر الزمن- دور رئيسي في ضياع فكرة التوحيد
وثبتوا معتقد الالهه المتعدده في اذهان الناس(29) .
كما ان فكرة التفريد و(الاله الاعظم) قد تطورت في
مصر الى عقيدة التوحيد الالهي او مهدت للدعوه الى التوحيد التي بدأها الفرعون
"أمينوفيس" عام 1375ق،م اعظم ملوك الاسره التاسعه عشر الذي انشأ حفيده
(امينوفيس الرابع) (امنو حتب الرابع وهو اخناتون)
(30)* ، على عبادة اله واحد وجاهر بالوحده الفرعونيه الاولى ونادى
بالغاء الالهه المتعدده وعبادة (آتون وحده..) أي القوى الكامنه خلف قرص الشمس(31)
. يعتقد بعض الكتاب ان عبادة التوحيد لم تصل الى ماهي عليه من عبادة آتون إلا بعد
المرور بالمرحله التمهيديه من عبادة منف ورع واتوم وآمون وان تفريد آمون وتوليه
السلطه العليا قد مهد للاعتقاد بوحدانية (آتون) الراقيه(32) ، غير ان
البعض الاخر يدعي ان الاعتقاد التوحيدي كان قد تسرب من قبائل (الهكسوس العربيه)
التي حكمت مصر زهاء قرنين قبل (عهد اخناتون)* مباشرةً حيث كان الهكسوس على اتصال
بالمديانين الذين كانوا يعرفون الديانه التوحيديه (كما جاء في التوراة) وذهب البعض
الى ان العبرانيين الموجودون في مصر كانوا يدينون بديانة اخناتون (التي نشأ عليها
موسى في ما بعد) (33) ، مما يؤكد ذلك إن العقاد يورد مقارنه بين صلوات
اخناتون (والمزمور الرابع بعد المئه )**في مزامير داود كان قد وجدها هنري برستد
وآرثر ويجال حيث اتفقت المعاني بينهما اتفاقاً لا ينسب الى توارد الخواطر
وللمصادفات(34) ، غير انه من المنطقي ان تكون العقيده الاخناتونيه كانت
قد وجدت لها تسلسلاً زمنياً وفكرياً اثمر عنها وذهنيه مرت بكل مراحل الاعتقاد لتصل
الى هذا الرقي الديني ولا مانع ان تكون قد تعززت برافد توحيدي خارجي او داخلي اسبغ
عليها الترجيح واكد صحتها وجعلها منطقيه ومقبوله ذلك ان الديانه التوحيديه المصريه
لا تخلو من تأثير الهي ، فقد هاجر (ادريس ع) الى مصر وابراهيم الخليل (ع) ويوسف
(ع) مما مهد لظهور (موسى (ع)) اي ان ارض مصر لم تخلو يوماً من الرساله التوحيديه ولم
تغادرها قبسات الوحي الالهي ابداً(35) .الغى اخناتون جميع الارباب
واعوانهم ودعا لعبادة (آتون) دون سواه فقد كانت الشمس رمزاً محسوساً للاله الواحد
الاحد المتفرد بالخلق والارض والسماء(36) ، وان هناك قدره تسود العالم
وتسير اموره وان هذه القدره مستتره ، ولايمكن تشخيصها ولا تحديد هيئه لها وان
اياديها
ـــــــــــــــــــــ
(*)الفرعون اخناتون : 1382 ق.م ـ1336 ق.م هو
امنحوتب الرابع حكم مصر 17 عام وهو عاشر فراعنة الاسره الثامنه عشر،حاول توحيد
الهة مصر.شبكة الانترنت ،موسوعة ويكيبيديا الحره .
(**) المزمور الرابع بعد المئة :
وهو احد المزامير الداوودية في العهد القديم تتحدث عن امور الحياة و العبادة
والعلاقة بين الرجل والمرأة للطلاع انظر العهد القديم في الكتاب المقدس ، جمعية
الكتاب المقدس في لبنان ، ط1، 1993.
العديده ذات الافضال والمنن تمتد من سمائها ومن
خلف قرص الشمس فتهب العالم كل شئ (37) . كما ان هذا الاله الواحد
عالمي، فلم يعد اله مصر وحدها بل هو إله الدنيا باسرها وكذلك لم يعد الملك إلهاً
يعبد لان اخناتون لم يدعِ الالوهيه مثلما كان الفراعنه قبله ومن بعده يدعون بأنهم
آلهه، وفي اعقاب نشر الديانه الجديده مباشرةً لم يبق ذره من هذه الخرافات في صلب
هذه الديانه فقد حرم اخناتون على الفنانين ان يرسموا صوراًلآتون ، لان الاله الحق
في اعتقاده لاصوره له فهو لايرى ولا يلمس وهو موجود دوماًفي كل زمان ومكان(38)
.و يعتقد بعض الكتاب انه على الرغم من الرقي الديني الاخناتوني في ادراكه لوحدانية
الله وان تمثل بقرص الشمس الا ان المصريون ضلوا يعبدون – (را أو رع) الذي كان اله
يعنى بالموت وضلوا يهابون قرينة الانسان الروح –كا- وضلوا يمجدون الموتى ويولونهم
رعايه غاية في المبالغه تصل الى درجة العباده وبذلك يرى بعض الكتاب، ان المصريين
لم يغادروا العباده التعدديه والوثنيه ابداً .(39) اي ان وحدانية اخناتون لم تصل
الى التجريد المطلق والتوحيد الخاص الذي هو طابع الديانات السماويه
بل ظلت
مرتبطه بكوكب الشمس(40) ، كما انها كانت عرضه للتبدلات السياسيه
والاحداث ، غير انها على العموم كانت آلهه خيره تأمر الانسان بفعل الخير وتثيب
عليه وتنهاه عن فعل الشر وتعاقب عليه وهناك يوم يحاسب فيه المحسن ويعاقب المسيء(41)
.
ثالثاً :- الألوهيه في الحضارة
الفارسية :
تعتبر الديانه الفارسيه من أهم التواريخ الدينيه
في الامم الاسيويه وذلك بسبب ترابطها واقتباسها واعطائها للديانات الهنديه
والطورانيه والبابليه واليونانيه ومازال الى اليوم ملحوظاً الاتصال بين تأريخ
الفرس وتاريخ اليهود والمسيحين وربما حتى المسلمين (42). وتصنف
الديانات الفارسيه والمذاهب المتفرعه عنها على انها تحت مذهب الثنويه او الاثنينيه
وبلاد فارس هي بلاد فلسفة الثنويه(43)والتي سناتي على شرحها ، يقول
الشهرستاني في الملل والنحل "ان هذه الثنويه الزم سمات المذاهب المجوسيه
لانها تظهرفي كل مذهب بلا استثناء "(44) .واكثر المذاهب اعتدالاً
، مذهب زرادشت* الذي قال بوجود اله واحد حكيم .
ـــــــــــــــــــــ
(*)زرادشت :660 ـ583 ق.م واشهر كتبه (أفت) وهو مصدر معتقده كذلك كتابه (الايستا )
وشرحه فيما بعد في كتاب اخر هو البادزنده ،وشرح علماء الزرادشتيه كتب زرادشت في
مدون اسموه(يازده )
خالق
ومبدع لاشريك له ولاند له ولامثيل له وهو فوق الخير والشر ولاينسب اله الا الخير
والصلاح وما الشر والفساد الا اثر امتزاج النور بالظلمه ، وما النور والظلمه
الامبدأن حادثان وضدان مخلوقان ، فالنور صفه للاله الواحد الحكيم ، والظلام صفة
الماده الفانيه ، وامتزاج النور بالظلمه خلق موجودات هذا العالم وحصل في تراكيبه
المختلفه .. وحدثت الصور والالوان والانواع من هذا التركي(45) .
انكر زرادشت في جديد ديانته بعنف وشده الوثنيه
المتمثله في تعدد الالهه وعبادة الاصنام ودعا الى الايمان باله واحد
"أهورامزدا"(46) أو "أور مزد"(47) وقد
وصفه باروع ما يعرفه الناس في زمانه من صفات التنزيه "فهو قديم ، ازلي ، مجرد
من جميع الشوائب الماديه ، منزه عن كل ادران النقص ، لم يلد ولن يموت وهو روح
الارواح ، يَرى ولا ينظر ولا تدركه عين أو بصر وهو موجود في كل مكان ولكنه لا يُرى
في اي مكان وهو يعلم الحاضر والمستقبل ويعلم الغيب ويدرك دخائل النفوس وهو قدير
على كل شيء ولايسمو عليه شئ قط وهو معين ولامعين له وراعي الفقراء والاغنياء على
حد سواء وهو مفرج الهموم ومانع الضر عن الناس وان اقوى ليشعرون بضعفهم امامه ، وهو
القوه غير المنظوره التي يتطلع عليها الناس لتشد من ازرهم وتقوي من نفوسهم(48)
.
ان فكرة الاله في الزرادشتيه تشكل العنصر المركزي
، والاسم المطلق (أهورامزدا) هو اعتراف واضح بالحكمه الالهيه واللهجه المشدده في
الكلام على الروح اكثر منها على العنصر الجسدي كأساس للوجود (أهورامزدا) هو الكامل
، الازلي ، القادر على كل شئ ، يبصر كل شئ وليس سوى طيبه ، خلق الكائنات البشريه
كلها ومنحها الحياة بارواحها واجسامها مانحاً اياها حرية الاراده ونفخ الحب في
العلاقه بين الاب والابن ، والبشر يملكون الحريه فهم يستطيعون تجاوز حدود النظام
الاخلاقي ، ذلك ايماناً
بالخلود والحساب والمشاركه في مملكة السعاده التي
تلي زوال الشر التام(49) . واطلق زرادشت الاسماءعلى الاله التي دونت في
(الزاندافستا) وهي الكتاب المقدس في الديانه الزرادشتيه " السر المسؤول، واهب
النعم ، الكامل ، القدس ، الشريف ، الحكمه ، الحكيم ، الخبير ، الغني ، المغني ،
السيد ، المنعم ، الطيب ، القهار ، محق الحق ، البصير الشافي ، الخلاق ، مزداً ،
العليم"(50) .
ولما كان الاله في الديانه الزرادشتيه قوه غيبيه
(غير محسوسه) كما هو الحال في الديانات المنزله يعجز العقل البشري عن ادراك حقيقته
ولا يقوى على تصوره خيال انسان لجأ زرادشت، حتى يتمكن الناس من تصور هذه القوه الى
الرمز فرمز الى (أهورامزدا)
برمزين محسوسين حتى تقوى عقول البشر عن طريق
التفكير فيها على تصور الاله وهما : الشمس والنار ، الشمس تمثل روح (أهورامزدا)
فهي مبدأ اول وطهاره وصافيه وكلها خير فائض ، والنار في الارض هي العنصر الذي يمثل
للناس تلك القوه العليا ،عنصر اولي ساذج ، ازلي ، وقوه مطهره ، مهلكه ، طاهره ،
نقيه ونافعه . ولا يمكن ان يتطرق اليها الفساد ، ويؤكد الزرادشتيون انهم لا يعبدون
النار بل يقسدونها من اجل طهرها ويعدون الوثنيه والشرك بالاله الواحد الحق جريمه
كبرى وما النار سوى رمز مقدس (51) .
(أهورامزردا) قوه الهيه خيره تدعى (هرمز او هرمس)
وهناك قوه شريره تدعى اهرمن ، يقف امام اهرمن الشقي المخرب هرمز البارئ الحليم وكل
منهما له جند ولايزالان في حرب دائمه والعالم ساحة قتالهما لأن كليهما حاضر في كل
مكان ، يسعى هرمز الى الخير والاخلاق واسعاد الناس ويطوف اهيرمن وشياطينه حولهم
لاهلاك الناس وسوء طالعهم وطالحهم . كل خير في انسان وحيوان ونبات وضياء والماء
كلها برأها هرمز وينبعث كل ضرر وضر من اهيرمن (52). اراد زرادشت ان
يسقط شأن اهيرمن وصفاته تماماً ويعلي من شأن هرمزويضفي عليه صفاة التنزيه وما زال
اهيرمن يهبط في مراتب القدره والكفايه حتى عاد كالمخلوق الذي ينازع الخالق سلطانه
ولا محيص له من الخذلان ، غير ان اهيرمن كان لازماً لبقاء الكهانه الفارسيه في
عهود المحن والهزائم ، ارادوا ان يجعلوا الهزيمه في قوة اهيرمن عقوبةللناس على
شرورهم ثم يبشرونهم بغلبة الاله الحكيم بعد الهزيمة لتهدئة الناس(53) يقول
الشهرستاني " وكان دين زرادشت: عبادة الله والكفر بالشيطان والامر بالعمروف
والنهي عن المنكر واجتناب الخبائث ..." (54) يقول العقاد ان زرادشت قد استخلص من اخلاط
المجوسية عقيدة وسط بين الوثنية والعقيدة الالهية الحديثة سواء في تصحيح الفكرة
الالهية او في مسائل الاخلاق والثواب والعقاب(55).
اما المانوية فهي (الزرادشتية ـالمتنصره) التي
تقول بنبوة (عيسى عليه السلام) (56) ، وتؤكد على الاصلين: النور
والضلمة، وهما ازليان وقديمان ويقول الشهرستاني في ( المنوية التي هي لمؤسسها ماني
بن فاتك) *(انه احدث ديناً بين المجوسية والنصرانية) وهو يتفق مع الزرادشتية في
اثبات الاصلين غير ان زرادشت لم يجعل روح الشر (اهيرمن) نداً وشريكا لله فالله عند
زرادشت واحد حكيم خالق مبدع هو الذي فرج النور والظلام واوجد العالم منهما وهو
صراع بين الخير والشر ولا بد للخير في الاخير من الانتصار، غير ان ماني جعل لله
نداً وشريكاً ولا خلاص للصراع بينهما إلا بفناء العالم وقد كان زرادشت متفائلاً
بعكس ماني فقد كان متشائماً(57). وتختلف المزدكية عن الزرادشتية
والمانوية في قولها ان النور يفعل بالقصد والاختيار والظلمة تفعل على الخلط
والاتفاق، كذلك الخلاص انما يقع بالاتفاق دون الاختيار، غير انهم اتفقوا في
الكونين والاصلين واباح مزدك (مؤسس المزدكيه) النساء والاموال وجعل الناس فيهم
شركة كاشتراكهم بالماء والنار(58)، وتختلف (الديصانيه )**عن المزدكيه
بقولها ان النور يفعل قصداً واختياراً والظلام يفعل بالشر طبعاً واضطراراً وتختلف
الديصانية عن المانوية بقولها ان النور والظلمة حيان قادران حساسان، اما الديصاينة
فيقولون ان النور حي قادر حساس والظلام ميت وعاجز، جماد، غير انهم يتفقون في اثبات
الاصلين نوراً وظلاما(59).
اما المرقيونية فقد اتفقت مع كل العبادات
الفارسية في اثبات الاصلين القديمين المتضادين احدهما النور والآخر الظلام واثبتوا
اصلاً ثالثاُ وهو المعدل الجامع وهو سبب المزاج فان المتنافرين المتضادين لا
يمتزجان إلا بجامع وقالوا ان الجامع دون النور في الرتبة وفوق الظلمة وحصل من
الاجتماع والامتزاج هذا العالم(60).
ـــــــــــــــــــــ
(*)ماني بن فاتك :وأسمه فاتك
أو فائق ولد في العراق عام 216 م ويعني اسمه بالفارسيه الفريد او النادر
ومعتقده مزيج من الزرادشتيه واليهوديه والمسيحيه وقد ولد صابئيا".شبكة
الانترنت ،الموسوعه الفرنسيه ،الجزء 11 ،ص646 .
(**)الديصانية :نسبه الىمؤسسها ابي شاكر الديصاني وسمي نسبه الى
نهر في مدينة ولادته وهي تأريخيا" قبل المانويه وتختلف عنها في الرأي أذ ان
أختلاط النور بالظلمه راجع الى الاختيار منه (أختيار النور) ليصلحها .شبكة
الانترنت ،شبكة ويكيبيديا الحره
البهائية:- (61) ترى البهائية ان الخالق هو
جوهر واحد ليس له اسماء او صفات يمكن ان تصفه اما أفعال، ولا يمكن الوصول اليه،
وهو الى حد ما يشبه القوانين الطبيعية غير الشخصية التي لا علاقة لها بالاتساق
الاخلاقي(62) الخالق واحد ليس له شريك؛ القوة والقدرة وهو خلق الكون،
لكن هذا الكون ليس شيئاً آخر سوى تجلّ للخالق، بل انه هو ذاته الخالق (اي ان
الخالق ومخلوقاته مادة واحدة لا تنفصل ولا تتجزأ)، يقول البهاء (الحق يا مخلوقاتي
انكم انا) (63)، وبذلك تصبح الحقيقة الدينية نسبية وليست مطلقة ما دامت
المخلوقات وخالقها شيء واحد لان كل شيء يحل فيه الخالق وتلفه نفحه من القداسة،
وتصبح كل الامور مقدسة ومن ثم متساوية ونسبية ، فيتجلى الله في براهما، وبوذا
وزرادشت، وكونفوشيوس، وابراهيم، وموسى وعيسى، ومحمد (ص) ثم الباب او البهاء، وداخل
هذا الاطار الحلولي يكون بهاء الله هو ذاته الخالق(64).
وهذا امر يصعب فهمه فالخالق هو المخلوق، فاذا عبد
المخلوق الخالق فانه يعبد نفسه او يعبد قوة خفيه لا يمكن الوصول اليها تشبه قوانين
الطبيعة، ويصلي البهائيون، (وقبلتهم القدس) (65).
ثمة تماثلاً بنيوياً بين البهائية واليهودية في
جانبها الحلولي يمكن ايجازه في عدة مؤشرات:-
1ـ لا
توجد ادلة على وجود الخالق او غيابه فهو اله خفي في كلا العقيدتين وهو جوهر واحد.
2ـ توحد
الخالق وحلوله المستمر في مخلوقاته، حيث لا توج ثغرة او مسافة بين الخالق والمخلوق
بل ثمة اتحاد وحلوليه ووحدانيه(66).
3ـ
استمرارية الوحي الالهي في التاريخ الانساني واستمرارية الحلول الالهي في
الحاخامات في العقيدة اليهودية وفي بهاء الله في العقيدة البهائية.
4ـ ان
الخالق يكشف عن نفسه تدريجياً، ومن خلال مخلوقاته.
5ـ الروح
البشرية كالخالق ليس لها حدود واضحة، اذ ان الروح بعد ان تنفصل عن الجسد تحل في
شخص آخر وتناسخ الارواح سمة اساسية في مختلف الانساق الحلولية.
6ـ تحتل
الارقام اهمية كبيرة في كلا العقيدتين خاصة في القبالاه، وتركز على القيمة العددية
لادراك الكون من خلال نسق هندسي حتمي(67).
رابعاً :- الالوهية
في الحضارة الهندية :
ترجع الديانة الهندية الى ازمنة اقدم من العصر
الذي دونت فيه اسفارهم المعروفة (بالكتب الفيدية(68))*، ويعتقد فريق
المؤرخين ان الديانة الهندية القديمة لا تخلو من قبس منقول اليها من البابلية
والمصريه ، فقد اشتلمت هذه الديانة على انواع شتى من الالهه، تمثل قوى الطبيعة
كالمطر المسمى (اندرا) اله السحاب واقدم معاني الاله عندهم المعنى المعطى (ادويفا)
ومنها تفرعت مصطلحات عديدة(69)، اضافة لاصول توتمية حيث ارتكزت على
تقديس ارواح كثيرة تسكن الصخور والحيوان والاشجار ومجرئ الماء والجبال
والنجوم كما كانت ذات اصول طبيعية حيث ارتكزت على
تقديس القوى الطبيعية المختلفة من سماء وشمس وارض ونار ونور وريح وماء(70).
1ـ( البرهمية):- اشتملت البرهمية على عبادة وثنية للاسلاف كما
اشتملت على عبادة قوى الطبيعة المؤثرة في الكون مع الزمن تمثل الناس هذه الالهة في
صورة اشخاص وراحوا يعبدونهم اضافة الى عبادة الحيوانات وتقديسها وخاصة البقرة
والافاعي وغيرها كثير حيث ان البرهمي الهندوسي لا يرى فارقاً بين الانسان والحيوان
لان كل منهما روحاً والارواح تنتقل ما بين الحيوان والانسان ولهذا فهي صنوف الهيه
نسجت في شبكة واحدة لا نهاية لها(71). فيجوز ان يكون الحيوان جداً
قديماً او صديقاً عائداً للحياة في محنةالتكفير والتطهير(72)اما تقديس
الملك عندهم انما هو تقليد موروث من تقديس جد القبيلة، ويرى
ـــــــــــــــــــــ
(*)الفيديه : هي المدونات المفدسه عند الهندوس وتعني المعرفه وحد العلم وطرق
الوصول الى الله كما تحتوي كل مايتعلق بالمحرمات والمعابد والطبقات الاجتماعيه
وتعتبر طبقة البراهمه هي الحافظه لهذا الكتاب المقدس .ول ديورانت ،ج 3،م،س،ص276
،مع التطور اصبحت كتب الفيدا تدرس في كل مدرسه برهميه واصبحت تحتوي على الصوتيات
والنحو والاشتقاق وهو اصل الكلمات والفلك والطقوس الدينيه والغناء والموسيقى. شبكة
الانترنت ،موسوعة ويكيبيديا الحره
العلامة اليوت سمث في كتابه المبادئ: (ان مراسيم
التقديس للملك لا زالت مرعية في الهند، قداسته لا تاتي من جلوسه على العرش وانما
من حفل مقدس يمثل قصة الخليقة وكانه هو من يستمد من ذلك التقديس قدرته على الخلق
ومنح الحياة قصة الخليقة الهندية تشبه المصرية فالحياة خرجت من بيضة ذهبية والاله
الاكبر ذكراً كان او انثى فهو الاب والام للاحياء) (73).
ان للبرهمية اتجاهين، الاول تمثل للبعض الحقيقة
بوجود اله واحد قريباً من الاله الواحد في اكثر ديانات التوحيد يقول ماكس موللر:
اي كان عصر تدوين (الرجفيدا)* فقبل هذا العصر كان الهنود مؤمنون باله واحد الذي هو
لا بذكر ولا بانثى ويتسمى بثلاث اسماء أو اقانيم(74)، 1ـ براهما: الاله
الخالق الموحد الذي صورت عنه جميع الاشياء وينسبون اليه الشمس، 2ـ سيفا اوسيوا:-
الاله المخرب المهلك الهادم المفني وينسبون اليه النار لانها مهلكة، مدمرة، 3ـ
فشنو: الواقي والحافظ الواعظ للخلق والوجود وشخصيته (كرشنا). ثم عادوا إلى توحيدها
في برهما، يتضح من الدمج مبدأ التفريد (الإله الأعظم) لا عقيدة التوحيد وهذا
الثالوث اقتبس فيما بعد كمدخلات: على الديانات الكتابية. (75).
أما الاتجاه الثاني، فالحقيقة الأبدية عنده معنى
ليس له قوام من (الذات الواعية) وإنما هو قانون يقضي بتلازم الآثار والمؤثرات
ويقابل الاعتقاد بالقضاء والقدر عند الأديان الكتابية (76) ، واصبحوا
مذهبيا من الديانة البرهمية الهندوسية يسمى الجينية أو الجانتية. ويعتقد البراهمة
أن هناك تقسيمات طبقية للبشر من خلق الله أبدية، حيث أن برهما خلق الناس،كما يلي:
1- البراهمة خلقهم من فمه ومنه المعلم والكاهن والقاضي، 2- الكاشتر:
خلقهم الإله من ذراعيه يحملون السلاح، 3- الويش وخلقهم من فخذه يزرعون
ويتاجرون ويجمعون المال، 4- الشودر خلقه من رجليه وهم الزنوج المنبوذون
الأصليون يشكلون طبقة عبيد ويمتهنون المهن الحقيرة واتجه غالبيتهم للإسلام (77)
. ومن طبقة الكاشتريا تأسست الديانة الجينية التي لا تؤمن بالطوائف ولا
بالأصنام وعبادتها ولا بالصلاة ولا القرابين ولا بإله أسمى وأعلى.. ومن هنا أطلق
عليهم أسم (الملاحدة) مع مرور الزمن عبدوا أصنام مؤسس مذهبهم مهاويرا (78) .
2- البوذية:- لم تكن البوذيه في واقع
الامرديانه خالصة وأنما فلسفة أجتماعية غايتها تخفيف الآلام عن الناس واسعادهم
وإلغاء الطبقات وتقوية الإرادة الإنسانية بحيث لا تقوى اللذائذ عليها، فلم تتجه
إلى الدراسات التي تتصل بالجانب الإلهي وليس في تعاليم بوذا شيء عن الله أو عن
تقديم القرابين (79) ، وجل ما مستخلص من تعاليم بوذا الذي كان المركز
الرئيسي لهذا المذهب والذي صور أتباعه شخصيته بشكل مطابق تماماً لشخصية المسيح
(ع)، فقد دعى بوذا إلى إنكار وجود آلهة، والخلاص لن يتم بالإندماج في الله، ولكن
بوصول الفرد إلى أعلى مراتب الصفاء الروحي (النيرفانا) بتطهير نفسه والقضاء على
جميع الرغائب وفناء الأغراض الشخصية، ومن تكرار المولد (تناسخ الأرواح) والتوقف عن
فعل الشر(80) وجاء بوذا بوصايا عشر عن الأخلاق والفضيلة لا تختلف
كثيراً عن الوصايا العشر في التوراة (81) . والتخلص من الألم والوصول
إلى النيرفانا لا يتم إلا بثمان خطوات أساسية هي الاعتقاد الصحيح والعزم الصحيح
والقول الصحيح والعمل الصحيح والعيش الصحيح والجهد الصحيح والفكر الصحيح والتأمل
الصحيح (82) وتؤمن البوذية بتناسخ الأرواح (83) ولعل مجمل
فلسفة بوذا تقوم على كلمتين (( السلام والحب)) كثر اتباع بوذا ونسوا تعالميه بمرور
الوقت التي كانت اجتماعية خاصة ولم تكن ديانة مستقلة فكل ما كان يعنيه هو سلوك
الإنسان، أما الطقوس والشعائر فلم يهتم بها، أخذ أتباع بوذا يؤلهونة وأخذ الحديث
عن الإله بوذا يقول أنه ابن الله أو أنه الله نفسه وبعد أن كان بوذا ينهي عن عبادة
الأصنام أقام له أتباعه التماثيل في كل معبد وجعلوا منه إلهاً يعبد وهكذا صارت
البوذية دين وأصبح لها كهنة وانقسمت إلى طائفتين 1- الهينايانا وهي تعتبر بوذا
المعلم العظيم وليس الإله، 2- الماهايانا وتعتقد بألوهية بوذا (84) .
3ـ السيخية: فإنها مذهب اختط اعتقاداً يجمع بين
الإسلام والهندوسية، ويعتقد بوجود خالق واحد وتحريم عبادة الأصنام والمساواة بين
الناس والله الواحد الخالق الحي الذي لا يموت ليس له شكل ويمنع
تمثل الله في صوره، غير أنهم أباحوا الخمر
واعتقدوا بتناسخ الأرواح (85) ، ولهم مميزات في الشكل تميزهم بين
الهنود(86)
خامساً :- الألوهية
في الحضارتين الصينية واليابانية :
الصين كالمنتظر من أمة في ضخامتها وكثرة شعوبها
وترامي أطرافها قد أختبرت جميع أنواع العبادات من أدناها إلى أرقاها ولعلها على
كثرة العبادات التي دانت بها لا تحسب من أمة الرسالات الدينية كمصر وبابل والهند
وفارس وبلاد العرب لأنها لم تخرج للعالم قيماً دينية تلقاها منها، بل أنها أخذت من
الخارج قديما وحديثا عقائد البوذية والمجوسية والإسلام والمسيحية ولم تعط أمه
عقيدتها مع استثناء اليابان التي أخذت عنها الكونفوشيوسية. وكانت حضارتها مبهرة
للغرب في مجال الفلسفة الأجتماعية والفن والعمارة المميزة وتواريخ رقي الأسر
الحاكمة ومصيرها ومع كل ذلك يمثيل هذا التاريخ والحضارة المبهرة نسبيا شيئاً زهيدا
عندما يوضع في الميزان مع تاريخ قارة اسيا القديم الطويل وجماهيرها، ذلك أن الكتل
البشرية الصينية على كثرتها كا وجودها بسيطاً، في جوهره ونمت الفلسفة الصينية
انطلاقا من هذه البساطة وتشربت بروحها كثيراً (87) ، الدين في الصين
يوشك أن يكون ضرباً من أصول الأدب وأصول المعاملة في البيت والحضارة وأشيع
العبادات القديمة بينهم عبادة الأسلاف والأبطال وأرواح الأسلاف مقدمة على جمله
الأرواح ويمثلونها بعناصر الطبيعة وتتمشى عبادة العناصر الطبيعية مع عبادة الأسلاف
وأكبرها إله السماء ((شانج تي)) ويليه إله الشمس(88) ، وقد عرف
الصينيون بالتدين والعبادة وقد عرفوا الإله الواحد (شانغ ـ تي) وكانوا يعبدونه
ويتقربون إليه بذبح الذبائح وإيقاد النيران (89) ، وكثرت الآلهة مع
الفوضى السياسية فكثرت الآلهة وأن ضل (تشانغ ـ تي) الإله الأعظم وأخذوا يعتبرون
الملك وكيلاً للإله (شانغ ـ تي) هو أبن الشمس وأوامره شرائع سماوية مقدسة (90)
، غير أن كونفوشيوس عمل على إعادة السلام وتنظيم الشؤون الإنسانية للدولة والأسرة (91)
، يتكون شانج ـ تي من عنصرين يتولى بهما تدبير أمور الكون (ين) عنصر السكون
و(يانج) عنصر الحركة ويفسر عنصر السكون بالراحة والنعيم وعنصر
الحركة بالشقاء والعذاب (92) ، وهما
يقابلان عنصري الخير والشر والنور والظلام في الأديان الثنائية (93)
وكان هناك (تواصل) ما بين الناس وبين أرواح تشانغ ـ تي ترعاه الطقوس الزراعية
والمنزلية والشعائر الدينية (94) ، ودعا الفيلسوف (شوهي) في القرن
الثاني عشر على غرار البوذية إلى دين لا إله فيه ولا خلود للروح ووضع (لي) محل
(كارما) الهندية وهي قانون الطبيعة الأكبر والقضاء والقدر (95) ، أما
الكونفوشيوسية فهي ليست ديانة في نظر الكثير من المفكرين لأنها مجموعة من الحكم
والأقوال العظيمة تعنى بتصريف أمور الدنيا (96) ، تفوه بها كونفوشيوس
وهو معلم جوال (97) ولم يؤثر عنه أو في تعاليمه أي نوع من أنواع
العبادة المعروفة في الأديان المنزلة ولم يرد له أيضاً ما يدل على ضرورة إقامة
أماكن مقدسة خاصة بالعبادة (98) غير أنه على العموم يعتقد بإله السماء،
(شانغ ـ تي) وفق أنظمة لا يعتريها الخلل
والفساد وما السماء والنجوم والحركه الكونية إلا نموذج للنظام العلوي الذي وضعه
الإله لهذا العالم (99) ، فالإله يهب الحياة للأحياء وإعطاء عقلاً
ليميز به السلوك أو الظواهر وليعمل مكارم الأخلاق ويتجنب الرذيلة لذلك فإن تعاليم
كونفوشيوس تمثل فلسفة أخلاقية أقرب منها دين تعبدات، أقيم لكونفوشيوس المعابد وعبد
كأقدس القديسين بعد مماته وما زال يعبد لحد الآن (100) ، أما الداوية
فإنها عبر مؤسسها (لاوتسي) ترى الأمور بعكس كونفوشيوس إذ ان (لاو) يرى أن أولى
واجبات الإنسان إقامة حياة فاضلة هي إيمانه (بداو) أو إيمانه بالله والتعامل مع كل
إنسان وكل ظاهره بطيبة وإحسان والداوية دعوه للميل إلى السكون والهدوء والأستسلام
إلى الطبيعة الأولى (101) ، وبعد موت لاو حرّفت ديانته وعبدت حتى
الحيوانات تحت لوائها (102) ، ثم انتشرت الديانة البوذية في الصين بشكل
واسع وأخذ الشعب الصيني يعرف بالشعب الذي يعتنق ثلاث عقائد (103).
