الجمعة، 11 أكتوبر 2013

مسمار آخر في نعش العقيدة الداروينية

بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم سنتكلّم عن موضوع مرتبط بشكل وثيق بالحمض النووي النفاية، الذي يشكل دعامة من دعامات التطوريين في اثبات أكذوبتهم "التطور الدارويني". 
موضوعنا اليوم

الـRNA الانتروني الحلقي يقف بوجه عقيدة الحمض النووي النفاية








مؤخراً، تم اكتشاف فئة جديدة كلياً من الـRNA الحلقي، وهذا يضيف طبقة أخرى من التعقيد المذهل لعلم الجينات البشرية. هذا الـRNA الحلقي يكوّن مناطق الانترونات داخل الجين، حيث كان يُظَن أنه ليس إلا حمض نووي نفاية Junk DNA. 



يتم نسخ الجينات وترجمتها في النباتات والحيوانات إلى "جزيئات الـRNA الرسول (mRNA)" والتي يتم معالجتها لاحقاً لحذف المناطق والاجزاء التي لا تنتهي في ترجمة الـRNA الناضج، أي أن الأجزاء التي فيها مشاكل – بما معناه – يتم حذفها. وحتى نفهم أكثر، يجب أن نعرف ما هو الانترون وما هو الاكسون، فالاكسونات Exons هي مناطق الجينات المتبقية في الشفرة النهائية للـRNA المرتبطة بالشفرة الجينية، والانترونات Introns هي المناطق التي يتم قطعها واخراجها ولحامها من الشفرة الجينية. عندما اكتشف العلماء لأول مرة عدداً كبيراً من تلك المناطق الملحومة من أجزاء الانترونات، تعثروا بعائق لأنهم اعتقدوا مسبقاً أن تلك المناطق لا تخدم أي وظيفة، وأنها يجب أن يتم تحليلها (أي التخلص منها) بواسطة الآليات داخل الخلية.



في الـRNA الانتروني الحلقي المكتشف حديثاً (وهي تعرف الآن بـciRNA)، فإن الانترونات يتم قطعهن من الشفرة الجينية الأولية إلى جزيئات RNA أصغر حتى تتشكل الحلقات، هذه الحلقات تقوم بتحسين عملية ترجمة الحمض النووي. وهذا تم اثباته عندما تمكن الباحثون من "قلقلة" عمل الـ ciRNA في الخلية عن طريق منع عمله ومراقبة تأثير ما قاموا به على التعبير الجيني. واكتشف العلماء أيضاً أن الـ ciRNA قام بتعزيز فعالية الجين، حيث يقوم ciRNA بالمشاركة في آلية ترجمة الجينات التي تقوم بنسخ الحمض النووي DNA إلى الحمض النووي RNA. وما يثير الاهتمام حقيقةً، هو أن هذا الـ ciRNA له تعبير محدد حسب نوع الخلية، مما يظهر بشكل واضح أنهنّ يتم التحكم بهن بشكل خاص، وفاعلات بشكل كبير.

وعلى النقيض من الـ RNA الحلقي المكتشف سابقاً والذي يتكون من اكسونات ملتحمة، ويعمل بشكل رئيسي كـ micro RNA متطفل في سيتوبلازم الخلية، فإن الـ ciRNA يعمل كمحسِّن للترجمة في النواة. في الحقيقة فإن الـ ciRNa يتمركز بشكل رئيسي في النواة، والتي تحتوي الحمض النووي الجيني، حيث تتم هناك عملية تحسين التعبير الجيني.

وفي الحقيقة، فقد اكتشف الباحثون تنوعاً واسعاً من جزيئات الـ RNA التي تقوم بدور تنظيمي، والمشفرة في انترونات الجين، وتتضمن snoRNA و miRNA و أنواع أخرى متعددة من lncRNA. وحالياً يستطيع العلماء إضافة الـ ciRNA إلى القائمة المتنامية من الـDNA الفعّال والموجود بالانترونات، الذي يقوم بخلق صورة للتعقيد في الخلية والذي سيزيد مع الزمن. بكل وضوح، فمناطق الانترون والتي توجد داخل الجينات وتغطي حوالي عشرين بالمائة من مجموع الجينوم البشري لها وظائف هامة وفعّالة مثلها مثل المناطق المشفرة للبروتينات (الاكسونات) والتي تغطي أقل من خمسة بالمائة من كل الجينوم.



هذه الاكتشافات الحديثة للـ RNA الحلقي – والمتضمن داخل المناطق غير المشفرة للجينات – تستمر بكشف التعقيد المدهش للشفرة الجينية والتي توجد على شكل طبقات متراكبة من المعلومات. في الواقع فإن هذه المعطيات تظهر أن جينات الفرد تحتوي على مستويات متعددة من المعلومات الجينية عالية الوظيفة – وهذه حقيقة لا يستطيع التطوّر برهنتها.


المصادر: