بسم الله الرحمن الرحيم
مرة أخرى، التصميم الذكي يظهر في
الكائنات الحية، ومرة أخرى يتم اختلاق سيناريو تطوري كامل من أجل تبرير شيء لا
يمكن أن يتم تبريره وفق الأسس العلمية التي نملكها حالياً. كل هذا يشي بسقوط أسس
نظرية التطور الدارويني وتحولها إلى إيمان أعمى. فكما قلنا سابقاً، التطور هو
الوسيلة الوحيدة لتصور طريقة خلق المخلوقات بلا حاجة لخالق. فالتطوريون اخترعوا
مصطلحات تطورية فقط لتبرير وجود أنماط متشابهة بين كائنات لا توجد بينها أي قرابة
تطورية! قراءة شيّقة.
اليوم سنتكلم عن التنوع في المحركات
الجزيئية، ولكن قبل أن نخوض في المحركات الجزيئية لنقم بإعطاء مقدمة بسيطة عنها
وكالعادة نستفيد من ويكيبيديا، وننقل عنها:
Molecular motors are
biological molecular machines that
are the essential agents of movement in living organisms. In general terms, a motor may
be defined as a device that consumes energy in one form and converts it into
motion or mechanical work; for example, many protein-based molecular motors harness the chemical energy
released by the hydrolysis of ATP in
order to perform mechanical work.[1] In
terms of energetic efficiency, this type of motor can be superior to currently
available man-made motors. One important difference between molecular motors
and macroscopic motors is that molecular motors operate in the thermal bath, an environment in which the fluctuations due
to thermal
noise are significant.
الترجمة: المحركات البيولوجية هن آلات
بيولوجية جزيئية وعامل ضروري في الحركة داخل الكائنات الحية. بالاصطلاح العام،
فالمحرك يمكن تعريفه على أنه جهاز يستهلك الطاقة بشكل ويحولها إلى حركة أو شغل
ميكانيكي، وعلى سبيل المثال فإن العديد من المحركات البيولوجية المبنية على
البروتين تقوم بحصد الطاقة الكيميائية المتحررة من عملية تحلل الـ ATP في الماء حتى تؤدي الشغل
الميكانيكي. وفي اصطلاح "كفاءة الطاقة" فإن هذا النوع من المحركات يمكن
أن يتفوق على المحركات التي صنعها البشر والموجودة حالياً. هناك فرق مهم واحد بين
المحركات الجزيئية والمحركات الكبيرة (الماكرسكوبية) وهو أن المحركات الجزيئية
تقوم تعمل في "الحمام الحراري"، وهو عبارة عن بيئة تكون فيها الاهتزازات
نتيجة للضجيج الحراري ذات تأثير.
بلغة أبسط:
فإن هذا المحرك يعمل ببساطة على حرارة الجسد أو الوسط الذي هو فيه، وهو ما يقوم
العلماء بتطويره حالياً.
يؤمن العلماء بأن دراسة الجينات التي
تقوم بتشفير البروتينات الخاصة بالمحركات الجزيئية سيساعد في حل غموض التطور. ولكن
فإن نتائج الدراسة التي تم نشرها في مجلة Genome
Biology and Evolution
قامت ببساطة بخدمة جليلة لمن يؤمن بالخلق، فهي وفرت دعماً معرفياً لنا نحن
المؤمنين – بمعنى آخر فإن هناك تنوعات فريدة من التعقيدات الخلوية والابتكارات
تتواجد في كل مستويات الحياة (1).
المحركات الخلوية عبارة عن خاصية مهمة
للخلايا حقيقية النواة eukaryotic
cells والتي يتم تكوينها
بواسطة عدة أنواع من البروتينات (أي المحركات الجزيئية). وتعرف إحدى المجموعات من
المحركات الجزيئية بـالميوزينات myosins، وقد تم حالياً دراسة هذا النوع من المحركات في "كل
شيء" من الكائن حقيقي النواة أحادي الخلية، إلى الإنسان. الهدف من هذه
الدراسة والكثير من الدراسات هو وصف "الأصل المشترك الأخير لحقيقيات النوى Last
Eukaryotic Common Ancestor (LECA) "
الوهمي والبعيد المنال (2).
هذا الأصل المشترك الخرافي يمثل
المرحلة الأخيرة في الانتقال بين البكتريا العتيقة حقيقة النوى (أبسط وأصغر مخلوق)
والوحيدة الخلية حقيقية النواة (خلية بنواة ومكونات الخلية الأخرى). والمشكلة
الكبرى في هذه الفكرة هي أن لا وجود هكذا كائن فقط، بل وأن حقيقيات النوى ايضاً
تحتوي على تشابهات خلوية مع كل من البكتريا وبدائيات النوى العتيقة الموجودة في
نطاق كامل منفصل من الحياة الخلوية. وهناك مشكلة كبرى أخرى، وهي أن الكثير من
الخصائص الجزيئية والخلوية فريدة ضمن حقيقيات النوى لا توجد في بدائيات النوى. بسبب
هذه الفسيفساء من الخواص الخلوية، فإن تطوير أي "قصة تطورية" لأصل
حقيقيات النوى محفوف بالعديد من الصعوبات.
وقد أمل الباحثون مطولاً بحل المعضلة
بواسطة بروتينات الميوزين والتي يتم اشتقاقها من سلسلة الحمض النووي لكائنات
حقيقية النواة أحادية الخلية مثل بروتوزا السوطية (أي بروتوزا تمتلك ذيلاً
سوطياً)، والبروتوزا الأميبية، والطحالب. وبدلاً من إيجاد نمط لتطور جين محرك
الميوزين، أي التطور من الأبسط للأعقد، مع تقدم الحياة، وجدوا أن أعلى عدد من
الأنواع المختلفة لجينات الميوزين كان موجوداً في حقيقيات النوى أحادية الخلية.
وقد صرّح الباحثون قائلين: "عدد
جينات الميوزين يتغير بشكل واضح بين السلالات (أي أنواع حقيقيات النوى)" و
"جينوم البعديات الصحيحة، وكذلك بعض المتموريات والسوطيات المتغايرة، يمتلكن
أعلى عدد من الميوزينات بين كل حقيقيات النوى. بالأخص، طحالب الهابتوفيتيس Emiliania
huxleyihas
لديها أعلى عدد من جينات الميوزين، 53 جين، ثم ichthyosporean Pirum
gemmate،
43 جين، ثم filasterean M. vibrans
بواقع 39 جين، وأخيرا الانسان العاقل، 38 جينا" (1).
النتيجة النهائية
لكل هذا الجهد كانت معاكسة لنشوء أي شكل ممكن للشجرة التطورية في نهاية المطاف.
وقد صرح الباحثون قائلين: "نحن لا نهدف إلى استنتاج شجرة الحياة لحقيقيات
النواة من المحتوى الجينوي للميوزين"(1). وحقيقةً سبب هذا الفشل (برأيي) هو
أن البيانات لم تكن كافية لعمل هذا. وبدلاً من ذلك فهم قالوا ملاحظة: "نحن
قدمنا تصنيفاً تكاملياً وقوياً ومفيداً للدراسة الوظيفية للجينوم في هذه العائلة الجينية
الضرورية لحقيقيات النواة"(1).
اذن، كيف قام مؤلفو البحث بشرح هذا
التعقيد المذهل الموجود في طيف الحياة في محتوى جين الميوزين، والذي لا يوجد له
نمط تطوري واضح؟ قاموا بتفسيره ببساطة عن طريق:
أولاً: التقارب: وهو الظهور المفاجئ
والمتزامن لجين بدون أي أنماط تطورية في التصنيفات المختلفة.
ثانياً: التوسعات المحددة في النسب أو
السلالة: جينات ميوزين متكاملة مختلفة وجدت في مخلوقات مختلفة.
ثالثاً: فقدان الجينات: جينات مفقودة
يظن التطوريون أنها كانت يجب أن تكون موجودة هناك.
ولا فكرة من تلك الأفكار المطروحة
يقوم حقيقةَ بشرح سبب غياب أي نمط تطوري واضح من الأبسط للعقد في محتوى جين
الميوزين خلال طيف الحياة. وبالأخص، فكرة التطور التقاربي والتوسعات المحددة في
النسب أو السلالة، واللاتي لسن أكثر من مصطلحات "خيالية" لشرح حقيقة
واضحة أن تلك الأنواع من جينات الميوزين ظهرت فجأة في كائنات لا يوجد علاقة بينها
بنفس الوقت.
من الواضح أن النموذج الوحيد القادر
على التنبؤ بهذه التعقيدات الجزيئية والخلوية والمبتكر خلال كل أنواع الحياة هو
النموذج المرتبط بالخلق الخاص. فكل نوع مخلوق فريد جينياً ولديه جيناته الخاصة
والمعقدة التي يحتاجها كي يملأ مكانه في الحياة.
References
1. Sebé-Pedrós, A. et al. 2014. Evolution and classification of
myosins, a paneukaryotic whole genome approach. Genome Biology and
Evolution. 6 (2): 290-305.
2. Koumandou, V. L. et al. 2013. Molecular paleontology and
complexity in the last eukaryotic common ancestor. Critical Reviews in
Biochemistry and Molecular Biology. 48 (4): 373-396.