بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
اليوم أقدم لكم مقالاً من موقع
World Religion News
وقد عرضت إحدى مقالاته للترجمة في صفحة أنا مسلم أنا ضد الإلحاد حيث قامت عضوة في الصفحة بترجمته وهي طلبت أن لا أكشف إسمها، ولكني سأستعمل الحروف الأولية لها في التعريف عنها
هذا المقال يمثل الصراع الفكري بين التيار المسيحي والتيار الملحد في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث نجد أمثال سام هاريس وآخرون يسوقون لفكرة موت الدين ونهايته، وقضايا كثيرة تخص الأخلاق.
من هذا المقال الذي سنرفق رابطه في نهايته حيث يمكنكم تتبع المصادر بأنفسكم، ستجدون أن الملحدين غالباً ما يبالغون في ادعاءاتهم.
قلتها ولازلت أقولها:
يكذبون كي يروا الإلحاد جميلاً
قراءة ممتعة
على الرغم
من أنه قد تبقى على انتهاء عام 2014 أقل من 4 شهور فأنا أظن أن
احتفالات رأس السنة لا يمكن أن تكون قريبة كفاية للملحدين في الولايات المتحدة.
المحكمة العليا في
الولايات المتحدة معاً مع المحاكم الأدنى, كانت قد رفضت مراراً دعاوى قضائية بارزة
من الملحدين للحد من الحريات الدينية, وأعادت التأكيد على حق الحكومة بإستخدام
كلمة "الله". وفي نفس الوقت استمرت الأدلة المتزايدة على الفوائد
الإجتماعية والفوائد الصحية للإيمان
ومساوئ الإلحاد. في وقت قد يكون الملحدون فيه محبطين وينكروا هذا الواقع,
المتدينون يمكنهم أخذ العزاء بأن قيمهم, تقاليدهم وحرياتهم بمعظمها لها ما يبررها
وما زالت تنتشر بتوسع.
شباط/فبراير 2014
في شهر شباط كنا قد عرفنا
أن العلماء المتدينين أكثر من العلماء الملحدين, حقيقة تحطم الخرافة الإلحادية بأن
دراسة العلوم تؤدي إلى الإلحاد. أصدرت الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم النتائج الأولية
لدراسة عن "المجتمعات الدينية والعلم" واكتشفت عبرها أن 25% من العلماء فقط
يعتبرون أنفسهم ملحدين, لا أدريين أو لا دينيين. وأن نسبة مذهلة 75% منهم ينسبون أنفسهم
لفئة دينية. مما يواصل التوجه المستمر للمزيد والمزيد من المؤمنين لأن يعتقدوا بتوافق
العلم مع الدين.
دراسة أخرى لمركز "بيو"
للدراسات كانت قد أصدرت في نفس الشهر، كشفت عن ارتفاع حاد في الانتماء إلى الأديان
بعد سقوط إلحاد الدولة المتزمت في الاتحاد السوفييتي. في عام 1991 فقط 31% من الروس
اعتبروا أنفسهم مسيحيين ينتمون إلى مذهب الأرثوذوكس, لكن في عام 2008 ارتفعت هذه النسبة
لتصل إلى 72%, مع نسبة 81% من النساء يعتبرن أنفسهن مسيحيات ينتمين إلى مذهب
الأرثوذوكس, هكذا دُفع عشرات الملايين من الروس الذين كانوا ملحدين أو لا دينيين سابقين
إلى الإيمان بالله. التوجه في كلتا الدولتين روسيا والصين -الملحدة رسميا -هو نحو الإيمان
بالله وبعيداً عن الإلحاد. في الحقيقة وبحلول عام 2030 يُتوقع أن تملك الصين أكبر عدد
من السكان المسيحيين في العالم حيث يصلون إلى 250 مليون مسيحي.
أيار/مايو 2014
في أوائل شهر أيار حكمت المحكمة
العليا في الولايات المتحدة بأن الصلوات الإفتتاحية في إجتماعات المجلس هي طقوس مباحة.
القاضي كيندي كتب "إن إدراج صلاة طقوسية موجزة كجزء من عملية أكبر في الإعتراف
المدني يشير إلى أن الغرض منها وتأثيرها هما إعتراف المدراء المؤمنين والمؤسسات التي
يمثلونها، وليس استثناءً أو إكراهاً لغير المؤمنين." قرار المحكمة هذا أباح الصلاة
في تشكيل الحكومة واعترف بالدور الهام والحاسم الذي يلعبه الدين في حياة النائب. فتح
الملحدون بغير قصد باب إعادة النظر في قضية إنجل فيتالي عندما حكمت المحكمة بأن الصلاة
في المدارس ممنوعة. من يعلم، إلى حين يصبح لدى صغار ملحدي اليوم أطفال، ربما يحظى أبناؤهم
بلحظة صمت للصلاة والتأمل في المدارس العامة.
لكن بعد بضعة أيام محكمة
ماساتشوستس العليا والليبرالية أيّدت بشدة وبالإجماع شرعية عبارة "في ظل الله"
في تعهد الولاء. رئيس المحكمة العليا رودريك إيرلند كتب "لأولئك الذين هاجموا
التعهد فإننا نقول لهم: نظامنا يحفظ حقكم بالتزام الصمت، لكن لا يمنحكم الحق بإلزام
الآخرين بالصمت." تذكير لا يحتاج إلى قدر عالِ من الذكاء أن التعديل الأول يفرض
الحرية في الدين وليس الحرية من الدين.
في نهاية شهر أيار، كانت
الدائرة الثانية للمحكمة الأمريكية لدور الاستئنافات. قد حكموا ضد مؤسسة "الحرية
من الدين" وأعلنوا أنه من الشرعي كتابة عبارة "في الله نحن نثق" على
العملة الأمريكية. كان هذا الشعار على العملة الأمريكية منذ 1955 عندما ردّ الكونغرس
على إلحاد الدولة المتزمت في الاتحاد السوفييتي بالاعتراف بأن الله هو السلطة النهائية
وأنه هو من منح حقوق الإنسان، وليس الإنسان المعاب الفاسد. وقد صرح قاضي المحكمة عن
الشعار أنه" لا يخدم غرضاً دينياً ولا يشير إلى دين معين ولا يشكل عبئاً كبيراً
على الممارسات الدينية للطاعنين فيه" تباعاً لذلك تبنت جميع المجالس المحلية في
جميع أنحاء أمريكا هذه العبارة "في الله نحن نثق" مصوتين على عرضها في غرف
المجالس المحلية, على ثوابت المدينة والمحاكم. إذا لم يقدِم الملحدون على رفع هذه الدعوى,
فعلى الأرجح لم يكونوا سيفتحوا باباً من الكتاب المقدس على مصراعيه عن شعار "في
الله نحن نثق" كشعار متبنى عند كل الأمة. ربما كانت هذه واحدة من أعظم سخريات
القدر على مر العصور، مؤسسة الحرية من الدين، التي مهمتها الأولى هي تقليل علاقة الحكومة
الأمريكية بالله، قامت بإلهام آلاف المجالس المحلية لتتقرب إلى الله أكثر من أي وقت
مضى. أظن أن هذه المؤسسة والملحدين بكل مكان يتمنون الآن بأن يسترجعوا ما كان سابقاً.
أيضاً في أيار، مجموعة فيسبوك
ذات شعبية قليلة لكنها كانت تزداد بشكل ملحوظ أعلنت عن نفسها للعالم. أول مقالة عن
مؤسسة الحرية من الإلحاد نشرت في صحيفة "كريستيان بوست". هذه المؤسسة تعمل
على معالجة الالحاد المتشدد والحاد الدولة, دعم ضحايا الملحدين العدائيين, وحماية والدفاع
عن الحرية الدينية. بفضل المقالة المجموعة كبرت من 120,000 متابع إلى 300,000 متابع
والآن يملكون موقعهم التربوي الخاص www.FFAFINTL.org , حملة كتابة رسائل وفعاليات نشطة أخرى.
