الأربعاء، 30 أبريل 2014

أدوات المعرفة واصدار الأحكام

بسم الله الرحمن الرحيم

"قل الحق ولو على نفسك"
"إنصف خصمك"
"احترم خصمك"
"انظر بعين خصمك"
هذا ما يجب أن يفعله من يناقش الملحدين

هذه المقالة لا تقدم درساً لأحد ولا تعلّم أحد أي شيء، ولكنها تضيف فهماً أعمق لإشكاليات الإلحاد مع الإيمان مع وقوف على مفاهيم تطرقنا لها سابقاً


قراءة شيّقة




دائماً ما نسمع الملحد يتكلم حول قضية الدليل، ونسمع المؤمن يتكلم حول قضية الدليل أيضاً، فالصراع بينهما يدور حول "الدليل" كما هو ظاهر، ولكني سأضيف نقطة أخرى معروفة سلفاً: المنهجية في الاستدلال. ولا أظلم الملحد عموماً إن قلت أن مفهومه للدليل فيه اشكال وابتذال، ولا أتعدى على المؤمن إن قلت أن الدليل لديه حجة عليه فقط لا على الملحد. وبالتالي فالمشكلة التي بين يدينا هي مشكلة مركبة معقدة، تخضع للمنظور الشخصي وفهم كلمة "دليل". 

لقد انتقدت في مقالة سابقة قضية الدليل التجريبي، وأوضحت محدوديتها، ولكن ومع هذا ومع سقوط الامبريقية الساذجة التي ينادي بها الملحد، إلا إنه مستمر على اصراره أن الدليل محصور بالدليل التجريبي. بينما المؤمن عموماً تقوم أدلته على تسخير بعض الأدوات العقلية في سبيل اثبات زعمه منطقياً. ولكن ماذا لو قلت أن العلم والمنطق لا يخدمان الملحد والمؤمن بنفس الوقت؟ ماذا لو قلت أن حتى اللاأدري لا شعورياً يخضع لأدوات المنطق ولا يستطيع الخروج منها؟ ماذا لو قلت أن خلافنا حول الإيمان والإلحاد هو خلاف حول "نوعية الإيمان" اكثر مما هو خلاف حول الله نفسه؟ ماذا لو قلت أن كلاً من الملحد والمؤمن يمتلكان نفس الأدوات، ولكن كل واحد منهما يستخدم عدداً مختلفاً من الأدوات؟ 



لندع الاتهامات والتراشقات جانباً، ولنبدأ بطرح الفكرة حسب فهمي لها. قبل أن نخوض في مفهومي للمشكلة، لابد أن نؤسس لقضية مهمة: الميتافيزيقا، ولا أكون مخطئاً إن قلت أن نفي الميتافيزيقا هو ميتافيزيقا أيضاً! لأن الميتافيزيقا وإن كان يُقصد بها ما وراء الطبيعة، إلا أنها اصطلاحاً عبارة عن منهج عقلي بحت. عندما نتحدث في الرياضيات، التطبيقية أم البحتة منها، فإننا نتكلم بالميتافيزيقا. عندما نتكلم حول الانتخاب الطبيعي في نظرية التطوّر، فإننا نتكلم بالميتافيزيقا. عندما نقول أن المنهج الغيبي مرفوض عقلاً، فإن العقل نفى العقل! وهذا ميتافيزيقا بالضرورة! عندما نقصر مصادر المعرفة على التجربة، فهذا أيضاً ميتافيزيقا والسبب؟ ببساطة اطلاق حكم عقلي مطلق. عندما تقول أن المصدر الوحيد للمعرفة هو التجربة، فأنت أطلقت ببساطة حكماً عقلياً أن وصولك لهذه المعرفة كان نتيجة للتجربة، متناسياً تعريف التجربة، هل هي الخبرة؟ أم تصميم التجربة العلمية؟ أم تطبيق المنهج الاحصائي الاحتمالي في استنتاج أهم العوامل المؤثرة في التجربة؟ أم تحليل النتائج في التجربة! مثال: قمت بحرق خشبة، فشعرت بالحرارة. الخبرة الوحيدة المستفادة هي: حرق الخشب يعطي حرارة، ولكن عندما نخوض في تحليل قضايا معينة من مثل حساب كمية الطاقة، هنا دخلنا في العقل، فأنت لم تشاهد "الجول" يوماً ما يتمشى برفقة "الأعداد" كي تقول أن هذه الأمور تجريبية! هذا منطق سقيم. ولا نحتاج للكلام حول المؤمن، لأن المؤمن ميتافيزيقي ويعترف بالمنهج العقلي على عكس الملحد. 



نكمل في قضية أدوات المعرفة، فلو سألت ملحداً ما حول أداة المعرفة التي لدينا سيقول لك: الحواس! ولكني أعترض وأقول، أن الحواس ليست أداة المعرفة الوحيد، وصحيح أن من فقد حاسة فقد علماً، ولكنه لم يفقد القدرة على تطوير مفاهيم معقدة! المعرفة هنا لا أقصد بها مثلاً الألوان والطبيعة، بل أقصد بها تطوير مفاهيم معرفية تجريدية. من موسوعة ويكيبيديا، أنقل لكم قائمة ببعض العلماء العميان:


Mathematicians and scientists[edit]

  • Jacob Bolotin (January 3, 1888 - April 1, 1924), the world's first totally blind physician fully licensed to practice medicine.
  • Gustaf Dalén - Swedish inventor and Nobel Prize winner, who continued to make inventions and lead his company despite being blinded in an accident.
  • Leonhard Euler - Swiss mathematician and physicist who went almost totally blind at fifty-nine, but his productivity on mathematics did not decrease throughout his life.
  • Bernard Morin - topologist from France.[69]
  • Abraham Nemeth - Developed Nemeth Braille for blind students in science and math.[70]
  • Joseph Plateau - Physicist who went blind at forty-two when he gazed too long at the sun. After his blindness his scientific work diminished, but did not entirely end.[71]
  • Lev Pontryagin - Soviet mathematician who went blind at fourteen. He continued mathematical study with the help of his mother Tatyana Andreevna, and made major discoveries in a number of fields of mathematics.
  • Nicholas Saunderson - English mathematician who went blind at the age of twelve months, held in high esteem by Isaac Newton.[72]



طبعاً لو احتج احدهم بأنهم قلة ولا يمثلون العموم، فهذا احتجاج ساقط، لأن كلامه سيكون باختصار مبني على التعميم لا على العلم. اذن من أعلاه فإننا لا نستطيع جعل فقد حاسة مهمة مثل البصر، عقبة في تطوير معرفة مجرّدة. هذا أمر مهم جداً. وبالتأكيد فإن أغلب العميان الذين درسوا في مدارس خاصة يعلمون نصيباً من الرياضيات، والرياضيات مفاهيم مجردة. ومن أعلاه نستفيد قضية مهمة جداً: الحواس ليست عاملاً حاسماً في تطوير المعرفة، فهي ضرورية ولكن ليست كافية! 

اذن، بعد اثباتنا عدم ضرورية الحواس لتكوين معرفة تجريدية، سننتقل للمفاهيم العقلية. المفاهيم العقلية المشهورة تنحصر في مفهومين كبيرين: عدم التناقض، والسببية. لن نسهب في الشرح، ولكن عدم التناقض، وهو قائم على "الهوية" بمعنى أن الشيء "البسيط" - بسيط، هي اضافة من عندي- لا يمكن أن يكون إلا هو، لا غيره. والسببية غنية عن التعريف، وللتوضيح، السببية لا تعني الحتمية، فهناك سببية احتمالية أيضاً، وطبعاً نحن معاشر الميتافيزيقيين، نؤمن بأن السببية ومبدأ عدم التناقض هنّ قوانين عقلية أولية، بمعنى أن جميع الأطر العلمية تدور حول هذين القانونين. وكمثال بسيط: ابريق الشاي، فأنت تسخن الماء لتشرب الشاي، وبنفس الوقت الشاي يكون هو الشاي لا غيره! فلا تتوقع من عملية التسخين أن تعطي ثلجاً هنا. ولا الشاي أن يتحول لقهوة!




اذن فمن ينكر هذه القوانين العقلية سيدخل في ما نعرفه بالسفسطة، وهذا حال مراهقي الملحدين اليوم! ولكن لنفرض أن الملحد كان مطلعاً على فلسفتي هيوم وراسل، وفهمهما جيداً وأقام على ذلك إلحاده، لنفرض هذا ولنسير معه. سنرى معاً أن النقاش بهذا الأسلوب لن يعطي أي أجوبة أبداً، بل سيكون فقط "إفحاماً" فكرياً. بمعنى أنا لن أجيبك على أي شيء وبنفس الوقت، كل أجوبتك قائمة على أسس فيها إشكال. هذا ما سأبحثه اليوم وسأوضحه. 

إن إنكار السببية يعني باختصار إنكار أي مبدأ علمي بسيط أو معقد، وإنكار أثر الخبرة السابقة على تشكيل فهمنا للعالم. بالتالي فإن إنكار قانون عقلي استنبطناه من الواقع (طبعاً لا يوجد دليل مادي على السببية ولا تجربة تؤكدها، بل قدرتنا العقلية التجريدية استنتجته)، يؤدي لشطب العلم، فلا يعود العلم سوى عبارة عن "مصادفة"، إن مجرد قولنا بالأطباع بمعنى أن الطبيعة جرت عادتها أن تسير هكذا فهذا اقرار بالسببية لكن دون أن نلزم أنفسنا بالحتمية. أي بمعنى أن السببية ستكون عبارة عن اجتماع وافتراق لظروف معينة، وليست وليدة الصدفة! إسقاط السببية سيؤدي إلى عدم وجود امتناع عقلي عن أنك لو أمسكت الثلج فلن يذوب، ولكن مزيداً من الثلج سيتكون، وستشعر يدك بالسخونة! هذا الأمر لا يحدث في المستوى الكبير من العالم، بمعنى ليس حدثاً ممكناً في مقياسنا العادي. ولكن عندما يتغير العالم، فننزل لمستوى مادون الذري، فبالتأكيد خبرتنا اليومية لن تعود ذات أثر، وبالتالي فإن هناك مفاهيم سببية أخرى ستقودنا لفهم سبب تغير القوانين الفيزيائية التي اعتدنا عليها. 

وبالنسبة لعدم التناقض، فإن من ينكره باختصار سيصل إلى 

1=2

لا أكثر ولا أقل. ثم أن من ينكر عدم التناقض يجب أن يقوم بإسقاط العلم وحجيته، بل حتى فهمه للتجربة، وبل حتى قياساته للتجربة، فلا يعود أي مجال للاعتداد بها. وطبعاً يجب أن نميز بين نسبة الخطأ والمحدودية من جهة، وبين الأمر خطأ أو صواب. أنت لا تستخدم عداد سرعة لقياس مثلاً درجة حرارة. 

هذا ما أردت قوله باختصار حول المبادئ العقلية. 



اذن ما هي مشكلة الملحد؟ إن قال الملحد أن تلك المفاهيم العقلية استقرائية من الواقع وبالتالي فهي ليست اصلاً بمبادئ، كما قال هيوم، فنقاشنا منتهي معه بكلمة واحدة: هات مليار بيضة، والقِ بهن من فوق بناية ارتفاعها 10 متر على أرض صلبة، ولنرى متى لن تنكسر بيضة بل متى سترتد عليك بيضة وتعود لمكانها بكل هدوء. هذا السفسطائي لا يعلم أي شيء عن الانتروبي أصلاً للعلم، ولا القانون الثاني لديناميكا الحرارة. 

ولكن إن اتفق معنا حول ضرورية تلك المبادئ الميتافيزيقية فالنقاش سيكون معه حول إن كانت قوانين الفيزياء تعطي معرفة يقينية أم احتمالية؟ وهل هي قابلة للتغير أم ثابتة؟ هل هي مثل القوانين العقلية الأساسية أم لا؟ اذن سيكون هناك نقاش فكري أوسع حول صلاحية العلم ككل لإعطاء إجابة يقينية. وقد بينت في مقال سابق أن العلم لا يُثبت إلا وجود الخارج، ولكنه يكشف عن طبيعة الأشياء بصورة أفضل. 

على إني إن ناقشت ملحداً فإني سأوافقه على ما قال ديفيد هيوم، لأني أجد كلامه بصراحة ملزم للتجريبين ودعاة التجريب، فأصل به للتناقض الذاتي. الملحد باختصار يهدم نفسه بنفسه، وأنا أساعده في هذا. احترام المنهج واجب. 




ننتقل للنقطة المحورية: الأدوات المستخدمة في المعرفة والوصول إلى النقاط الفكرية المشتركة السابقة لإصدار الأحكام النهائية. لو حاولنا خوض النقاش فلسفياً بطريقة معمقة، فلن ينتهي، ولكن لو حصرنا النقاش في قضية الله ووجوده وصفاته، سيضيق النطاق نوعاً ما. 

توضيح لنقطة مهمة: أنا أعتبر الاستدلال العقلي المستقل لا يفيد إلى أي نوع من اليقين، باعتبار أن العقل سيستخدم تلك الأوليات البديهية، من مثل السببية وعدم التناقض، فإن تم التشكيك بتلك البديهيات سقط العقل ولم يعد قادراً على اثبات أي شيء بأي طريقة كانت. اذن من يريد التشكيك بالمبادئ الأولية، كما أوضحنا، غايته الإفحام، فنترك النقاش له لأنه باختصار سيكون حديث الطرشان. وأيضاً أعتبر الدليل الإيماني القلبي وحده غير كافياً، فالتجربة الروحية بالاتصال بالملكوت الأعلى والانكشاف على حقائق كثيرة لا تنحصر لدى المسلمين فقط، بل هناك بوذيين وهندوس يصلون لمثل هذا الأمر باليوجا مثلاً وبالتأملات حسبما سمعت. وبالتالي فالتجربة الروحية هي ملزمة لصاحبها لا لنا ولا يمكن تكرارها، بمعنى إن قال لك أحدٌ ما دليلي على وجود الله هو تجربتي الشخصية، فهذا إيمانه لا يختلف عن إيمان مسيحي أو يهودي أو هندوسي أو مستشفع بولي أو إمام، فهم يدعون تلك الصور المرسومة في أذهانهم عن الله وتجلياته، وفي الحقيقة فإن الصلاة والدعاء تصل لله وهو الذي يستجيب بكل تأكيد (لأننا لا نرفض تجربتهم الروحية، ولكن نرفض تصوير الاستجابة كدليل على صحة المعتقد). 

اذن الوصول إلى المفاهيم الدينية دون الإخبار الغيبي مباشرة برأيي أمر غير ممكن، لأن العقل لو تُرِك على هواه، سنرى الوثنية وعبادة الظواهر والبشر، ولهذا فإن المعرفة الدينية المختصة بالله والتوحيد يجب أن يكون لها مصدر علوي. اذن ما السبيل إلى تكوين معرفة يقينية؟ الجواب بسيط وهو كالآتي:

بدون البحث عن مصدر قدرة الإنسان المنطقية، أكانت بالخلق أم بالتطور، نبدأ بطرح المفاهيم الدينية على المقاييس العقلية ووزنها، فسنجد أن الدين لا يخالف الإمكان العقلي بل في بعض المرات يوضح للعقل ما غاب عنه ويلغي الاحتمالات. ثم ندخل العامل الآخر: ميل الإنسان للغيب. طبعاً ميل الإنسان للغيب موجود حتى لدى أشد الماديين واللاأدريين! المادي يؤمن بمادة أزلية أو كون أزلي، اللاأدري يؤمن بتجربة ستكشف له عن كل شيء وغياب كامل للقوانين ربما، هذه أمور كلها غير خاضعة للقياس والبرهنة وليست سوى تخمينات وترجيحات تخضع للغيب. ولو نظرنا لحال الملحدين عندما يقولون نحن أتينا من فراغ كوانتي ذاتي الوجود أو من كون كبير ذاتي الوجوب، أليس هذا هو "واجب الوجود"؟ أليس هذا نفسه يخضع لبرهان السببية؟ أليس هذا يقطع السلسلة إلى "واجب وجود بالذات"؟ ومن هنا لا يحق لنا أن نسأل عن سبب تلك الفقاعة أو عن سبب ذلك الكون، أليس هذا نفس كلام المؤمنين؟ ثم لو انتقلنا للاأدري، فهذا السفسطائي لا يقدم أي أجوبة، بل اعتراضات فقط، والاعتراضات لا تسقط النظرية بل تقويها، وهو مطالب بأن يقدم بديلاً واضحاً بلا أي مشاكل يمكن أن ترتد عليه فيقول هذا ما أملك! وإلا فالصمت أبلغ والاعتراضات نأخذها بعين الاعتبار.

نعود للإيمان الغيبي، فالإيمان الغيبي أيضاً من أسباب البحث عن إجابات منطقية وسنجد أن الأديان قدمت هذا الجانب بإسهاب وعمق شديد. اذن ماهي الأدوات التي يجب أن نستخدمها في بحثنا عن الحقيقة أو الوصول للجواب؟ الأدوات هنّ العقل المتمثل بالأسس البديهية القائمة على مسلّمات ضرورية لا يمكن اثباتها ولا يمكن نفيها لأن نفيها سيؤدي للانهيار الكلي، وعلى الإيمان القلبي بالغيب وبالاتصال بما هو أكبر منا في البحث عن الله، ودمج هذان الأمران بطريقة ذكية سيؤدي لتكوين مصفاة كبيرة تختص بتنقية الأفكار ومراجعتها دائماً. 



ومن هنا أعتبر الأحكام التي يصل لها الملحد أحكام عوراء عرجاء والسبب؟ محدودية عدد الأدوات التي يستخدمها، بمعنى أنه يهمل جانبه الروحي مثلاً في البحث عن الأجوبة ويكتفي بالجانب العقلي التجريبي، أو حتى ينفي العقل ويكتفي بالتجربة! لا أعتبر أن الإلحاد وحده و الإيمان الغيبي وحده قادران على إعطاء أي جواب واضح. 

إن حاجة الإنسان للارتباط بالغايات وبالأخلاق وأيضاً حاجته لتطوير مفاهيم مطلقة أمور نجدها في كل البشر، من بسيطهم لمعقدهم. ولكن يجب أن أستدرك نقطة مهمة، أنا أؤمن بأن الجميع سيصل إلى نفس النقطة ولكن بأكثر من طريقة، وربما لن يصل للنقطة ولكنه سيدور حولها، بمعنى أن الإنسان الذي يستغل أدواته المعرفية والروحية في البحث والاثبات واليقين سيصل لنتائج تتشابه مع نتائج الآخرين الذي بحثوا في نفس الموضوع. ولهذا فإن الذي يريد مني أن أثبت له كل شيء بالعقل، ليثبت بالعقل أن له عقل اولاً دون الاعتماد على آثار العقل لأن الأثر نتيجة لا سبب، ومن يذكر عقول بولتزمان في مقالي حول الدليل التجريبي سيفهم قصدي. 

خلاصة كلامي كالآتي: لا العقل يكفي ولا القلب يكفي. على المناهج العقلية والقلبية أن تتكامل وتتآز حتى تصل للجواب. والأمر ليس بالسهل أبداً. وختاماً أقول: الإيمان بالله وصفاته عن طريق القرآن والسنة لا يخالف العقل والمنطق، ولكن احتكار وجهة النظر تحت مسمى معين يخالف النفس الإنسانية بكل تأكيد. 



حفظكم الله ودمتم بود.