أما اليابان فالالوهيه فيها محاكاة دينية واضحة
مع الصين فقد عبدو الأسلاف والأبطال وعناصر الطبيعة (104)، واستوردوا
أيضاً البوذية والمسيحية والإسلام، ومزجوا ديانة الشمس بديانة الأسلاف وعرفوا مبدأ
التفريد (الإله الأعظم) وكان عند الصينيين (شانغ ـ تي) وعند اليابانيين (أزاناجي ـ
نوميكوتو) (105)، أما (( أميتراسوا ـ أموكامي)) فهي ربة أنثى اتخذت
لعبادة السلف الأعلى حيث وحدوا الأسلاف في أكبرها وأعلاها في هذه الربة وهي ما
تزال معبودة إلى اليوم (106)، ولا يعتقد اليابانيون أن هذه الربة خلقت
الكون أو خلقت الإنسان، لأنهم يعتقدون أن عهدها سبقته عهود مديدة تنازع فيها عشرات
الألوف من الأرباب، أما الخلق فمنسوب عندهم إلى إله الشمس (أناناجي ـ توميكوتو)
وزوجته وأخته، وعبد أهل كيوشو إله الريح والمطر (سوسا ـ نو ـ و) فهبط الإله
بهزيمتهم، في المرتبة التالية لمرتبة الربة السلفة، ومن زوجة إله الشمس (أزامامي ـ
نوميكوتو) جاء أبناء اليابان الأدميون من سلالة الآلهة فكلهم في النسب الأعلى آلهة
(107). وتعنى الشنتو اليابانية طريق الآلهة أو (طريق الأرواح الخيرة)
و(شن) تعني الأرواح الخيرة و(تاو) إسم الديانة الداوية التي جاء بها (لاو ـ تسي)
في الصين، فالأرواح تشكل أساساً للعقيدة اليابانية (108)، وتعتقد
الشنتو أن الناس مصدر الطهارة ولابد من التطهير الروحي بالخضوع للعقل إضافة إلى
التطهير الجسدي وضرورة الذهاب للأماكن المقدسة والمعابد وعبادة الآلهة المتعددة
فيها (109)، ورغم اعتقادهم بآلهة واحدة عليا إلا أنهم لا يقيمون لها
وزناً في تعبداتهم لأنها لا تتدخل في شؤونهم اليومية، أما الآلهة الثانوية الأخرى
كالظواهر الطبيعية والامبراطور فهم ملتصقون مع البشر وشؤونهم ولابد من عبادتهم
وتقديم القرابين لهم والوفاء لهم إلى حد الموت بعد موت الأمبراطور وفاءاً له،
وبذلك تكون العبادة اليابانية ذات وجهين: الأول عقيدة الدولة وعبادة الأسلاف
ثانياً (110)، وظلت عبادة الامبراطور والوفاء له الذي يعتبر تديناً
وعرفاناً حتى الحرب الثانية وخسارة اليابان فيها حيث تغيرت هذه النظرة وأصبحت تنظر
للحاكم نظرة دنيوية بحتة، وتخلصت الديانة من سلطة الدولة الموجهة لشؤونها، ويوجد
في اليابان كما في الصين من يؤمن بثلاث معتقدات معاً والجميع يردد ما جاء في
العقيدة اليابانية ((التفت إلى وطنك الأرض يا صديقي وحاول أن تؤدي واجبك نحوها حتى
تموت))(111).
سادساً :- الألوهية
في الحضارة اليونانية :
مرت الديانة اليونانية بأدوار عدة متلاحقة لا
تدخل في باب التطور والارتقاء، فقد كان الدور الأول مندمجاً بالديانة الكريتية وهي
ديانة وثنية في كافة عهودها، فقد عبدوا مظاهر الطبيعة من حيوان وجماد والطيور
ومزجوا هذه العبادات بطلاسم السحر والشعوذة. (الربة الحية) ربة المنزل الحارسة
والآلهة الأم واعتقدوا كذلك بالحياة الأخرى (112).
الدور الثاني: فمن خلال التطورات الطبيعية
للديانة تصور اليونان أن كل رب هو قوة طبيعية وله أسمه الخاص به، ولسعة خيالهم
تصورا هذا الإله كائناً حيا في أبهى المظاهر من الصور البشرية وكانوا يتمثلون
المعبود أو المعبوده على صورة رجل أو أمرأة وسيم الطلعة جميل المحيا يلبس الذهب
والثياب الفاخرة ولهم جسد ويجرحوا ويموتوا، وأخذت تظهر بوادر وجود الإله الأعظم
(زووس) في( إلياذة هوميروس)* واعطي المميزات في (الأوديسة)** (113)،
وللألهه في هذا الدور اولاد ورهط وأسر لأنهم كالأدميين فأمهم ربة وأخوتهم وأولادهم
أرباب وهناك أرباب محليون وهم على صور اليونان وأشكالهم، وهناك أرباب كبيرة لهذه
الأرباب الصغيرة تسير أمورها وتسوسها وهي السماء والشمس والأرض والبحر ولها معابد
خاصة وتمثل قوى الطبيعة وتصل إلى العشرين (114)، كانت صفة التشبيه
طاغية على أرباب اليونان كآلهة بابل فقد وصفوها بكل صفات البشر الروحية والمادية
كالصورة والأعضاء والفكر والعاطفة فهي تقوم بكل ما يقوم به البشر من فعاليات يومية
(115).
غير أنها تختلف عن البشر في إنها خالدة وأعمالها
خارقة (116)، ولم يكن لليونان أي كتاب مقدس أو شرائع دينية
ـــــــــــــــــــــ
(*)هوميروس : شاعر
اغريقي وكاتب الملحمتين الالياذه والاوديسه عاش في القرن الثالث عشر قبل الميلاد
وخلد حروب الاغريق والرومان .شيكة الانترنت ،موسوعة ويكيبيديا الحره.
(**)الاوديسه :هي ملحمه
شعريه وضعها هوميروس في القرن الثامن قبل الميلاد وتتكون من 24 جزئا وتروي قصه
لعودة احد الابطال .شبكة الانترنت ،موسوعة ويكيبيديا الحره.
ثابتة كانوا يحتكمون للعرف والعادات وأقوال
الحكماء والفلاسفة (117)، ولقد جعلوا الآلهة أشخاصاً (118).
أما الدور الثالث: دخلت الأفكار الجديدة
اليونانية مع المبشرين وظهرت أشبه بالرهبان وتميزت الفترة بالغموض الديني وظهرت
(الأورفية) نسبة إلى (أورفيوس) والأورفية هي الرهبنة (119)، وتقول
((زيوس واحد.. إله في كل شيء وحيثما كان)) (120)، وأكبر المبشرين هو
اكسينوفان ويقول: هناك إله واحد لا يشبه البشر بأجسادهم ولا بعقولهم، ويعيب على
قومه تعدد أربابهم فيقول: (لو
كان للبقر الأسود أيدٍ.. لصنعوا لهم أرباباً لها أحساساً وصوتاً وجسداً) (121)،
إن الإله الحق أرفع من هذه التشبيهات والتجسيمات ولا يكون على شيء من هذه الصفات
البشرية بل هو الواحد الأحد المنزه عن الصور والاشكال وهو فكر محض ينظر كله ويسمع
كله ويفكر كله ويعمل كله في تدبير الكون(122).
اما الدور الرابع، فهو اهم الادوار حيث يبرز
الفلاسفة وافكارهم ومنها الفلسفة المادية لتحليل ظواهر الكون والتخلق الالهي وظهرت
الفلسفة الدهرية التي ترد جميع حوادث الكون الى الدهر ويمد الوجود الى غير حد من
الزمان و المكان .. اما التكوين عندهم فهو اجتماع العناصر المادية وافتراقها تحت
تأثير الحركة والدوران دون ان يكون لها سبب او علة فاعله(123). اما
افلاطون فطغت على افكاره فكرة الاله الواحد: ان العالم معلول بعلة فاعله ومدبرة
وهذه العلة هي (زووس = الله) وان المادة بحاجة لمن يحركها وبرهان ذلك هو النظام
حيث ان العالم آيه في الجمال والنظام ولا يمكن ان يكون نتيجة علل اتفاقية (مصادفة)
بل هو صنع عاقل كامل توخى الخير ورب كل شيء عن قصد حكمة(124).
الله ليس خير وحسب وانما هو الخير ذاته وهو
منزه عن الحركة لانه بقدر ما يكون الموجود بعيدا عن الحركة يكون سالماً من التغيير
وهو اكثر كمالاً، وازلي، وأبدي، لان الزمن ليس إلا صورة متنقلة من صور الكائنات
ولا يمكن ان تنعكس على هذه الاله العظيم فتحد وجوده بأي حال، والله منزه عن
المادية والجسدية(125). بقاء الله بقاء أبدي لااول له ولا اخر ولا تحول
فيه ولا تقلب ولا تعرض له الزيادة والنقصان وهو محاكاة للأبد السرمدي الذي لا
ابتداء له ولا انتهاء(126) الله
عند ارسطو هو العله الاولى الفاعلة لحركة العالم ثابتة غير متحركة وهذه العلة
السرمدية لا اول لهاا ولا آخر وهي الجوهر الاول في الكائنات جميعا وهي (الله =
زووس) ولا يجوز ان يكون لهذه العلة أعضاء او أجزاء وإلا افتقرت الى شيء من خارجها
يستوفيها وهي مجرده عن المادة لان المادة بحاجة الى من يحركها(127)
الله عند ارسطو لا اول له ولا آخر.
لا بد له ان يكون سرمداً وكلاً منزهاً عن النقص
والتركيب والتعدد ومستغنياً بوجوده عن كل موجود، انه منزه عن الغير وهو اذا احدث
العالم فأنما يحدثه ليبقى جل جلاله كما كان او يحدثه لما هو افضل(128)،
ثم ظهرت فلسفة( فيلون)* الذي وضع شرحاً لاراء افلوطين** وعرف (بالافلوطينية
الحديثة)*** وتنظر الى الله لا يمكن ان يكون العالم كثير الظواهر قد اوجد نفسه
بنفسه بل لابد من خالق مبدع وهذا الخالق هو الله وهو واحد ازلي ابدي قائم بنفسه
وهو فوق الماده فوق الروح ولما كان التشبه منقطعاً بينه وبين الاشياء فلا يمكن
وصفه إلا بصفات سلبيه فهو ليس ماده ولا يوصف بأنه متحرك او ساكن ولا يقال انه
موجود في زمان او مكان ولا يمكن ان تضاف اليه صفة لان هذه الاضافة تشبيه له بشيء
من مخلوقاته وتحديد له، وهو لا نهائي وكامل ولا يفتقر الى شيء ولسنا نفهم طبيعته
إلا انه يخلق كل شيء ويسمو على كل شيء ولا تدرك كنهه العقول(129)، عن
هذا الوصف يقول د. نديم الجسر: (هذا الكلام على كل ما فيه ينطوي على كثير من الغلو
في التنزيه حتى يكاد يجعل الله موجوداً بلا ماهيه فالاكتفاء بالصفات السلبية غير
صحيح لانه وان كان فيه اعتراف وايمان بصفات الوجود والقدم والبقاء والمخالفه
للحوادث والقيام بالنفس إلا انه لا يثبتّ لله صفات العلم والقدرة والاراده مع انها
متوجبه عقلاً لله تعالى)(130) .
ـــــــــــــــــــــ
(*)فيلون : 40 ق.م ـ40 ب.م اشتهر بكونه صاحب التاويل الرمزي للتوراة وكان يعتقد
ان التوراة هي مجموعه من الرموز اذا تم تاويلها بشكل صحيح يظهر معناها الروحي
.شبكة الانترنت ،موقع الدكتور يوسف زيدان للتراث والمخطوطات .
(**)أفلوطين :هو فيلسوف صوفي زاهد ولد في ليكوبوليس عام 205 م،تاثر بافلاطون وحاول
التوفيق بين الفلسفه والدين ،واشهر مؤلفاته التاسوعيات .شبكة الانترنت ،موسوعة
ويكيبيديا الحره .
(***)الافلاطونيه الحديثه :وهي فلسفة افلوطين وتضمنت تطويره لمفهوم افلاطون للوجود والعالم
ومنزلة الانسان وكان افلوطين قد دونها في
مؤلفات سميت بالتاسوعيات .شبكة الانترنت ،موسوعة ويكيبيديا الحره
الاله عند( سبينوزا)* هو الجوهر الاوحد وهو
"الموجود اللامتناهي اي الجوهر المشتمل على صفات لا تتناهى كل واحده منها تنم
عن جوهر ازلي غير متناه" (131) ومع كل هذا الرقي في التفكير
والفلسفة إلا ان الديانة اليونانية بقيت وثنية(132) حتى ظهور المسيحيه(133)،
حيث انه صلة الاله بالعالم في الفلسفة الحديثة لم تصبح هي عينها في الفلسفة
القديمة اذ ان الاله عند القدماء كان مبدأ تعقل اكثر منه مبدأ وجود، وان نظام
العالم هو الذي كان من صنعه لا العالم نفسه فأله افلاطون لم يكن إلا منظماً
مهندساً اما اله النظر في العصور الوسيطة والعصر الحديث فهو خالق منشأ وكما يعبر
عنه القديس (توماس الأكويني) قد صنع العالم من اللا شيء وانزعه من العدم المطلق،
وان الفعل الالهي الدائم ضروري لحفظ العالم كما كان ضرورياً لانشاءه من العدم(134).
سابعاً :- الألوهية
في الحضارة الرومانية :
كانت الديانة الرومانية متشعبة كثيرة الخيوط
والجذور على خلاف الديانات الشرقية فقد تأثرت في جميع مراحلها التأريخية
بالمعتقدات الوافده من خارج روما فقد كانت بدائية متخلفة ترتكز على الخرافة(135)،
اعتقد الرومان كأعتقاد اليونان بأن كل ما يحدث في العالم هو مما قضت به اراده خالق
ولكنهم لم يعتقدوا باله واحد يدبر العالم بل قالوا بتعدد الارباب يتعدد المظاهر
المختلفة التي تتجلى فيها اوامرهم ونواهيهم، فهناك رب ينبت البذور وآخر يحمي حدود
الحقول وثالث يحرس الثمار ولكل رب اسمه وجنسه وعمله وهو (المشتري رب السماء،
وجانوس ذو الرأسين، والمريخ رب الحرب، عطارد رب التجارة، وفولكان رب النار، ونبتون
رب البحر، وسيرس رب الحصاد، والارض والقمر وغيرها) (136) إلا انه لم
يكن لهذه الالهه معابد خاصة ولا تماثيل مقدسة وكانت عبادة الرومان لها قاصرة على
طقوس بيتيه يتولى القيام بها رب العائلة وتنحصر العبادة في تقديم المأكولات لها
رغبة في ارضائها وأملاً في عطفها، ولم يصفوها بما اتصف به البشر من حب وبغض وزواج
وانجاب كما فعل اليونان، وكل ما كانوا يعتقدونه تجاه الرب انه
ـــــــــــــــــــــ
(*)سبينوزا :1632ـ1677 فيلسوف هولندي عاش
في القرن السابع عشر ،من مؤلفاته رساله في اللاهوت والسياسه وفلسفة ديكارت ، روح
المعرفه ،اتحاد الروح بالطبيعة الكامله .شبكة الانترنت ،موسوعة ويكيبيديا الحره .
يسيطر على قوة من قوى الطبيعة ويعمل للناس الخير
والشر على ما يشاء ويريد(137) ثم اخذت الديانة اليونانية تتسرب الى
روما حيث تأثر الرومان بها وعبدوها واقاموا لها المعابد "فمن المستعمرة
اليونانية في كوماي دخلت عبادة الاله (أبولو) الى روما ومع هذا الاله اتت
الايحاءات السلبية التي اكدت على امكانية اتصال البشر بالارباب عن طريق الكهنة
الملهمين مما ادى الى زيادة العنصر الخرافي في الدين الروماني"(138)
واصبح الدين في روما في القرن الاول ق.م مبنياً على ثلاث قواعد. 1ـ الاساطير
المشتملة على قصص شعرية جذابه خيالية. 2 ـ الفلسفة. 3 ـ مراسيم الدولة الدينية(139)،
يقول العقاد: من اهم الافكار عن الاله كانت فكرة توحيد (زيوس او زووس) حيث لا وجود
لغير الواحد فلا تغيير ولا اضداد وانما حالة واحده والواحد في روما ليس خالقاً
للكون بل هو حقيقة الكون وهو واحد لا يتعدد غير انه ليس الهاً خالقاً منشئاً
للعالم من العدم(140)، كما ان الله ((حب)) وعناصره اربعة النار والتراب
والهواء والماء ودعيت هذه المدرسة في اليونان وروما المدرسة الايونية(141)،
بعد هذا الدور ونتيجة للأتصالات العسكرية والسياسية دخلت الديانات الشرقية الى
ساحة روما حيث شاعت عبادة الالهة الشرقية (بعل) و (سول) السومريين وانتظمت اكثر
عبادة الالهة (أيزيس) المصرية و الالهة (فينوس) او (عشتار) البابلية، ساعد هذا
الدخول الشرقي في الديانة على تحويل الوثنية الرومانية الى نظام يؤكد على قواعد
سلوكية عالية وعلى حياة اخرى بعد الموت حتى انهم قدسوا الموتى الى حد العبادة(142).
ادى ذلك الى تضخم عدد الالهة والمقدسات وانتشار
الديانات مع عدم تناسقها وانسجامها وتعدد الطقوس والشرائع و اختلافها وتنافرها مما
ادى الى اضطراب مفهوم (الله) عند الرومان لتشيع الافكار اللادينية، التي انتهت
فوضويتها بسماح الامبراطور (قسطنطين)* للمبشرين المسيحيين بالعمل العلني واعلان
المسيحية ديناً رسمياً لها(143).
الحقيقة انه قلما احب الروماني اولئك الارباب
الكثيرين المجهولين الصفر الباردين والظاهر انه كان يخاف منهم ويخبأ وجهه عندما
يتوسل اليهم ولكنه يذهب الى ان الارباب قادرون، وان من يرضيهم يخدمونه،
ـــــــــــــــــــــ
(*)
قسطنطين الاول :272
ـ337 روماني يعرف بقسطنطين العظيم ،كانت فترة حكمه مرحلة تحول في تاريخ
المسيحيه ،اذ اعلن الغاء العقوبه عن من
يعتنق المسيحيه .شبكة الانترنت ،موسوعة ويكيبيديا الحره.
ويعتقد الروماني ان الدين عبارة عن مقايضة
المنافع فيقدم المرء للرب نذوره وقرابينه ويمنحه الرب المنافع، فالعبادة عنده
عبارة عن القيام بما يرضى عنه الارباب لاستحصال الخير والمنفعة(144).
الروماني لا يصلي إلا ليطلب حاجة وليس لتزكية نفسه ومناجاة ربه، بل لطلب المعونة
والسؤال فهو يبحث قبل كل شيء عن الرب الذي يستطيع ان ينيله رغبته، يقول فارون
الشاعر اللاتيني "يلزمنا ان نعرف أي الارباب يتيسر له ان يعيننا في احوال
مختلفة كما نعرف اين يقيم النجار والخباز"(145)، ولم تتمكن النفس
الرومانية من تقبل التوحيد الخالص بل ضلت ممزوجة بالوثنية مما ادى الى نفرة الفرد
الروماني من هذه الديانة وسرعة تقبله للمسيحية (146).
المبحث الثاني :-
"
الالوهية في الديانات السماوية "
أولاً : ألالوهية في المسيحية
كان اليهود ينتظرون ملكا مسيحا بالزيت المقدس ،
يسمى مسيح الرب ، فاتح ،ظافر ، يرجع الدولة اليهودية ، يقمع الأعداء بالنار
والحديد وعندما يئسوا من مجئ هذا المقاتل تحولوا للرجاء على قيام مسيح من عالم
الروح وعلم الصالحون منهم إن الخلاص المنتظر انما هو خلاص النفوس والضمائر بالتوبة
والتطهير وكان أنبيائهم قد بشروا بذلك المسيح قبل عصر الميلاد ببضعة قرون في جو من
الانتظار ولد المسيح عيسى ابن مريم (147) ، بعث وهو في الثلاثين من
عمره وكان لب دعوته التبشير بالروح وهجر المادة الضالة ، وأيده الله بمعجزات خارقه
هامه(148) ، وليدعو الى الله وهو الكائن الازلي غير المحدود ولايدرك من
أعماله وأرادته وأقواله الاماسمح لنا أن ندركه لنؤمن به والذي كوّن الوجود بمجرد
ان اراد فكان مانرى ومالم نر(149)،جاء في أنجيل متي ان المسيح قال (أنا
أباكم واحد الذي في السماوات))(150)، وكذلك في مرقص قول عيسى ((الرب
الهنا اله واحد وليس آخر سواه )) (151) وعلم الناس ان ملكوت الله قائم
على ضمائرهم موجود في كل حقبة وكل مكان وذكر الناس بأن الله الذي يرعاهم فوق رعاية
الاب الرحيم وليذكرهم بشريعة موسى ((ماجئت لانقض الناموس بل لاكمله )) ولم يأت
بألغاء الشريعة ولا بأسقاط الاجزاء بل انه نقل الايمان بالله من الحرف الى المعنى
وقال عن نفسه ((انا ابن الانسان ،انا نور العالم ،انا المعلم السيد)).(152)
ولم يذكر نفسه بأسم المسيح ولكن
اتباعه سموه بهذا الاسم (153) .اوصى المسيح بالمحبة (( انك تحب الرب
الهك من كل جوارحك وفكرك وستحب قريبك كما تحب نفسك فجماع الشريعة وتعاليم الانبياء داخله في هاتين
الوصيتين))(154) ان الاناجيل الحاليه وماتضمنته لم تكتب بعصره بل بعد
عصره بجيلين (155).
ان روح المسيحية في ادراك فكرة الله هي روح
متناسقه تشف عن جوهر واحد لايشبهه ادراك لفكرة الله في أي عباده بعد فترة غير
قصيرة من فترة المسيح ، جاء (يهودي فريسي)* روماني من طبقات اليهود العليا لم يرَ
عيسى ولا سمعه يبشر الناس ، لعب دورا انقذ به المسيحية بعد ان اوشكت ان تدخل عالم
النسيان اسمه شاؤول غير اسمه الى بولص ،هو في الحقيقة مؤسس المسيحية حيث كان ذو
درايه بأمور السياسة والابتكار ، ادخل على ديانته الكثير من تعاليم اليهود ليجذب
له أتباعه من اليهود واخذ يذيع ان عيسى منقذ ومخلص وسيد وعلى يديه الخلاص والنجاة (156)
، كل ماجاء في التوراة عن وحدانية الله قد تغير عند النصارى ليكون وحدانية على
اعتبار اتحاد الاقانيم الثلاثة في الجوهر (157) ، وهي مستعاره من قبل
بولص من اليونانية الوثنيه (158) ، لقد كان بولص هو المؤسس الحقيقي
للديانه المسيحية (159) .
تصور المسيحية الاله : الله له ثلاثة أقانيم ،
الاب ، الابن والروح القدس كلها واحد (160) .
طبيعة الله تعني ثلاثة اقانيم متساوية في الجوهر
، وان الكلمة والآب لهما وجود واحد وحين تقول الاب لاتدل على انها منفصلة عن الابن
او الروح القدس ، لانه لاانفصال ولا تركيب في الذات الالهيه لكنها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)
اليهود الفريسيون:
الفريس بالعبريه تعني الفرز ،او الانفصال وتعني فرز
اليهودي عن الكافر والنجس وهم جماعه يهوديه متشدده بالطقوس والشريعه .شبكة الانترنت ،موسوعة ويكيبيديا الحره.
تتجلى بالابوة في معرض الآنعام وبالبنوة في معرض
التلقي والقبول (162)
ان
المسيحية لاتؤمن بثلاثة آلهة بل بأله واحد وبطبيعة الهية واحدة هذا الاله هو في
جوهره الواحد مثلث او ثالوث أي ثلاثة اشخاص او أقانيم (163) ، متميزون
متساوون في آن واحد معا ،وهذه الطبيعة تخص بجملتها وعلى السواء ثلاثة اشخاص هم
الاب وهو الله حقا ،الابن وهو الله حقا ، والروح القدس وهو الله حقا (164)
، ويعتقد البعض بأن الجوهر غير الاقانيم كالصفه والموصوف وبهذا أثبتوا التثليث (165)
، وافضل من شرح هذا الثالوث المتناسق هو احمد شلبي في كتابه المسيحية عن قول الاب
بولص الياس السيوعي : ((الله محبه (166) ولايمكن الا ان يكون محبة
،ليكون سعيدا فالمحبه هي مصدر سعادة الله ومن طبع المحبة ان تفيض وتنتشر على شخص
آخر فيضان الماء وانتشار النور ، فهي اذن تفترض شخصين على الاقل يتحابان ،ويفترض
مع ذلك وحدة تامه بينهما ، ليكون سعيداًً ـ ولامعنى لاله غير سعيد والا انتفت عنه
الالوهيه ـ كان عليه ان يهب ذاته شخصا آخر يجد فيه سعادته ومنتهى رغباته ،ويكون بالتالي
صوره ناطقه له ، ولهذا ولَدَ الله الابن منذ الازل نتيجة لحبه اباه ووهبه ذاته
ووجد فيه سعادته ومنتهى رغباته ، وثمرة هذه المحبه المتبادلة بين الاب والابن كانت
الروح القدس . هو الحب اذاًً يجعل الله ثالوثاًً وواحداً معاًً.)) (167)
يقول الاب بولص الياس اليسوعي : ((لايصح ان يكون هذا الكائن الذي حبس الله الآب
محبته عليه الا الابن ولو كان غير الابن ، ولو كان خليقه محدودة ، بشراًً او
ملاكاًًًً لكان الله بحاجه الى من دونه كمالاًً ، وعد ذلك نقصاً في الله ، والله
منزه عن النقص ، فتحتم اذاًً على الله والحاله هذه ان يحبس محبته على ذاته فيجد
فيها سعادته لهذا يقول بولص الرسول : ((ان الابن هو صورة الله الغير المنظور وبكر
كل خلق )) (168) (( ليس الله اذاً كائناًً تائهاً في الفضاء منعزلاً في
السماء ، ولكنه اسره ، مؤلفه من أقانيم ثلاث تسودها ألمحبه وتفيض منها على الكون
براءته وهكذا يمكننا ان نقول ان كنه الله يفرض هذا التثليث )) (169)
غير
ان القراءه في الاناجيل المسيحيه واعمال الرسل تقودنا الى مايلي :
1 -
الاله واحد ، وليس شريك في الوهيته : متي (( ولاتدعوّا لكم أباًً على الارض ،فأن
اباكم واحد وهو الذي في السماوات )) (170)
كذلك مرقص
(( واجابه يسوع : ان اول الوصايا كلها : اسمع يااسرائيل ان الرب الهنا واحد )) (171)
. كذلك يوحنا (( قال لها يسوع : لاتلمسيني لاني لم اصعد الى ابي ، بل امضي
الى اخوتي وقولي لهم : اني صاعد الى ابي وابيكم ، والهي والهكم )) (172) .
2 - ان عيسى (ع) رسول ربه وليس اكثر من رسول (173) .
3ـ ارسل عيسى (ع) رسولاً ونبياً الى بني اسرائيل خاصةً (174)
، مما يعني ان عيسى (ع) كان نبياً من
انبياء الله بعث بالوحي والرساله مثل موسى (ع) ويحيى ويونس ، ولم يأت بديانه
مستقله خاصه بل بتعاليم كل الرسل التي جاءوا بها . ان الايمان المسيحي بهذا
الثالوث خلق لهم مشكلة تلك هي محاوله التوفيق بين الوحدانيه التي هي سمه الاديان
السماويه ، والتي قالت بها التوراة بصراحه وبين القول بعبادة الثالوث ، وحين إذ جد
جدهم وقالو كلاماً يوفقون به بين الوحدانيه والتثليث وبعد ان ثبت القول بالتثليث
في مختلف البلاد التي تواجدوا بها بدأت مرحله ثانيه هي البحث عن افراد هذا الثالوث
(175) . ويمكن ان نوضح اركان هذا الثالوث بما يلي :
ـ الاب : الاب هو الله حقاً ، والاب يعقل
ذاته ازلياً فتتمثل ((صورته)) = ذاته الكامله في شخص الابن المساوي تماماً للاب في
الجوهر والمميز عنه . على انه للابن ( صورة الاب الكامله ) دون اية اسبقيه في
الوجود لان الاب لم يكن ابداً بدون صورته الذاتيه التي هي الابن . والاب هو الله
وشخصه غير شخص الابن وغير شخص الروح القدس (176) . والاب له رفعة الشأن
من حيث انه خالق العالم والبشر جاعلاً التأريخ ممكناً على هذا النحو يهدي الابن
لانه هو المخلص الى هدف مرسوم الهياً (177) . والى الاب الله ينتمي
الخلق بواسطة الابن (178) . ويقول القس وليم ياتون : ((اذا اردنا ان
نفهم طبيعة الله في المسيحيه ، هو الاب ويحمل هذا اللقب كل معاني العطف والموده
والحنان )) (179)
فهناك نراه : الله الذي عاش معه يسوع
صله وثيقه لاتنفصم عراها ، صلة الابن بالاب وكل ثروات الولاء والتعبد التي خلفها
العهد القديم كلهااختزنت في فكر يسوع المسيح عوناً لنا على فهم حقيقة من الاله
الذي تفوق قداسته كل تصورات الانسان ، عيناه اطهر من ان تريا الشر وهو خالق البشر
والمسيطر على العالم ويقول القس بولص سباط : (( ان الباري تعالى جوهر واحد ، موصوف
بصفات الكمال وله ثلاث صفات ذاتيه كشف المسيح عنها القناع وهي الاب والابن والروح
القدس ويشير بالجوهر الذي يسميه الباري ذا العقل المجرد الى الاب (180)
.
يقول القس بوطر* : الاقنوم الاول الاب
يظهر من تسميته انه مصدر كل الاشياء ومرجعها وان نسبته للكلمه ليست صوريه بل شخصيه حقيقيه ويمثل
الافهام محبته القائمه وحكمته الرائعه (181) .
بقي ان نذكر ان الاب بالمد كلمه
يونانيه تعني (( الخالق او الفاطر )) وقد درجت( الكنيسه الانجيليه)** على ترجمتها
إلى ماتعنيه كلمة (( الاب )) وربما اثبتها بالمد كما هي في الترجمات العربيه كل
ذلك لياً بألسنتهم وتحريفاً للكلمه عن معناها الحقيقي الذي يعني الخالق الى معنى
آخر مغاير له تماماً وهو الوالد تحقيقاً لما في نفوسهم (182) .
الابن : هو الله حقاً والتعبير ( ابن
الله ) يعني الله ذاته بشخص غير شخص الاب (( قال ان الله ابوه فساوى نفسه بالله )) (183) فكلمة الله او
صورة الله او حكمة الله او قدرة الله او قوة الله تعني الله ذاته بشخص يسوع(184) . ان المسيح هو الابن
الاله حسب اعتقاد النصارى وهذا الاله مكون من جسد يسمى الناسوت ومن روح تسمى اللاهوت ، ويسوع المسيح هو الله
متجسداً ، وله طبيعه واحده ، انه انسان حقاً واله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)القس بوطر : وهو من أهم شراح العقيده النصرانيه وصاحب رسالة الاصول والفروع
كما يعد من اهم شراح التثليث المسيحي .شبكة الانترنت .موسوعة ويكيبيديا
الحره .
(**)الكنيسه الانجيليه :
تاسست عام 1850 وتستمد اسمها من الانجيل
وتعتمد اسلوب التبشير وجاء وجودها حين تم الاعتراف بالطائفه الانجيليه كطائفه
قائمه بذاتها الى جوار الارثوذكسيه والكاثوليكيه ، وحملت هذه الكنيسه فكر الاصلاح
الديني المسيحي خلال القرن التاسع عشر .شبكة الانترنت ،موسوعة ويكيبيديا الحره .
حقاً، فهو انسان حيث يجمع كل الصفات الانسانيه ماعدا
الخطيئه ، كان انسان مزيداً مدركاً لرسالته ومفكراً(185).
يسوع هو الله حقاً (( قال ان الله ابوه فساوى
نفسه بالله )) ولو لم يكن المسيح هو الله لما سمح نفسه بوضع سلطته بمنزلة سلطه
الله فيوضح ماقاله الله ويكمل شريعته التي اعطاها في العهد القديم (186).
وكما كان الاب يقيم الموتى ويحييهم فكذلك الابن يحيي من يشاء (187) ، يقول
وليم باتون : (( ويسوع الابن يعلن الاب لافي الكلمات ينطق بها فقط بل في حياته
وشخصه وبينه وبين الاب علاقه سريه متينه الاواصر لم يستطع تلاميذه ان يتقصوا الى
مكنوناته (( انا في الاب والاب فيّ ، ومن رآني فقد رآى الاب )) (188) .
ويقول (القس ابراهيم سعيد)* في تفسير بشارة لوقا كلمات (( ابن العليّ او ابن الله
)) : ام يقصد بها ولاده طبيعيه ذاتيه من الله ، وإلا لقيل ولد الله ، ولم يقصد بها
مايقال عادةً عن المؤمنين جميعاً انهم ابناء الله ، لانه نسبة المسيح لله هي غير
نسبة المؤمنين عامه الى الله ولم يقصد بها تفرقة في المقام من حيث الكبر والصغر
ولاالزمنيه والجوهر ، ولكنه تعبير يكشف لنا عمق المحبه السريه التي بين المسيح
والله وهي محبه متبادله ، وماالمحبه التي بين الاب والابن الطبيعيه سوى اثر من
آثارها وشعاع ضئيل من بهاء انوارها وهو الوحيد الذي قبل الصلب والموت ، ويقول الله
فيه (( هذا ابني الحبيب ، الذي به سررت ، له اسمعوا )) وقد تكررت هذه العباده عدة
مرات مدة خدمة المسيح على الارض لانه تمم ارادة الله في الفداء ويراد بها اظهار
التشابه والتماثل في الذات وفي الصفات والجوهر . وهو بهاء الله وقال الابن عن نفسه (( من رآني فقد رآى الاب ،
انا والاب واحد )) ويراد بها دوام شخصية المسيح بأعتباره الوارث لكل شيء
(189) .
ويقول العقاد في موضوع بنوة المسيح : جاءت تعابير
بنوة المسيح ، ربوبية المسيح في كتب البولص الرسول وفسرها مفسر المسيحية الاول
اورجنين يقول : ان البنوه كنايه عن القربى ، ان المسيح هو مظهر الله الخالد تجسم
بالناسوت ، وان ظهوره في الدنيا حادث طبيعي من الحوادث التي يتجلى بها الاله في
خلقه وللكتب في رأيه تفسيران الاول صوفي للخاصه والآخر حرفي لسائر الناس وبشر
بخلاص خلق الله جميعا حتى الشياطين (190)
.
ان المسيح الاله والانسان معاً المعلن عنه في
الانجيل المقدس وقد بشرت به التوراة من قبل ، ودليل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)القس
أبراهيم سعيد :1887ـ1954 ،ولد في حلب ،ومن مؤلفاته كتاب المشروع ،وهو مجموعه
من المحاضرات الغايه منها التقريب بين المسيحين والمسلمين .شبكة الانترنت ،موسوعة
ويكيبيديا الحره
الوهيته هو العجائب التي كان يضعها في الارض وهي
كثيرة (191) .
وللاجابه عن اسئلة مهمه ، لماذا انزل الله إبنه
الى الارض ، او لماذا ينزل الاله ويتجسد كأنسان :سبب ظهور الاله في ناسوته هو ليجعل
الله من نفسه في المسيح ضحية الفداء البريئه شفيعة للانسان امامه مصلحاً من الله
بين الله والبشر هذا الابن الالهي بحمله الجسد يجعلنا اخوته وبالنتيجة ( ابناء
الله ) (192) . واراد ان يجعل كنيسته مؤسسه سماويه على الارض وان يجعل
دمه ماحياً الخطيئه لاعدادنا للخلاص ، فالمسيح كان منذ الازل والمسيح مولود من
الاب قبل كل الدهور والعالم جدد بالمسيح لان المسيح تعهد خلاص العالم وفداءه
ودينونته وذلك قبل بدء الخلق (193) . (( ان سبب ظهور الله في الجسد هو
ليجدد الحياة الابديه وقد تنازل الله واتخذ له جسداً فأذا ماتأنسن الله فلكي يؤله
الانسان ، فكلمة الله اخذ في التاريخ جسداً ليملاٌ كل جسد على مدى التأريخ وابن
الله صار انساناً في الزمن ليجعل من كل انسان على مدى الزمن ابناً لله ))(194)
وذلك بسبب خطيئة الانسان التي جعلت هذا الانسان غير قادر ان ينهض بنفسه من الهوه
التي سقط فيها ولم يكن بأمكانه ان يرتفع الى الله ولذلك شاء الله ان ينحدر بنفسه
الى الانسان ليعيد الشركه بين الانسان وبينه بالتجسد ، اخذ الله طبيعتها البشريه
وضمها الى لاهوته لتسري فيها الحياة الالهيه فتجددها وتشددها وكأنها تعيد تكوينها
من جديد .. وبالتجسد بث الله حياته في
الانسان. المريض الجريح بفعل الخطيئة ليعيد اليه القوة التي خارت والجمال الذي
تشوه وذبل، خلق الله الانسان ليكون شريكاً له في حياته الالهية ولكنه سقط لانه
اراد ان يجعل نفسه الهاً بدون الله كان يتوق الى التأله لكنه ظل الطريق لان شرط
التأله اتحاد بالله ـ الخالق فهو مليئ بالحياة والوجود وبدونه العدم والموت (195)
.
الحقيقة ان عيسى لم يدّع انه ابن الله من الناحية
الحسيه الجسمانيه ولا من الناحية الفكرية و العقليه وانما من الناحيه العامة التي
تضع كل الناس من الله بمنزلة الابناء من الأب في التعلق به والاعتماد عليه والحاجة
إليه، كما ان الاناجيل احتوت على نصوص كثيرة تقر بالوحدانية الى الله وتفيد بوضوح
ان المسيح بشر ورسول(196) :- انجيل متي 21: 115 ((هذا يسوع النبي الذي
من ناصرة الجليل))..
انجيل لوقا 7:16 ((قد خرج فينا نبي عظيم)).
انجيل لوقا 13 : 33 يقول عيسى ((لايمكن ان يهلك
نبي خارج او رشليم يا اورشليم يا قاتلة الانبياء وراجمة المرسلين..))
انجيل يوحنا 6 : 14 و 7 : 40 ((ان هذا هو
بالحقيقة النبي الآتي الى العالم))
انجيل يوحنا 8 : 40 عن عيسى ((انا انسان قد كلمكم
بالحق الذي سمعه من الله))
يرى هنريك عن المسيح ((ووصف المسيح اله السماء
والارض بأنه ألهةٌ وأبوه الاعظم والاله الواحد وان المسيح يعتمد عليه في كل شيء،
وان خضوعه له تام، ويدخل عيسى نفيه ضمن الناس معلناً انه من طبيعة البشر التي
تختلف عن طبيعة الله (197) بل ان السيد المسيح (ع) حارب وطرد من قال
بألوهيته فقد جاء في انجيل (برنابا) (198) ((وقال العبرانيين ان يسوع
هو الله جاء لينقذهم .. وقال فريق ان يسوع هو الله وقد جاء الى العالم وقال فريق
آخر كلا، بل هو ابن الله، وقال آخرون كلا لانه ليس لله شبه بشري لذلك لا يلد بل
انه يسوع الناصري نبي الله، واقترب الجمهور وصرخوا مرحباً بك الهنا..
فقال انصرفوا عني ايها المجانين انكم ظللتم
ظلالاً عظيماً ايها الاسرائيليون لانكم دعوتموني الهكم وانا انسان .. اشهد امام
السماء اني بريء من كل ماقلتم لاني انسان مولود من امرأة فانية بشرية وعرضة لحكم
الله ..)) (199) والمذهب الذي يعتقد عبودية المسيح هو اسبق من المذهب
الآخر القائل بألوهيته ويعود الى عهد المسيح كما جاء في انجيل برنابا، كما ان
المسيح كان يعرّف نفسه دائماً على انه ابن الانسان (200) وقد ورد وصف المسيح انه ابن
الانسان في اكثر من ثمانين موضعاً في اناجيل الكنائس النصرانية (201) وكان (ع) يصرح في كل مناسبة
انه رسول الله بعثه لهداية الناس، فهو رسول الله وليس الهاً او ابن الله (202)
، وكان (ع) ينقطع الى الله بالعبادة والصلاة (203) ويتضرع اليه بالدعاء (204) كما انكر (ع) على بطرس مخاطبته اياه
بخطاب الربوبية عندما قال للمسيح (حاشاك يا رب لا يكون لك هذا) فطرده المسيح وعنفه
قائلاً : ((اذهب عني يا شيطان انت معثرة لي لانك لا تهتم بما لله ولكن بما للناس))
(205) ، هناك من اعلام المسيحيين من ذهب الى صحيح الاعتقاد بأنه (ع) عبد لله
ورسوله اولهم كان برنابا الحواري (206) كذلك لوقيان السوري مؤسس
المدرسة الانطاكية والراهب بوزبيوس والقسيس الاسكندراني آريوس الذي قال بوحدانية
الله تعالى وبأن الابن لا يمكن ان يكون مساوياً للأب في الجوهر والقدسية والازلية
وقال ان المسيح عبد مخلوق وانه كلمة الله تعالى (207) ، ان القول
بألوهية المسيح يناقض صراحة التوحيد الذي جاء به الانبياء السابقون بما فيهم موسى
وعيسى (ع) المتعبد بشريعته كما انه لم يؤثر عن احد منهم التبشير بألوهية المسيح او
بكونه ابن الله، تعالى، كذلك لم ينسب عيسى (ع) الى نفسه الالوهية او كونه احد
الاقانيم الالهية قط كما لم تصح نسبة ذلك الى الوحي الالهي(208)، وان
ولادة المسيح من عذراء او اية معجزة اخرى من معجزاته لا يستنتج منها الوهية ، غير
ان مؤتمرات الكنيسة العديدة التي عقدت قطعت بألوهية المسيح وبكونه احد اركان
التثليث وكفّر كل من يقول بعكس ذلك (209) .
الروح القدس: الروح القدس هو الله حقاً وهو الحب غير المحدود
المنبثق ازلياً عن الاب والابن والمميز عنهما على انه ((العلاقة)) والحب ا لمتبادل
بينهما بدون اية اسبقية او
افضلية لأن الآب والابن لم يكونا ابداً بدون هذه
العلاقة و المحبة التي هي روح القدس، هذه العقيدة سر يفوق العقل، ولب هذه من ازلية
الله نؤمن بها دون ان نفهمها ومن يدعي فهمها فهو حتى لا يؤمن بها (210) .
اذا كان الله (فرداً) منغلقاً على ذاته فلا يمكنه ان يكون لا سعادة ولا سعيداً ولا
موضع سعادتنا ولا حياة ولا حتى خالقاً، فالله واحد ولكن ليس وحيداً انه ثالوث،
لانه محبة الروح القدس هو الله له شخصية مميزة عن الأب والابن وفي الوقت نفسه ذاته
مساوٍ لهما تماماً، وروح الله هو الله ذاته (211) .
يظهر الروح القدس شريكا في ارسال الابن ((الأب
ارسلني هو وروحه)) وهنا دليل على ازلية الروح كالأب والابن وليس من ازلي إلا الله
اذن فالروح هو الله (212) . يقول الدكتور يوسف بوست في قاموس الكتاب
المقدس:-(( ان للروح القدس يعود التطهير غير انها تتقاسم الاعمال الالهية مع
الاقنومين الآخرين سوياً ))(213) .
يقول القس بوطر:( لما صعد المسيح الى السماء ارسل
روحاً ليكن بين المؤمنين وقد تبين ان بهذا الروح ايضاً ازلية الى الله فائقة كما
الابن يسمى الروح القدس وهي معلنة في التوراة (كلمة الله) اي ان كلمة الله وروح
الله في نصوص التوراة هو المسيح والروح القدس. وان وحدة الجوهر لايناقضها تعدد
الاقاليم). ويكمل (بوطر):( ان الروح القدس يدل على النسبة بينه وبين الأب والأبن
وعلى عمله في تنوير ارواح البشر وحثهم على طاعته)(214) .
لقد اقر( مؤتمر نيقية)* بألوهية المسيح اضافه الى
الأب ولم يتخذ بشأن الروح القدس اي قرار بل نص ذلك الاجتماع على ترك الحرية للناس
في الاختلاف على الروح القدس، وهكذا اخذ هذا المفهوم من كونه الروح القدس الذي حل
على العذراء لدى البشارة وهو الذي حل على المسيح في العماد وعلى الرسل بعد صعود
المسيح الى السماء والذي حل على الرسل في نظر المسلمين جبريل (ع) (215) .
ظل الاعتقاد بعدم الوهية الروح القدس وكونه مخلوقاً مصنوع حتى عقد مجمع القسطنطينية عام 381م في هذا المجمع اعلن ((ليس
روح القدس عندنا بمعنى غير روح الله، وليس روح الله شيئاً غير حياته فأذا قلنا ان
روح القدس مخلوق فقد قلنا ان روح الله مخلوق، وان حياته مخلوقة، وقد زعمنا بذلك
انه غير حي، وبذلك فقد كفرنا به ومن كفر به وجب عليه اللعن)) وبذلك اكتمل الثالوث
الالهي. (216)
هناك اختلاف محتدم بين (المجامع)** والكنائس حول
تفسير المقصود من كلمات الاب والابن والروح القدس وغيرها من الاوصاف الالهية التي
وردت في الاناجيل غير انهم اتفقوا على (الوحدانية) ولكنهم اختلفوا فياقانيم
الثالوث، هل الابن مساوٍ للاب، وهل هو ذو طبيعة واحدة او ذي طبيعتين الهية
وانسانية وهل هو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)مجمع
نيقيه :وهو احد المجامع المسكونيه السبعه وفق الكنيستين الرومانيه والبيزنطيه
، سمي مجمع نيقيه نسبه الى المدينه التي عقد فيها باحد قرى تركيا .تاسس في 325 م
عدد أساقفته 318 ،يناقش المجمع الخلافات بين الكنائس حول الامور اللاهوتيه واهم
مانتج عنه هو تشكل علاقة الكنيسه بالسلطه بعد ان كانت كيان ديني خالص .شبكة
الانترنت ،موسوعة ويكيبيديا، الموسوعه الحره .
(**)المجمع
الكنسي :مجموعه من
الكنائس المشيخيه في منطقه جغرافيه محدده .شبكة الانترنت ،موسوعة ويكيبيديا الحره
.
اله أو إنسان مفضل على سائر البشر وهل يصور الروح
القدس من الاب وحده ام من الاب والابن معاً، هل المسيح هو الكلمة او هو الابن فقط
او ان الكلمة والابن مترادفان او ان الكلمة هي الاب والاله(217)، وبسبب
من هذا الخلاف عن طبيعة الاقانيم والوهية المسيح وطبيعته ومشيئته انفصلت الكنائس
مذهبياً واداريا بين شرقية وغربية، كاثوليكية و ارثوذكسية،وبروتستانتيه اتفقت حول
اساسيات الديانه واختلفت في تفاصيلها ، قبطية مارونية الى غيرها من الطوائف
الكثيرة التي يصعب فعلاً حصرها ومعتقداتها فقد لعبت السياسة بالغ الاثر في انبثاق
هذه الكنائس وتنوع معتقداتها تبعاً للظرف السياسي والتاريخي والرغبة الشخصية
للملوك والامراء والاباطرة والكهان والسعي المتبادل لارضاء احدهما الآخر، غير ان
هناك خطوطاً عريضة يمكن تقصيها: يقول حبيب جرجس عميد الكلية الاكليريكية. القبطية
(سابقاً) من كتابه (خلاصة الاصول الايمانية) في معتقدات الكنيسة القبطية
الارثوذكسية ما نصه (ان الله تعالى روح بسيط، غير محدود ازلي، ابدي، غير متغير،
قادر على كل شيء، وموجود في كل مكان، غير منظور خالق كل موجود ، هو تعالى قدوس في
ذاته وصفاته عظيم في جده وحكمته ورحمته) ويقول جرجس في تحول الله الى انسان في بطن
العذراء (لا يوجد إلا اله واحد، وهو الاله الحقيقي السامي، انه في اللاهوت الاقدس
ثلاثة اقانيم، الاب، الابن، الروح القدس وهم وان كانوا ثلاث معان إلا انهم اله
واحد وجوهر واحد اذ لا انفصال بين الله وكلمته وروحه وهذا ما تدعوه سر التثليث
والتوحيد) (218)، اما الكاثوليك فانهم لا يقولون التجسد بل يقولون
بالتعدد اي بثلاثة آلهه كل اله مستقل بنفسه عن الآخر، واختلفوا مع الارثوذكس في
شان الاله الثاني يسوع المسيح اذ يقول الارثوذكس ان يسوع المسيح فيه طبيعة الهية
كاملة وطبيعة انسانية كاملة، ومشيئة الهية كاملة ومشيئة انسانية كاملة ومع المسيح
الهان آخران، وان صفات الله الاب والابن والروح القدس (الله روح محض سرمدي كلي
الكمال خالق السماء والارض، سيد ورب الكل، لا قسم له ولا يمكن ان يقع تحت الحواس،
ليس له نهاية، وهو حائز على كل الكمالات موجود في كل مكان) (219).
ويتفق البروتستانت مع الكاثوليك في أنبثاق الروح
القدس من الاب والابن ،كما يوافقونهم في ان للمسيح طبيعتين ( ألهيه وبشريه )
ومشيئتين (سماويه وارضيه ) (220)،كما ترى ان المسيح كامل في لاهوته
وكامل في ناسوته .يركز البروتستانت على ان العلاقه مع الرب هي وحدها المخلصه لذلك
فهم يركزون على مسألة الايمان وترك ما سواها عملا بما جاء في اعمال الرسل 31:1
(آمن بالرب يسوع فتخلص ....)،ويرون ان مجرد ايمان الانسان يخلص في نفس لحظة ايمانه
وينكرون دور الكنيسه في موضوع الخلاص الذي يعتبرونه مجرد علاقه مباشره مع الله .(221)
يرى احمد شلبي وكثير من الكتاب غيره، ان صورة
الاله في المسيحية التي يعتبر المسيح نواتها اكثر منه مؤسسها الذي هو في الواقع
بولس ـ شاؤول ـ الذي كون المسيحية على حساب عيسى (ع) (222)،
يقولw.Red (ان
بولص قد غير النصرانية لدرجة امسى انه مؤسسها الثاني، انه في الواقع مؤسس المسيحية
الكنسية(223)، فكرة الاله فيها صورة مكونة من خليط يوناني فلسفي اخذ من
فلسفة ابيقور وافلاطون حول اتصال الإله بالأرض(224)، يقول ليون جوتيه
(ان المسيحية تشربت كثيراً من الآراء والافكار الفلسفية اليونانية فاللاهوت المسيحي
مقتبس من المعين الذي صبت فيه الافلاطونية(225)، ووثنية اغريقية وشرقية
بل عامة في جميع الثقافات القديمة متمثلة بثالوث الالهه ابتداءاً من البرهمية في
(برهما، فشنو، وسيفا) وعبادة الابطال، حتى شخصية بوذا التي لها شبه كبير بشخصية
المسيح المصاغة حسب الرغبة، والاجواء كذلك الثالوث البابلي الوثني اله السماء واله
الارض، واله البحر، والمجموعة الثانية اله القمر واله الشمس واله العدالة والتشريع(226)،
وبذلك تعود المسيحية بفكرة الاله الى ماقبل اليهودية والتوحيدية الاخناتونية
والبابلية التي كانت تمس الرقي الوحداني والنقاء الديني، الذي استغرق قروناً ليصل
الى الوحدانيه اليهودية (علا علاتها) ويتردى بها وثنية فلسفية مبهمة لرجال الدين
المسيحيين انفسهم(227).
بسم الله الرحمن الرحيم "لَّقَدْ كَفَرَ
الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ" "
لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ
إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ
لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" صدق الله العلي
العظيم(228).
ثانياً :- الألوهيه
في الإسلام
دان قليل من العرب بالديانات الموجودة على
اوضاعها الكثيرة التي يندر فيها التوحيد والتنزيه حيث كانوا يعبدون الاسلاف في صور
الاصنام او الحجارة المقدسة غير انهم كانوا يعرفون الله ويقولون انهم يعبدون
الاصنام ليتقربوا بها الى الله(229)، نشأ الاسلام في البلاد العربية في
القرن السابع من الفترة المسيحية بين جماعات تمارس عبادات محلية(230)،
وكان عليه (الاسلام) ان يصحح اوضاعاً كثيرة وافكاراً اكثر عن الذات الالهية وكان
عليه ان يجردها من اخلاط شتى من بقايا العبادات الاولى وزيادات المتنازعين على
تاويل الديانات الكتابية فاذا كانت رسالة المسيحية انها اول دين اقام العبادة على
الضمير الانساني، فرسالة الاسلام التي لا التباس فيها تعتبر اول دين تمم الفكرة
الالهية وصححها مما عرض لها في اطوار الديانات الغابرة(231).
ولا يوجد في القرآن عن الله وصفاته غيرما ورد في
التوراة وفي الانجيل(232)، ذلك يستخلصه السقا منها بالرغم مما اعتراها
من (التحريف والتشويه) وذلك واضح من قول الله للرسول (ص)(233)
"مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ"(234)،
وقوله تعالى "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ
إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ
مُسْلِمُونَ"(235). وهو ذاته ما جاء في سفر التثنية (اسمع يا
اسرائيل الرب الهنا رب واحد) وفي انجيل مرقص عندما ردد يسوع المسيح (ع) نفس ما جاء
في سفر التثنية.
الفكرة الالهية في الاسلام (فكرة تامة) لا يتغلب
فيها جانب على جانب(236)، والله في الاسلام اله الخليقة كلها و هو خالق
السماء والارض ولا اله سواه او بجانبه ممكن(237)، هذه الفكرة التامة لا
تسمح بعارض من عوارض الشرك والمشابهة ولا تجعل لله مثيلاً في الحس ولا في الضمير
بل هي المثل الاعلى وليس مثله شيء. الله وحده ولا شريك له ولم يكن له شركاء في
الملك (تعالى عما يشركون) والمسلمون يقولون ما كان لنا ان نشرك بالله شيئاً ولن
نشرك بربنا احداً(238)، والله في الاسلام لا يرى ولا يقدر احد ان يراه
فهو (لا تدركه الابصار) وفي القرآن الكريم حيث قال موسى لربه "اني انظر
اليك"، وقال تعالى "لن تراني" ذلك ان هيبة الله اكبر من ان يحتملها
موسى(239) "انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ
فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ
موسَى صَعِقاً"(240).
والله ليس كمثله شيء لقوله تعالى "لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"(241)، ولا يحده
مكان ولا زمان لقوله تعالى "وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ
يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ"(242)
يقول الامام علي (ع) في نهج البلاغة يصف ربوبية الله (الحمد لله الذي بطن خفيات
الامور ودلت عليه اعلام الظهور، وامتنع عن عين البصير، فلا عين من لم يره تنكره،
ولا قلب من اثبته يبصره سبق في العلو فلا شيء اعلى منه، وقرب في الدنو فلا شيء
اقرب منه، فلا استعلاؤه باعده عن شيء من خلقه ولا قربه ساواهم في المكان به، لم
يطلع العقول على تحديد صفته ولم يحجبها عن واجب معرفته، فهو الذي تشهد له اعلام
الوجود على اقرار قلب ذي الجحود، تعالى الله يقول المشبهون به والجاحدون له علواً
كبيراً.)(243) رفض الاسلام الوثنية في اي وضع من اوضاع التمثيل او
الرمز او التقريب والله هو المثل الاعلى من صفات الكمال جمعاء، وله الاسلام
الحسنى، فلا تغلب فيه صفات القوة والقدرة على صفات الرحمة والمحبة، ولا صفات
الرحمة والمحبة على القوة والقدرة وهو الخالق دون غيره (هل من خالق غير الله) فليس
الاله في الاسلام مصور النظام وكفى ولا مصدر الحركة الاولى وكفى ولكن الله خالق كل
شيء (وخلق كل شيء فقدره وانه يبدأ الخلق ويعيده وهو بكل خلق عظيم) (244).
ويوجد الله في مركز الدائرة من الاسلام في نظرة توحيدية صرفة، والصيغة في جملة
((لا اله إلا الله)) تكشف لنا ان الله هو روح فردي وهي حرب على تعدد الآلهة وتنصب
الاله سامياً في مقام فوق الوجود الانساني وعبارة (بسم الله الرحمن الرحيم) تدل
على ان صفاته الجوهرية هي الرحمة والقوة والحكمة فهو موجود بذاته ازلي ماثل في
الكل، سخيّ، وعظيم الجلال والعزة، وغاية القرآن الاساسية هي هداية الناس الى ان
يعوا علاقتهم بالله فما من احد يستطيع الفرار من وجه الله(245) . ذاته
سبحانه لا يدنو منها التغيير والتبدل،
اوصافة ثابتة وهي ليست لغيره، هو اول وآخر ازلاً وابداً وهو السابق بوجوده لكل
موجود وهو بهذا السبق باقٍ لا يزول وكل وجود سواه فعلى اصل الزوال مبناه، لا تدركه
العقول ولا تحوم عليه الاوهام(246). الله في الاسلام عالم بكل شيء عليم
وهو عالم الغيب والشهادة وليس كما يقول ارسطو (انه عالم بذاته دون ان يعقل غيرها)
لانه دون ذلك وهو يحسب الله في حدود عقله البشري. وهو بكل خلق عليم "وما كنا
عن الخلق غافلين" "وسع كل شيء علما" "وهو عليم بذات
الصدور"(247). الله تعالى في القرآن، اله واحد موجود في كل الوجود
متصف بكل الكمال متصف بكل كمال منزه عن كل نقص ومن صفاته ايضاً انه كامل وعالم
وقادر وعظيم وقوي وجبار وقدوس وبار وصالح وصادق وامين ووفي ومحسن وهو خالق الكون
والبشر واله الخليفة ومالكها والمتسلط عليها وهو حي باقٍ بعطِ ويمنع ويبارك ويلعن
ويحفظ الانسان ويحميه وهو القاضي العدل وهو حكم قائم بنفسه والله حي والله يسمع،
رحيم ، غفور، وصفاته هذه ثابتة وهو قديم ومدير والله بصير ذو هيبة ورهبة(248).
ويقول الامام الشهرستاني في كتابه الملل والنحل
(اعلم أن جماعة كبيرة من السلف كانو يثبتون لله تعالى صفات ازلية من العلم والقدرة
والعزة والعظمة والارادة والمشيئة والقول والكلام والرضا والسخط والحياة والارادة
والسمع والبصر، الكلام والجلال والاكرام والجود والانعام والعزة والعظمة)(249).
وقال الامام الصابوني (اصحاب الحديث يشهدون لله
بالوحدانية والسمع والبصر والعلم والقدرة والعزةوالعظمه والارادة والمشيئة والقول
والكلام والرضا والسخط والحياة واليقظة والفرح والضحك)(250).
ينظر الاسلام للعلاقة بين الله والانسان من خلال
علاقة بين الخالق والمخلوق ، الرب والمربوب، وعلاقة الله مع رسوله محمد (ص) عبر
وحي مباشر ويعتبر هذا الوحي كاملاً ونهائياً، وانتهى بأنتهاء حياة الرسول (ص)
باعتباره خاتما للأنبياء(251) . والله في الاسلام لا يظهر كانه تجسد
ويرفض الاسلام بلا مواربه ان يكون الله تجسد في احد سواء قبل الاسلام او بعده،
ويرفض ان يكون المسيح الهاً تجسد ويكرر في القرآن ادانته لعقيدة التجسيد، وان
المسيح نبي رسول ليس اكثر(252) ، لقوله تعالى يصف وحدانيته وربوبيته
"الذي له ملك السماوات والارض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك، وخلق
كل شيء فقدره تقديراً، واتخذو من دونه اله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون
لانفسهم ضراً ولا نفعا ولا يملكون موتاً ولا حياتا" ولا نشورا" (253)
الفرقان (2 – 4).
ويصف ابن سينا الله بأنه يتقدم على العالم بالذات
والشرف والطبع والمعلولية لا بالزمان لانه لم يبدع في زمان سابق، ولا يجوز تأخر
العالم عن الله بالزمان حتى لا يكون هناك مرجع للشروع في الخلق بعد الامتناع عنه
وحتى لا يحدث تغيير في الارادة الالهية. (254) .
وتجمع الله مع الانسان علاقة حميمة من خلال
الصلاة التي تعتبر حلقة الوصل بين الله والانسان الذي يفرد الله بالعبادة
والوحدانية التامة الظاهرة والباطنة، ويرى ابن تيمية والكثير من العلماء غيره ان
الوحدانية وافراد العبادة هو سبب ارسال الرسل وانزال الكتب السماوية (255) ،
ان الذات الالهية في الاسلام هي غاية ما يتصوره العقل البشري من الكمال في اشرف
صفاته فالله هو المثل الاعلى، وهو الواحد الصمد الذي لا يحيط به الزمان والمكان
وهو محيط بالزمان والمكان وهو الاول والآخر والظاهر والباطن وسع كرسيه السماوات
والارض إلا انه بكل شيء محيط والله هو الحي الذي لا يموت وهو الذي يحيي ويميت وكل
شيء هالك إلا وجهه، وقد لخص جل جلاله الرسالة المحمدية بكلمة واحدة هي الحق لان
الله هو الحق، "انا ارسلناك بالحق بشيراً ونذيراً" "فتعالى الملك
الحق" (256) ، وقد ورد اسم الله في القرآن علماً على الذات
الالهية المقدسة ثم وردت اسماء تحمل صفات الله تعالى منها الرحمن الرحيم، الملك
القدوس السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، الباري، المصور(257).
ان فكرة الاله في الاسلام هي الفكرة المتممة
لأفكار كثيرة موزعة في هذه العقائد الدينية وفي المذاهب الفلسفية التي تدور عليها
ولهذا بلغت المثل الاعلى في صفات الذات الالهية وتضمنت تصحيحاً للضمائر وتصحيحاً
للعقول في تقرير ما ينبغي لكمال الله(258)
يقول الامام علي (ع) في نهج البلاغة "الحمد
لله الذي لم يسبق له حالُ حالاً، فيكون اولاً قبل ان يكون آخراً، ويكون ظاهراً قبل
ان يكون باطناً، كل مسمى بالوحدة غيره قليل، وكل عزيز غيره ذليل، وكل قوي غيره
ضعيف، وكل مالكٍ غيره مملوك، وكل عالم غيره متعلم، وكل قادرٍ غيره يقدر ويعجز، وكل
سميع غيره يصم عن لطيفِ الاصوات ويصمه كبيرها ويذهب عنه مابَعُدَ منها، وكل بصير
غيره يعمى عن خفي الالوان ولطيف الاجسام، وكل ظاهر غيره باطن وكل باطن غيره
ظاهر... ولا شريكٍ مكاثرٍ ولا ضدٍ منافرٍ ولكن خلائق مربوبون وعباد داخرون لم يحلل
في الاشياء فيقال هو فيها كائن، ولم ينأ عنها فيقال هو منها بائن، لم يؤده خلق ما
أبتدأ..." (259) ويقول (ع) (الحمد لله الذي لا يبلغ مدحه
القائلون، ولا يحصى نعمائه العادون، ولا يؤدي حقه المجتهدون، الذي لا يدركه بعد
الهمم، ولا يناله غوص القطف، الذي ليس لصفته حداً محدود ولا نعت موجود ولا وقت
معدود ولا اجل محدود، فمن وصف الله فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد
جزأه، ومن جزأه فقد جهله، ومن جهله فقد اشار اليه، ومن اشار اليه فقد حده، ومن حده
فقد عده، ومن قال فيم فقد ضمنه، ومن قال علام فقد اخلي عنه، كائن لا عن حدث، موجود
لاعن عدم مع كل شيء...)(260) . الخالق العظيم الواحد، اللطيف، لا يمكن
الاحاطة بذاته وكنه صفاته ولا حقيقة افعاله، ومع ذلك هو داخل كل مخلوقاته لا دخول
صفة ولا خارج عنها لا خروج عزلة فسبحان من لا يتناهى جلاله ولا يدرك جماله، ولا
يعلم افعاله. (261)
واستخدمت كلمة (الواحد) في القرآن الكريم غالباً
بالحصر والتأكيد: (انما هو اله واحد). (262) (فألهكم اله واحد)(263)
، (وما من اله إلا الله الواحد القهار)(264) ، (ولا تتخذوا إلهين
اثنين، انما هو اله واحد). (265) ، وهذا هو مورد دعوة الانبياء جميعاً
(ع) لانهم يدعون الى المعبود الواحد، ولم يستعمل لفظ ((واحد)) في القرآن الكريم
إلا مضافاً اليه عز وجل.(266).
ـ تم بحمده تعالى ـ
الاستنتاجات :-
1- تعتبر فكرة
الالوهية واعتقاد الانسان بها من اقدم الافكار التي تناولها العقل البشري بالتفكير
والتطوير وهذه الفكرة متغيرة ومتبدلة بحسب المكان والزمان والبيئة والوضع
الاجتماعي والساسي من بلد لآخر ومن دين لآخر ومن حضارة لأخرى، وان يرى البعض انها
استقرت بمجيء الديانات السماوية، في حين يرى البعض الاخر انها ما زالت تستمد
افكاراً ومعتقدات ،
2- مرت هذه الفكرة
وعبر التاريخ بمراحل تطور هامة، تراوحت ما بين التعددية للأرباب والالهة المتعددة
والوثنوية، الى التفريد والتفضيل حتى انتهت الى الواحدية المطلقة مع مجيء الديانات
السماوية اليهودية والمسيحية والاسلام.
3- بالرغم من وجود
هذه الفكرة وبشكل مختلف في الحواضر التاريخية غير اننا نتلمس قبس من الوحي الالهي
الذي لم ينقطع من ابراهيم (ع) حتى محمد (ص) حيث كانت هذه الفكرة تعود الى شكلها
الصحيح بالتوحيد والدعوة للأله الواحد كما جاءت دعوة لذلك ثم تعود لتطرأ عليها
المتغيرات السياسية والاجتماعية وتسخرها لتدعيم السلطة وتحصيل المنافع ،
4-
لما كان لهذه الفكرة من علاقة مباشرة بالانسان
وادراكه وتأثيرها في سلوكه الاجتماعي والسياسي فأننا نلاحظ ان هناك علاقة طردية
مهمة، هي ان هذه الفكرة تزداد تطوراً ووضوحا وتقترب من شكلها الصحيح في الواحدية
المطلقة والتفريد كلما ازدادت الحضارة رفعة ورقياً وتأثيراً في محيطها السياسي.