حزيران/يونيو 2014
شهد شهر حزيران عدداً كبيراً
من الدراسات التي أظهرت أن الدين مفيد أكثر من اللادين. دراسة مكلفة لهيئة الإذاعة
البريطانية (الـ "بي بي سي") وجدت أن الهوية المتدينة تميل أكثر إلى التصدّق.
بحسب الدراسة فإن 66% من اللادينيين تصدّقوا في الشهر الأخير بينما النسبة عند المؤمنين
كانت 80%. الـ "بي بي سي" أعلنت بأنه يبدو أن الدين يخلق المزيد من الكرم
في الإنسان بينما اللادين يخلق كرماً أقل. صحيح أن هذه الدراسة كانت قد ركزت على بريطانيا
العظمى, الا انها أكدت دراسة منذ الـ2007 قامت بها مجموعة "بارنا". تلك الدراسة
أظهرت أن المتدينين في الولايات المتحدة يتصدقون أكثر, يتطوعون أكثر, مرتبطون بمجتمعهم
أكثر, ومشاركتهم بالإنتخابات أكبر من اللادينيين.
أيضاً في حزيران, دراسة أجرتها
جامعة ولاية مسيسيبي انتهت إلى أن الدين مفيد أكثر للأطفال. وفقاً لميليندا وينر من
لايفساينس (علم الحياة) "أطفال الأهل المشاركين بخدمات دينية -بالذات هؤلاء الذين
يشارك كلا والديهما بشكل متكرر- ويتحدثون مع أطفالهم عن الدين, قد صنفوا من قبل الأهل
والمعلمين على أنهم أفضل في ضبط النفس, في المهارات الإجتماعية وفي السعي إلى التعلم
من أطفال اللادينيين." أن تربي طفلك بلا دين يعرض طفلك بالنهاية الى أن يتصرف
تصرفات تعرب عن الحزن والأنانية. عوضاً عن إعلان ريتشارد دوكنز المفتقر للدليل بأن
تربية إبنك على الدين هي "إساءة معاملة للطفل" ربما سيتبع الآن الأدلة إلى
حيث تقوده ويشجع التربية الدينية, لكني لن أعلق آمالاً عالية على ذلك.
الدين ليس مفيداً فقط للأطفال، بل وأيضاً للمرضى. في دراسة أصدرت في حزيران
في مجلة "ليفر ترانسبلانتيشن" (زراعة الكبد) أظهرت أن المرضى المتحلين بالإيمان
يعيشون لفترة أطول من غيرهم من المرضى. المرضى الذين تأمّلوا "عون الله"
وكانوا على درجة عالية من "التأقلم الديني " كانت لديهم "فترات أطول
للحياة بعد الزراعة حتى تقبل الجسم للكبد الجديد، من أولئك ذوي التدين الأقل".
بعد الزراعة بثلاث سنوات 7% فقط من المؤمنين المتدينين لاقوا حتفهم بينما أكثر من
20% كانت النسبة عند غير المتدينين. دراسة تلو الأخرى تبينّ فوائد المعتقد الديني،
رغم ذلك يبقوا قليلين هم من الملحدين الذين يتقبلون هذا الدليل الحقيقي والقوي جداً.
بنظرة أوسع يمكن أنْ نرى أنّ الملحدين ملتزمون بالاعتقاد بأن الإلحاد أفضل من الإيمان
أكثر من التزامهم بالبحث عن الحقيقة.
في نهاية شهر حزيران, قضت المحكمة العليا في الولايات المتحدة لصالح الحقوق
الدينية في قضية عقد ربح الشركات. الغرامات المالية بالنسبة لبعض الشركات التي لم تلتزم
بالدفع قد تصل الى أكثر من 475 مليون دولار في السنة, مما يشكل عبئاً كبيرا على حقوق
صاحب العمل الدينية. القاضي صامويل آليتو كتب بحسب رأيه أنه "إذا لم تشكل هذه
التبعات عبئاً كبيراً, فما الذي سيشكل عبئاً؟". كانت للحكومة طرق أخرى واضحة لتستخدمها
لتمد النساء بوسائل منع الحمل التي لم تنتهك الحقوق الدينية لأحد. بدلاً من إجبار أصحاب
الشركات المتدينين على انتهاك معتقداتهم التي يتمسكون بها بشدة، المحكمة وصلت إلى حل
وسط حيث يسمح للنساء بالحصول على تغطية من الحكومة ويسمح لأصحاب الشركات المتدينين
ليصونوا سلامتهم الروحية.
تموز/يوليو 2014
في أوائل شهر تموز -وربما تكون هذه من أكثر الأخبار تدميراً لمن يعرفون أنفسهم
بالمجتمع الملحد- التسمية "ملحد" نفسها كانت في موضع التساؤل. أدلة أخرى
وصل إليها العلماء الإستعرافيين انتهت الى ان الملحدين ربما لا يكونوا موجودين. نوري
فيتاشي, كاتب لدى ساينس 2.0 صرح "..أدلة
من عدة مجالات أشارت إلى أن ما تؤمن به في الحقيقة ليس قراراً تتخذه أنت لنفسك.
معتقداتك الأساسية تُتخذ في مستويات وعي أعمق بكثير, وبعضها ربما يكون تقريباً كالمحفور
في الحجر." مما دفع الملحد المتزمت غراهام لاوتن ليعلن وبشكل يدعو للسخرية أن
"الإلحاد من الناحية النفسية هو شيء مستحيل بسبب طريقة تفكير الإنسان... هم يشيرون
إلى دراسات تُظهر كمثال أنه حتى الأشخاص الذين يدعون بأنهم ملحدون متمسكون بإلحادهم
بداخلهم هم يحتفظون بمعتقدات دينية, كالإعتقاد بوجود روح خالدة." بالرغم من أن
معظم الملحدين حريصون جداً على العلم, لدي شعور بأنهم لن يتبنوا هذا الإستنتاج العلمي
في وقت قريب.
في الآونة الأخيرة , وفي نهاية شهر تموز, الملحدون في أمريكا خسروا قضية الصليب
في 9/11 Ground zero في قرار بالإجماع من 3 لجنات قضاة. القضاة صرحوا،
"مع هذا الإعتراف، فإن نظرة منطقية يمكن أن ترينا التأثير الرئيسي لعرض الصليب
في Ground zero, وسط مئات من التحف الأخرى (العلمانية بمعظمها),
لنضمن الاكتمال التاريخي, وليس الترويج للدين." الآن، وفي كل سنة, ملايين الزائرين
إلى النصب التذكاري لحادثة 9/11 سيرون أعمدة الصليب التي وبإعجاز ظهرت إلى مسيحيي الأمة
والعالم كرمز إلى بصيص الأمل المقدس في ظلام اليأس الحالك.
هذه كانت مجرد رشفة من كأس الجحيم المجازي الذي واجهه الملحدون في هذا العام.
أنا لم أتطرق حتى إلى السمعة المروعة لريتشارد داوكنز التي حصل عليها لقوله بأنه من
غير الأخلاقي عدم إجهاض الجنين الذي يعاني من متلازمة داون, الإستقبال الفظيع لـ "إيثييست
تي في", وإلغاء جمع التبرعات الهجومي للكتب من المدون الملحد هيمانت ميتا, الحملة
التسويقية غير الأخلاقية لكتاب سام هاريس الجديد, إخراج المؤسسة العدائية "ملحدين
أمريكيين" من الكاباك, وجمعية "إنسانيين أمريكيين" عديمة الرحمة حين
هددت باللجوء إلى القضاء لإزالة صليب على جانب الطريق وُضع كنصب تذكاري.
بعيداً عن الغوص في التعقيدات والتساؤلات, فإن الإلحاد في أفضل حالاته محرك معطّل.
وبعيداً عن الذهاب للموت مسلّمين له, فإن الدين يطفو في سماء صباح مشمس.
تمت الترجمة بواسطة: أ.أ.خ.
تمت الترجمة بواسطة: أ.أ.خ.
مصدر المقالة: http://www.worldreligionnews.com/religion-news/christianity/is-2014-a-bad-year-for-atheists