بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
أكثر ما يثير رعب التطوريين هو التعقيد الموجود في الكائنات الحية، ولهذا تجدهم يتوسلون بالصدفة والانتخاب الطبيعي والطفرات لتفسيره.
ولكن عندما دخلت ثورة علم الوراثة والجينات حيّز النقاش، ظنّ التطوريون أنهم سينتصرون، ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد تبين خطأ الكثير من ادعاءاتهم ابتداءً من الحمض النووي النفاية، وانتهاءً بضرورة التشابه الجيني مع التشريحي التي جعلت الحصان أقرب للخفاش جينياً منه للبقرة.
واليوم أنقل لكم نتاج آخر البحوث في الجينات، حيث تبين أن الجين يحمل شفرة مفتاحية كانت تُعتَبر تكراراً وحشواً حسب العقيدة التطورية، ليتبين أنها عبارة عن شفرة ثنائية شديدة التعقيد تعكس التصميم بكل قوة!
قراءة شيّقة
إن الاكتشافات في سلسلة الحمض النووي DNA والتي تحتوي لغات مختلفة،
كل واحدة بأغراض متعددة، تتحدى النبوءات التطورية كليّاً. ما تم اعتباره مرّة شفرة
ثانوية، يتم اثباته كمفتاح في إنتاج البروتينات.1
إن البروتينات مصنوعة من خيوط من الأحماض الأمينية المترجَمَة في مناطق
تشفير البروتين في الجينات. بيّن اكتشاف سابق أن نفس سلسلة المتتالية الثلاثية في
الحمض النووي الذي يشفر للأحماض الأمينية (يدعى كودون)، يمكنه أيضاً أن يخبر
بروتيناً مختصاً الذي يشغّل جينات (يدعى معامل الترجمة) أين يرتبط مع الحمض النووي
في الجينوم.2 وعلى كل حال، فإن اكتشافاً جديدٌ ينسب وظائف أكثر إلى
سلاسل الكودونات ويقلب الطاولة على خرافة مُتمَسّك بها على نطاق واسع حول الجينوم
وكيف يعمل.
لقراءة وجهة النظر التطورية اتبعوا الرابط: http://en.wikipedia.org/wiki/Codon_degeneracy
تبدو الكودونات كأنها تملك تكراراً.
فإن أول قاعدتان في هيكل الكودون متطباقتين، ولكن القاعدة الثالثة يمكن أن تتغير. على
سبيل المثال فإن الكودونات GGU, GGC, GGA, GGG تقوم بالتشفير جميعاً لنفس
الحمض الأميني الذي يدعى الغلايسين glycine. عندما اكتشف
العلماء أول مرة هذه الظاهرة، أطلقوا على هذا التغير في القاعدة الثالثة
"التأرجح" ثم، عن جهل، ببساطة لم يسبتعدوا أن التغير ليس مجرد تكرار أو حشو. بكلمات
أخرى، افترضوا أن كل تغيرات الكودونات المختلفة لحمض أميني ما، متساوية بالوظيفة.
عندما يتم استخدام نسخة من الحمض
النووي الريبوزي الرسول mRNA
لصنع بروتين في موقع المصنع الخلوي الذي يدعى رايبوسوم، فإن انقطاعات أو توقفات دورية تحدث
أثناء انتاج البروتين وتحويله لشكل قمعي في هيكل شبيه بالنفق. إن التتابع المحدد
ومعدل الانقطاعات حاسمان لعملية طي البروتين إلى الشكل الثلاثي الأبعاد والذي يحدث
أثناء عملية البناء في الريبوسوم. العديد من أنواع الآليات الخلوية المختلفة تساعد
في عملية الطي هذه، متضمناً نفق الريبوسوم نفسه 4. ولأن عمليتي الترجمة (صنع البروتين من نسخة RNA) وطي البروتين مرتبطتان معاً، والعمليتان تدعيان الترجمة
المشتركة.
أظهر
الباحثون في هذه الدراسة الجديدة أن التغير في القاعدة الثالثة في الكودونات ليست
تكراراً أو حشواً أبداً، ولكنها نوع خاص من اللغة الخلوية التي يتم ترجمتها بواسطة
الريبوسوم لتخبره أين يقف وكيف يقوم بتنظيم معدل صناعة البروتين. وبالنهاية يملك
هذا تأثيراً على طين البروتين إلى شكله ثلاثي الأبعاد المناسب.
ولا يقوم الكودون فقط بتزويد
المعلومات الخاصة بأي حمض أميني محدد يجب إضافته في صناعة البروتين، ولكن التغير
في ذلك الكودون يؤثر على المعلومات المطلوبة لتنظيم طي البروتين. ولهذا، فأنت
تمتلك مجموعتين مختلفتين من المعلومات مشفرة بلغتين مختلفتين في نفس المقطع من
الحمض النووي! يصرّح الباحثون: "الترجمات الثنائية تُمَكّن تجميع هيكل البروتين
الرئيسي بينما تسمح بتحكم إضافي بالطي عبر إيقاف عملية الترجمة." –أي إن التشفير الثنائي الموجود في الحمض النووي يقوم بتقسيم مرحلة صناعة
البروتين عموماً إلى قسمين متتابعين: قسم التصنيع، وقسم الطي، وهكذا دواليك، فوجود
القاعدة الثالثة المخالفة هي المسؤولة عن عملية الطي عن طريق إيقاف التصنيع في
الريبوسوم. - بل وقد وجد أن هذا الأمر يقلل من حدوث الطفرات الضارة في الأحماض الأمينية.
ما ظُنّ أنه فقط عبارة عن تكرار لا
معنى له او حشو لا طائل منه، تم إثبات نقيضه كليّاً. في الواقع، يقول الباحثون:
"إن فعالية التكرار الكودوني تنفي صفة "التلف" غير الحكيمة."
وقد تعجب مؤلفو البحث أيضاً بسبب هكذا
ابداع وقاموا بشكل غير متعمد بوصف نتائجهم في سياق التصميم الذكي المعقد. فقد
قالوا أن "التكرار في الشفرة الجينية الرئيسية تسمح بشفرات مستقلة إضافية.
وبالترابط مع المترجمات الملائمة والمعالجات الخوارزمية، فإن معاني ووظائف متعددة
الأبعاد يمكن تمثيلها في نفس خيط الكودون." هذا النوع من الرطانة يصف بشكل
أساسي آلة مفسرة شبيهة بالحاسوب عالية التعقيد – شيء تم تصميمه وهندسته بواسطة عقل
ذكي خارق – وبالتأكيد ليس نتيجة للعمليات العشوائية.
بكل وضوح فالكثير من الغوامض الأخرى
في الجينوم يتم بالكاد اعتبارها نتيجة للتطور العشوائي، سيتم كشفها على انها علامات
قاطعة للهندسة الإلهية. النتائج المذهلة لثورة الجينوم ستقوم بهزم الداروينية
الحديثة على كل الجبهات، وتدعم بشكل نهائي النموذج الخلقي.
References
1.
D’Onofrio, D. J. and D. L.
Abel. 2014. Redundancy of the genetic code enables translational pausing. Frontiers
in Genetics. 5 (140): doi: 10.3389/fgene.2014.00140.
2.
Neph, S. et al. 2012. An
expansive human regulatory lexicon encoded in transcription factor footprints. Nature.
489 (7414): 83-90.
3.
Sanna, C. R., W. H. Li, and L.
Zhang. 2008. Overlapping genes in the human and mouse genomes. BMC Genomics. 9: 169.