فنراها واضحة بمعناها الواحدي في الحضارة
البابلية والمصرية، في اوج عظمتها في تاريخ الفرعون (اخناتون) حيث اقتربت من
الواحدية المطلقة، بينما نجدها تنزع الى التفريد والتفضيل كما في الحضارة الفارسية
وفي الديانة المجوسية وصراعها بين الخير والشر حيث الاعتقاد الثنوي.
ونجدها سادرة في التعددية كما في الحضارة
الهندية والرومانية واليونانية، ونجدها تتراوح ما بين السلوك الاجتماعي وعبادة
الاسلاف والاموات كما في الديانات الصينية و اليابانية.
5 – بالرغم
من ان الديانات السماوية مجتمعة كانت قد حسمت الجدل الدائم حول مفهوم الالوهية
ومعناه وحددت العلاقة بين الانسان والالهة غير اننا نجد هذا المفهوم اشده وضوحاً
وثباتاً ووحدانية مطلقة في الديانة الاسلامية التي حددت هذا المفهوم واعطته معانيه
الحقيقة والواضحة بشكل لا يرقى اليه الشك او الغموض إطلاقاً.
6 - ان لمفهوم الألوهية وعلاقة الانسان بالاله ونظرته لهذا الاله
سواء كان مرئياً في الديانات الوضعية او محسوساً ومدركاً في الديانات السماوية
تأثير كبير على السلوك الاجتماعي والسياسي للإنسان وعلاقته بالسلطة، وتأثير كبير
على السلوك السياسي للفرد والدوله، مثلاً، ان الانسان الذي يجد نفسه مقدساً و
مكاناً للحلول الألهي هو وشعبه وارضه يؤسس في سلوكه امراً آليهاً مقدساً هو
ومؤسسته السياسية والدينية وبالتالي دولته، فهو ينظر بتعالي وغيرية وبحذر الى
الانسان الآخر والدولة الاخرى، ومن هنا تتحدد طبيعة السلوك الانساني السياسي
والاجتماعي تبعاً لنظرته ومفهومه لعلاقة الانسان بالاله .
الهوامش :-
(1) : عباس
محمود العقاد ، الله ، كتاب في نشأة العقيده الالهيه ،ط2 ، دار المعارف ، القاهره
، 1960 ، ص 105 .
(2) : طه باقر
، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ، الجزء
الاول ، بغداد ، 1955
، ص223 .
(3) : رشدي عليان ، سعدون الساموك ، الاديان دراسه
تأريخية مقارنة ، القسم الاول ، الديانات القديمه ، مطبعة وزارة التعليم العالي
،بغداد 1976، ص65 .
(4) : طه باقر
م ، س ، ص
115، العقاد م ، س ، ص 105 ، رشدي عليان م ، س ،
ص 66.
(5) :المصدرنفسه ص 67.
(6) : العقاد
، ، م ، س ، ص 247
وسليمان مظهر ، قصة
الديانات دار الوطن العربي ، ط1 ، بيروت ، 1965 ص 44.
(7) : العقاد ، ، م ، س ، ص 248 وسليمان مظهر
، م ، س ، ص 44 .
(8)
: العقاد ، م ، س ، ص 249 ، 106
، العقاد ، ابراهيم ابو الانبياء ، دار الرشاد ، بيروت ، ص 204 ، كذلك سليمان مظهر
، م، س ، ص 45 , 46 , كذلك رشدي عليان ، م ، س ، ص 67 ، 68 .
(9) : طه باقر ، م ، س ، ص 250 , العقاد ، ابو النبياء ، م
، س ، ص 204 .
(10) : سليمان مظهر ، م ، س ، ص 46 , رشدي عليان ، م ، س ، ص 69 .
(11) : طه باقر ، م ، س ، ص 252 , كذلك رشدي عليان ، م ، س
، ص 69 .
(12) : العقاد ، الله ، م ، س ، ص109 .
(13) : رشدي عليان ، م ، س ، ص 71 .
(14) : المصدر نفسه، ص 73 .
(15) : المصدر نفسه، ص 74.
(16) : طه
باقر ، مقدمه في تاريخ الحضارات القديمه ، الجزء الثاني ، بغداد ، 1956 ، ص 87 ،
115 . كذلك انظر رشدي عليان ، م ، س ، ص
53 .
(17) : شارل سنيوبوس،تاريخ الحضارات ترجمة محمد
كرد علي ؛ مطبعة القاهره 1908 ،ص 14.
(18) : العقاد . الله ، م ، س ، ص 65 .
(19) : رشدي عليان ، ، م ، س ، ص 54 .
(20) : طه باقر ، المقدمه ، س ، ص 88 ، رشدي
عليان ، م ، س ، ص 54 .
(21) : المصدر نفسه، ص 54 .
(22) : شارل سنيوبوس , ، م ، س ، ص 14 .
(23) : العقاد ، الله ، م ، س ، ص 65 .
(24) : شارل سنيوبوس ، م ، س ، ص 14 .
(25) : رشدي عليان ، ، م ، س ، ص 55 .
(26) : العقاد ، الله ، م ، س ، ص
65 .
(27) : سليمان مظهر ، م ، س ، ص 11 ، وكذلك رشدي عليان ، م ، س ، ص
55 .
(28) : رشدي عليان ،م ، س ، ص 56 ،
وكذلك شارل سنيوبوس، م ، س ، ص 15 ,16.
(29) : رشدي عليان ،م ، س ، ص 56 .
(30) : رشدي عليان ، م ، س ،
ص 56 ، العقاد ، الله ، م ، س ، ص 65 ، كذلك احمد سوسه ، مفصل العرب واليهود في
التأريخ ، ط5، دار الرشيد ،بغداد ، 1981 ، ص 385 ، 392 .
(31) : رشدي عليان ، م ، س ، ص 57.
(32) : العقاد ، الله ، م ، س ، ص
65 ، كذلك رشدي عليان ، م ، س ، ص 56 .
(33) : أحمد سوسه ، المفصل ، م ، س ، ص 386 ، 387
.
(34) : العقاد ، الله ، م ، س ، ص 71 ، 72 .
(35) : العقاد ، ابو الانبياء ، م ، س ، ص 19 ، 70 ، 120 ، 129 ،
131 ، كذلك رشدي العليان ، ، م ، س ، ص 61 ، 62 ، 63
(36) : العقاد ، الله ، م
، س ، ص 55 ، 70 .
(37)
: سليمان مظهر ، م ، س ، ص 21 ، 24 ، كذلك
جيمس هنري برستيد ، تطور الفكر والدين في مصر القديمه ، ترجمه زكي سوس ، دار
الكرنك للنشر والطبع والتوزيع ، القاهره ، 1961 ، 418 . رشدي عليان ، م ، س ، ص 57 ، كذلك احمد سوسه ، المفصل ، م ،
س ، ص 392 ، 393 ، 394 ، 1981 .
(38) : المصدر نفسه ، م ، س ، ص 396 ، 397 ،398 .
(39) : شارل سنيو بوس ، م ، س ، ص 16 ، 17 .
(40) : رشدي عليان ، م ، س ، ص 61 .
(41) : المصدر نفسه، ، ص 61 .
(42) : العقاد ، الله ، م ، س ، ص 91 .
(43) : رشدي عليان ، م ، س ، ص 140 .
(44) : الشهرستاني ، الملل والنحل ، الجزء الثاني
دار العلم ، بيروت ، 1968 ، ص 49 .
(45) : رشدي عليان ، م ، س ، ص 140 .
(46) : رشدي عليان ، م ، س ، ص 125 .
(47) : شارل سنيوبوس ، م ، س ، ص 52 .
(48) : سليمان مظهر ، م ، س ، ص 311 ، البان
ويدجيري ، م ، س ، ص 112 ،رشدي عليان ، م
، س ، ص 125 .
(49) : البان ويدجيري ، م ، س ، ص 112 ، 113 .
(50) : العقاد ، الله ، م ، س ، ص 95 ، 96 ، رشدي عليان ، م، س ، ص
125 .
(51)
:سليمان مظهر ، م ، س ، ص 312
، العقاد ، الله ، م ، س ، ص
96 ، محمد جابر عبد العال الحيني ، دراسه اسلاميه في العقائد والاديان ، الهيئه
المصريه العامه ، القاهره ، 1971 ، ص 167 ، الشهرستاني ، ، م ، س ، ص 60 ، رشدي
عليان ، م ،
س ، ص 126 .
(52) : شارل سنيوبوس ، م ، س ، ص 52 , 53 , 54 .
(53) :
العقاد ، الله م، س، ص، 95، رشدي عليان، م، س، ص، 126، 134
(54) :
الشهرستاني، م، س، ص، 42، 43.
(55) :
العقاد، الله م، س، ص 94، 95
(56) :
رشدي عليان، ، م، س، ص 135
(57) :
المصدرنفسه، ص135 ـ 138.
(58) :
الشهرستاني، م، س، ص 54 كذلك رشدي عليان، م، س، ص 139.
(59) المصدر
نفسه ،ص 55، ص 140.
(60) المصدر
نفسه، ص 55 ، 56 ، ص 140.
(61) :
البهائية:- عقيدة، دعا اليها ميرزا حسين علي نوري (1817 ـ 1892) يلقب (بهاء الله)
تعود الى مؤسسها الاول 1844 على يد ميرزا علي محمد الشيرازي، نشأ في وسط باطني
متصوف واعلن انه الباب (الطريق الى الله)، وكانت في بدايتها شكلاً متطرفاً من
اشكال العقيدة في الفرقة الاسماعيلية، فهي تدعي الاسلام، اعلن ميرزا انه رسول الله
فلا الله سبحانه اللهم وانما البهاء وهو الله، ولا محمد هو نبيهم، ولا القرآن
كتابهم، ولا الكعبة قبلتهم،وقد تقصدنا ذكر البهائيه ضمن العبادات الفارسيه
لامتدادها المكاني من جهه اضافه الى ان الفرس مبتدعيها واول من اعتنقها مع معرفتنا
المسبقه بأنها تندرج ضمن الاشتقاقات المذهبيه للدين الاسلامي والغرض الاخر لذكرها
هنا هو للدلاله والتاكيد للتغذيه المستمره للعبادات الوثنيه الوضعيه وأثرها في
أنحراف الاعتقادات اللاحقه للديانات السماويه . للمزيد انظر عبد الوهاب الميسري،
اليد الخفيه ، دراسه في الحركات اليهوديه ، ط1 ، دار الشروق ، القاهره ، 1998 ، ص 136 وما بعدها.
(62) :
كما هو الحال في مفهوم الاله عند سبينوزا للمزيد انظر سبينوزا،رساله في الللاهوت
والسياسه ،ترجمة حسن حقي ،دار الطليعه ،بيروت ،1960 ، ص 46.
(63) :
عبد الوهاب المسيري، اليد الخفية، م، س، ص 136 ـ 137.
(64) :
يوجه البهائيون نقدهم للمسلمين حول ان محمد (ص) هو خاتم النبوة ويأكدون على
استمرار الوحي الالهي كل الف عام .المصدر نفسه ص ،136
(65) :
عبد الوهاب المسيري، اليد الخفية، ص 138 ـ 139 كذلك انظر عبد الرزاق الحسني
البابية والبهائية،ط2 ، مطبعة الارشاد، بغداد، 1972 ، ص 23 وما بعدها.
(66) :
على خلاف التصور الاسلامي للخالق الذي يرى ان الله قريب من عباده ولكنه ليس كمثله
شيء، وهو اقرب الينا من حبل الوريد، لكنه يجري في عروقنا ولا تدركه الابصار.
(67) :
للمزيد حول البهائية والعقيدة اليهودية، انظر، عبد الوهاب المسيري، اليد الخفية،
م، س، ص 136 ـ 141 .
(68) :
العقاد، الله، م، س، ص 57 .
(69) :المصدر
نفسه ص،45.
(70) :
رشدي عليان، ، م، س، ص 91.
(71) :
المصدر نفسه ، ص 91 ، 92 ، العقاد، الله م، س، ص 75 ، 76 .
(72) المصدر
نفسه، ،ص 75، 76 .
(73) :
المصدر نفسه ، ص 75 ـ 84.
(74) :
العقاد، الله، م، س، ص 75 ـ 84، رشدي عليان م، س، ص 92.
(75) :
العقاد، الله، م، س، ص 75-84، رشدي عليان، م، س ، ص، 920، سليمان مظهر، م، س، ص 65
كذلك الشيخ محمد أبو زهرة، مقارنات الأديان، دار الفكر العربي، القاهرة، ص 27، بلا
عام.
(76) :
العقاد، الله م، س، ص 75-84
(77) شبكة
الانتر نت ؛موقع البرغوثي ،الفرق الضاله ،البرهمية، ص 4-5 .
(78) :
رشدي عليان، م، س، ص 96 .
(79) : رشدي عليان م، س، ص 101 .
(80) : محمد أبو زهرة، م، س، ص 164 كذلك المصدر
نفسه م، س، ص 99.
(81) : المصدر نفسه م، س، ص 99-100 .
(82) : محمد أبو زهرة، ، ج4، م، س، ص 163 .
(83) : البان ويد جيري، م، س، ص 52 وما بعدها،
كذلك ر شدي عليان ، م، ص 101 .
(84) : المصدر نفسه ، م، س، ص 100، 101
(85) : شبكة الانترنت موقع البرغوثي الفرق الضاله
، السيخية , ص 1-8 .
(86) : للمزيد عن السيخية أنظر سليمان مظهر، م،س
ص 168، رشدي عليان، م، س، ص 105 .
(87) : العقاد، الله، م، س، ص 85، ويد جيري، ، م،
س، ص 9، 10 .
(88) : العقاد، الله، م، س، ص 85-91 .
(89) : رشدي عليان، ، م، س، ص 107
(90) المصدر نفسه، ص 107
(91) : أحمد الشنتاوي، الحكماء الثلاثة، المطبعة
العربية،ط1 ، القاهرة، 1953، ص 146-148 ،كذلك رشدي عليان، ، م، س، ص 107 .
(92) : العقاد: الله، م، س، ص 85-91 .
(93) : المصدر نفسه، ص 91.
(94) : ويد جيري ، م، س، ص 11 .
(95) : العقاد، الله، م، س، ص 85-91 .
(96) : أحمد الشنتاوي ، م، س، ص 110 .
(97) : سليمان مظهر ، م، س، ص 181، أحمد الشنتاوي،
، م، س، ص 126، رشدي عليان، ، م، س، ص 108
(98) :المصدر نفسه ص109.
(99) : رشدي عليان، م، س، ص 108
(100) : أحمد الشنتاوي، ، م، س، ص 133، رشدي
عليان، م، س، ص 109-110
(101) : سليمان مظهر ، م، س، ص 219-228، رشدي
عليان، م، س، ص 111
(102) : المصدر نفسه ، ص 114
(103) : عبادة تشانغ ـ تي والكونفوشيوسية
والبوذية، أنظر سليمان مظهر، ، م، س، ص 242 .
(104) : العقاد: الله، م، س، ص 88 .
(105) : رشدي عليان، م، س، ص 119 .
(106) : العقاد، الله ، م، س، ص 88-90 .
(107) : سليمان مظهر ، م، س، ص 245، رشدي عليان،
م، س، ص 117 .
(108) : المصدر نفسه، ص 118 .
(109) : سليمان مظهر، م، س، ص 246، العقاد ، الله
م، س، ص 88 .
(110) : سليمان مظهر ، م، س، ص 246، العقاد، الله
، م، س، ص 88
(111) :سليمان مظهر ، م، س، ص 272، رشدي عليان، م،س، ص 119 .
(112) : سامي سعيد ، الإله زووس، ط1 ، مطبعة الجامعة،
بغداد، 1970، ص 9-11، كذلك العقاد، الله م، س، ص 109، رشدي عليان، م، س، ص 74،
كذلك محمد أبو زهرة ، م، س، ص 102.
(113) : رشدي عليان، م، س، ص 74 .
(114) : شارل سنيو بوس ، م، س، ص 68-69 .
(115) : محمد أو زهرة ، م، س، ص 13 .
(116) : رشدي عليان، م، س، ص 75، العقاد، الله،
م، س، ص 109، محمد أبو زهرة، م، س، ص 13 .
(117) : رشدي عليان، م، س، ص 75 .
(118) : عبد الرحمن بدوي، ربيع الفكر اليوناني،
خلاصة الفكر الأوربي، سلسلة الينابيع، ط5، وكالة المطبوعات، الكويت ودار القلم ـ
بيروت 1979 ، ص 85 .
(119) : للمزيد عن الأورفية انظر، رشدي
عليان، م، س، ص 67 .
(120) : ويد جيري، م، س، ص 82، كذلك عبد الرحمن
بدوي، م، س، ص 87-88 .
(121) : ، شارل سنيو بوس ، م، س، ص 71
(122) : جعفر آل ياسين، فلاسفة يونانيون، ط1، مطبعة الارشاد،
بغداد، 1971، ص 29 ـ 30 كذلك انعام الجندي، دراسات في الفلسفة اليونانية العربية،
ط 1، دار الطليعة ، بيروت، 1975، ص18
(123) :المصدر نفسه، ص19.
(124)
: نديم الجسر، قصة الايمان، ط3 ، مطابع المكتب الاسلامي، بيروت، 1969، ص 39، 40
كذلك انعام الجندي، م،س، ص54كذلك رشدي عليان، م، س، ص، 77 ،
(125) : محمد غلاب، م، س، ص، 36، العقاد، الله م،
س، ص 121 ـ 147
(126) : العقاد: الله ، م، س، ص 121، 147
(127) : رشدي عليان، م، س، ص 77، كذلك ول
ديورانت، م، س، ص 87،كذلك ، انعام الجندي، م، س، ص 33
(128) : العقاد، الله م، س، ص 121 ـ 147
(129) : رشدي عليان، م، س، ص78.
(130) : المصدر نفسه ،ص 79
(131) : نديم الجسر، م، س، ص 51، 52
(132) : محمد غلاب، م، س، ص 145.
(133) : رشدي عليان، م، س، ص79.
(134) : محمد غلاب م، س، ص 68.
(135) : رشدي عليان م، س، ص80.
(136) : شارل سنيو بوس، م، س، ص 124 ـ 125.
(137) : محمد ابو زهرة، م، س، ص114، سامي الاحمد،
م، س، ص 177، رشدي عليان، م، س، ص 80.
(138) : سامي الاحمد، م، س، ص 178، رشدي عليان،
م، س، ص 81.
(139)المصدر نفسه ص82.
(140) : العقاد، الله م، س، ص 121
(141) : عبد الرحمن بدوي، م، س، ص 95.
(142) : سامي الاحمد، م، س، ص 183،
رشدي عليان ، م، س، ص 81 ، 82.
(143) : المصدر نفسه، ص 82.
(144) : شارل سنيوبوس، م، س، ص 125
، 126.
(145) : المصدر نفسه، ص 127
(146) : رشدي عليان، م، س، ص 83 .
(147) : العقاد ،الله ،م ، س ، ص 147 .
(148) : احمد شلبي ، مقارنة الاديان ، المسيحية
،ط2 ، القاهرة ،1978 ، ص 39 .
(149) : سالم الرياشي ،رسالتي الى اليهود ،1966
،بلا مطبعة ولامكان ،ص 7 .
(150) : متي
23 ، 8 .
(151) : مرقص
13 : 30 ـ 31 .
: (152)
متي 20- 12
( 153) : المسيو شارل سنيوبوس ، تأريخ الحضاره ،ترجمه محمد كردعلي
،مطبعة القاهره ،1908 ،ص 205 .
(154) : المصدر نفسه ، ص 205 .
(155) : العقاد ، الله ، م ، س ، ص
147 .
(156) : المصدر نفسه ، ص 147
ـ157 .
(157) : احمد شلبي ، م ، س ،ص 84 .
(158) : احمد السقا ، م ، س ، ص 78 ، 79 .
(159) : احمد شلبي ، م ، س ، ص 84 ،
85 .
(160) : المصدر نفسه ، ص 85
.
(161) : رشدي عليان وسعدون الساموك
م،س ، ص 121 كذلك انظر رفيق مجيد عبد الله ، المسيح في الكتب السماوية الثلاثه ،
رسالة ماجستير غير منشوره مقدمه الى مجلس كلية العلوم الاسلاميه ،جامعة بغداد ،
1993 ، ص 63 .
(162) : العقاد ، الله ، م ، س ، ص
172 ، 173 .
(163) : انطوان سعادة ، شهود يهوه
والاسرار ، المطبعة البوليسيه ، لبنان ، 1985 ، ص 49 .
(164) : المصدر نفسه ، ص 49 ، كذلك
رفيق مجيد عبد الله ، م ، س ، ص 67 .
(165) : الشهرستاني ، م،س، ص 222 ,
224 .
(166) : احمد شلبي ، م ، س ، ص 127 .
(167) : يوحنا 1 ، 4 :16 .
(168) : كولوس 1 : 15 ، وكذلك انظر الاب بولص
الياس اليسوعي في كتابه يسوع المسيح ص 76 ، 77 نقلاً عن احمد شلبي ، م ، س ، ص 128 .
(169) : احمد شلبي ، م ، س، ص 128 .
(170) : متي (( 23 : 9 )) .
(172) : مرقص 22 / 29 ـ 30
.
(173) : يوحنا 20 : 17
.
(174) : احمد شلبي ، م ، س ،ص 290 كذلك رفيق مجيد ، م ، س ، ص 63 ،
64 ، (سنأتي على شرح الموضوع مفصلاً ) .
(175) : رفيق مجيد ، م ، س ، ص 63 ، 64 ، 65 .
(176) : احمد شلبي ، م ، س ، ص 129 .
(177) : انطوان سعاده ، م ، س ، ص 49 ، 50 ، 51 .
(178) : البان ويد جيري ، المذاهب الكبرى في
التأريخ من كونفوشيوس الى تونبي ترجمه ذوقان قرقوط ،ط2، دار القلم ، بيروت ، 1979 ، ص 142 .
(179) : يوسف بوست ، قاموس الكتاب المقدس ، ص 16 نقلاً عن احمد
شلبي ، م ، س ،ص 135.
(180)
: احمد شلبي ، م ، س ، ص
135 ـ 136 .
(181):المصدر نفسه، ص 138 .
(182) : وليد عبد الحميد خلف ، م ، س ، ص 203 ،
(183) : متي
11 : 27 .
(184) : انطوان سعاده ، م ، س ، ص
50 ـ 51 .
(185) : احمد السقا ، م ،
س ، ص 59 .
(186) : انطوان سعاده ، م
، س ، ص 65 .
(187) : المصدر نفسه ، ص 66
.
(188) : احمد شلبي ، م ، س ، ص 135 .
(189) : المصدر نفسه ، ص 136 .
(190) : العقاد
، م ، س ، ص 172 ـ 173 .
(192) : سالم الرياشي ، رسالتي ، م ، س ، ص 3 .
(193) : سالم الرياشي ، م
، س ، ص 4 ـ 9 .
(194) : المصدر نفسه ، ص 9 .
(195) : انطوان سعادة، م، س، ص99.
(196) : احمد شلبي ، م،س، ص 148
(197) : احمد شلبي، م ،س ، ص149
(198) : احمد السقا، م، س، ص 51 وانجيل (برنابا):
هو احد الاناجيل الذي استبعدته الكنيسة
لانه لا يقول بألوهية المسيح بل انه رسول الى بني اسرائيل، الفقرات ((91 ، 92 ،
93)) من انجيل برنابا
(199) : انجيل متي 8 : 20
(200) : وليد عبد الحميد , م . س , ص 192
(201) : المصدرنفسه، ص 192
(202) : لوقا 5:15 ،متي 20:10.
(203) : انظر انجيل (لوقا 5:16 ، 6 : 12) .
(204) : انجيل يوحنا: 12: 27 .
(205) : انجيل متي 16 : 22 ـ 23 .
(206) : هو احد حواريي المسيح الاثني عشر، لم
تعدّه الكنيسة كذلك وانما عدوه ضمن الرسل السبعين الذين بشروا بدعوة المسيح (ع) و
في التقليد الكنسي يرنابا قديس كنسي كان يهودي قبرصي ثم اهتدى الى اعتناق المسيحية
وكرس حياته للتبشير. وليد عبد الحميد ، م ، س، ص 194 .
(207) : المصدر نفسه، ص 195 .
(208) : ذهب الكثير من العلماء النصارى الى انكار
الوهية المسيح منهم ارنست رينان والاديب تولستوي ويرى ان بولص لم يفهم تعاليم
المسيح وان الكنيسة زادتها غموض وخفاء والدكتور راشدل الذي اعلن عام 1921 ان
قراءته للكتاب المقدس لم توصله الى الاعتقاد بأن المسيح اله بل انه انسان كامل بكل
ما يحتمل هذا اللفظ من المعاني، رفيق مجيد،
م ، س ، ص 81 .
(209) :
للمزيد حول مؤتمرات الكنيسة انظر، احمد شلبي،
م، س، ص 144، كذلك رفيق مجيد، م، س، ص 67، كذلك انظر وليد عبد الحميد، م،
س، ص 199.
(210) : انطوان سعادة، م، س، ص 50 – 51 .
(211) : المصدر نفسه ، ص 51 .
(212) :
المصدر نفسه ، ص 66 .
(213) :
احمد شلبي، م، س، ص 135 .
(214) : المصدر نفسه ، ص 137 .
(215) :
المصدر نفسه ، ص 152 ..
(216) : المصدر نفسه ، ص 152 ... كذلك وليد عبد
المجيد، م، س، ص265 .
(218) :
العقاد، الله م، س، ص 172 ـ 173
(219) :
حبيب جرجس، الاصول الايمانية في معتقدات الكنيسة القبطية، ص 9 نقلاً عن احمد
السقا، م،س، ص5
(220) : شبكة الانترنت
،موسوعة ويكيبيديا الحره ،البروتستانتيه
(221) : البابا المعظم
الانبا شنوده الثالث ،اللاهوت المقارن ، الجزء الاول ،بيروت ،1982،ص،123
(222) :
احمد شلبي، م،س، 84 .
(223) : شبكة الانتر نت ،موقع البرغوثي ،الفرق
الضاله،النصارى
(224) :
احمد شلبي، م،س، ص 85.
(225) :
المصدر نفسه، ص 134
(226) :
المصدر نفسه 130 ، 131
(227) :
المصدر نفسه ،ص 134
(228) سورة المائدة – اية (37)
(229) :
العقاد، الله، م،س، ص158 .
(230) :
ويد جيري، م،س، ص130 .
(231) :
العقاد، الله، م،س، ص158 ـ 164 .
(232) :
اذا اخذنا بنظر الاعتبار وحدانية المصدر الالهي للكتب السماوية قبل ان يعتريها
التحريف .
(233) :
السقا، م،س، ص82 .
(234) :
فصلت (43) .
(235): العنكبوت (46) .
(236) :
العقاد، الله، م،س، ص 158 ـ 164 .
(237) :
مهنا يوسف حداد، م،س، ص 186 .
(238) :
العقاد، الله م،س، ص 158 ـ 164 .
(239) :
السقا، م،س، ص 85 .
(240) :
الاعراف (143) .
(241) :
الشورى (11) .
(242) :
الانعام (3) .
(243) :
الامام علي بن ابي طالب، نهج البلاغة، شرح الامام الشيخ محمد عبده، دار الكتب
العلمية، بغداد بلا عام ص 98 .
(244) :
العقاد، الله، م،س، ص 158 ـ 164 .
(245) :
ويدجيري، م، س، ص 131
(246) :
محمد عبده ، م، س ، ص 112
(247) :
العقاد، الله، م، س، ص 158 ـ 164
(248) :
احمد السقا، م، س، ص 85
(249) :
الشهرستاني،م ،س ، ص116
(250) :
ابي عثمان الصابوني، عقيدة السلف، نقلاً عن احمد السقا،م ، س، ص88
(251) :
ويدجيري، م، س، ص 130
(252) :
المصدر نفسه، ص 131
(253) :
الفرقان (2 – 4)
(254) :
محمد جلال شرف، الله والعالم والانسان في الفكر الإسلامي، دار المعارف، مصر، 1971،
ص18.
(255) :
المصدر نفسه ، ص 18 – 19 .
(256) :
العقاد ، الله م، س، ص 158 – 164 .
(257) :
السقا، م، س، ص 89 .
(258) :
العقاد: الله م، س، ص 164
(259) :
محمد عبدة م ،س، ص 112، 113
(260) :
المصدر نفسه ،م ،س ، ص 14 – 16
(261) :
عبد الاعلى الموسوي السبزواري، مواهب الرحمن في تفسير القرآن، ط2 ، الجزء الثالث،
مطبعة الديواني ، بغداد ، 1990 ـ ص 235
(262) :سورة
ابراهيم ،الآيه 52 ...
(263) :سورة
الانبياء الآيه 108 ..
(264) :
سورة ص،الآيه 65 .
(265) : سورة النحل، الآيه51 .
(266) :
عبد الاعلى الموسوي السبزواري، مواهب الرحمن في تفسير القرآن ، ط3 ، الجزء الثاني
، مطبعة الديواني، بغداد 1989، ص58 – 59.
المصادر المعتمدة :-
(1) : القرآن الكريم
.
(2) العهد القديم .
(3) ا حمد شلبي ،
مقارنة الاديان ، المسيحية ،ط2 ، القاهرة
،1978 .
(4) أحمد الشنتاوي، الحكماء الثلاثة، المطبعة
العربية،ط1، القاهرة، 1953 .
(5) احمد سوسة ، مفصل العرب واليهود في التأريخ ، ط5
، دار الرشيد ، بغداد ، 1981
(6) الامام علي بن ابي طالب، نهج البلاغة، شرح
الامام الشيخ محمد عبده، دار الكتب العلمية، الجزء الاول، بغداد بلا عام .
(7) انطوان سعادة ، شهود يهوه والاسرار ، المطبعة
البوليسيه ، لبنان .
(8) البان ويد جيري ، المذاهب الكبرى في التأريخ من
كونفوشيوس الى تونبي ترجمه ذوقان قرقوط ،ط2 ، دار القلم ، بيروت ، 1979 .
(9) جرجس، الاصول الايمانية في معتقدات الكنيسة
القبطية، بيروت ،1980 .
(10) جيمس هنري برستيد ، تطور الفكر والدين في مصر
القديمه ، ترجمه زكي سوس ، دار الكرنك للنشر والطبع والتوزيع ، القاهره ، 1961 .
(11)
رشدي عليان وسعدون الساموك ، الاديان ، دراسه
تأريخية مقارنه ، القسم الاول ، مطبعة وزارة التعليم العالي بغداد ، 1976 .
(12)
سالم الرياشي ،رسالتي الى اليهود ،1966 ،بلا
مطبعة ولامكان .
(13)
سامي سعيد ، الإله زووس،ط1
مطبعة الجامعة ، بغداد 1970 .
(14)
سعدون
الساموك ، الاديان دراسه تأريخية مقارنة ، القسم الاول ، الديانات القديمه ، مطبعة وزارة التعليم العالي
،بغداد 1976 .
(15)
شبكة الانترنت ، موقع البرغوثي، الفرق الضالة،
النصارى .
(16)
الشهرستاني ، الملل والنحل ، ج2 ، مطبعة البابي الحلبي ، دمشق ، 1961 .
(17)
الشيخ
محمد أبو زهرة، مقارنات الأديان، دار الفكر العربي، القاهرة .
(18)
طه باقر ، مقدمة في تاريخ الحضارات
القديمة ،
الجزء الاول ، بغداد ، 1955 .
(19)
عباس محمود العقاد ، ابراهيم ابو الانبياء ، دار
الرشاد الحديثه، بيروت .
(20)
عباس محمود العقاد ، الله ، كتاب في نشأة العقيده الالهيه ،ط2 ، دار
المعارف ، القاهره ، 1960.
(21)
عبد
الاعلى الموسوي السبزواري، مواهب الرحمن في تفسير القرآن، الجزء الثالث،ط2 ، مطبعة
الديواني، بغداد ، 1990 .
(22)
عبد
الرحمن بدوي، ربيع الفكر اليوناني، خلاصة الفكر الأوربي، سلسلة الينابيع، الطبعة
الخامسة، وكالة المطبوعات، دار القلم ـ بيروت 1979 .
(23)
عبد الوهاب الميسري، اليد
الخفيه ، دراسه في الحركات اليهوديه ،ط1 ، دار الشروق ، القاهره ، 1998 .
(24)
العهد القديم .
(25)
محمد جابر عبد العال
الحيني ، دراسه اسلاميه في العقائد والاديان ، الهيئه المصريه العامه ، القاهره
، 1971.
(26)
محمد
جلال شرف، الله والعالم والانسان في الفكر الإسلامي، دار المعارف، مصر، 1971 .
(27)
المسيو شارل سنيوبوس ، تأريخ الحضاره ،ترجمه محمد
كردعلي ،مطبعة القاهره ،1908 .
(28)
مهنا
يوسف حداد، الرؤية اليهودية ،دار السلاسل ،الكويت ،1989 .
(29)
يوسف
بوست ، قاموس الكتاب المقدس .
.