الثلاثاء، 10 يونيو 2014

هل الجاذبية وهم؟


بسم الله الرحمن الرحيم

خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ۚ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ

سورة لقمان - الآية 10

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحج: 65]. 


عندما يقول لك ملحد ما أن التطور مثل الجاذبية
حقيقة! 
فهو يقصد أن الجاذبية موجودة وفاعلة دائماً ولا يمكن أن نلغيها
اليوم وقفت على مقالة علمية لباحث هو مختص في مجاله، الفيزياء النظرية - نظرية الأوتار حيث يبين فيها أن الجاذبية وهمية ليس بمعنى الأثر، بل بمعنى أنها ليست مستقلة وأنها نتيجة

العبارات التالية من داخل المقال


"بالنسبة لي فالجاذبية ليست موجودة"

"إنه من غير المنطقي أنه كان هناك لا شيء ثم تفجر
 الكون قد نشأ من "شيء" لا من العدم"

"لقد امتلكنا نظرية الأوتارَ لمدة 40 سنة، ولم يخرج شيء يمكن اختبارهُ مباشرةَ بالمشاهدات أو التجارب"




November 29, 2012

"الجاذبية ليست موجودة"، هل الظاهرة الأساسية في الكون عبارة عن وهم؟




هل يمكنُ لكلٍّ من الجاذبيةِ والانفجارِ الكبيرِ أن يكونا وهماً؟ في شهرِ كانونَ الثاني\يناير 2010، سبّب العالم إيريك فرلينده Erik Verlinde وهو بروفيسور الفيزياءِ النظريةِ ونظرية الأوتارِ المشهورِ عالمياً، سبّب ضجةً عالميةً في المنشور " On the Origin of Gravity and the Laws of Newton" والذي تحدى فيهِ المفاهيمَ التقليديةَ المتمسَّك بها حول الجاذبيةِ، وقد ذهب بعيداً إلى حدِّ التصريحِ قائلاً: "بالنسبةِ لي، فالجاذبيةُ ليست موجودةً". وإذا تمَّ اثبات صِحَّةِ كلامِهِ، فإنَّ التبعاتِ على فهمنا للكونِ وأصلِه، على شكلِ انفجارٍ كبيرٍ، سيكونُ أمراً بعيدَ المنالِ.




العالم: إيريك فرلينده





يقولُ البروفيسور روبيرت ديكغراف Robbert Dijkgraaf، وهو أستاذٌ في جامعة UvA والمحرّر الحالي لمعهدِ الدراساتِ المتقدمةِ Institute for Advanced Study في برنستون Princeton (حيث عمِلَ فيهِ علماءَ أمثال تورينج Turing، وأوبنهايمر Oppenheimer وآينشتاين Einstein): "كلُّ من يعمل في الفيزياءِ النظرية يحاولُ التحسينَ على آينشتاين، وبرأيي أنَّ إيريك فرلينده قد وَجَدَ مفتاحاً مهماً للخطوةِ القادمةِ للأمام."


ويقول فرلينده، الحائزُ على جائزةِ سبنوزا (جائزة هولندية) من المُنظّمة الهولندية للعلم Netherlands Organisation for Science والمعروفُ بتطويرِه هذهِ النظريةِ الجديدةِ أو الفكرة حول الجاذبية، يقولُ أنّ الجاذبية عبارة عن وهم. يشرح فرلينده: "الجاذبيةُ ليست وهماً بمعنى أننا نعرف أنّ الأشياءَ تسقطُ. أغلب الناس، وبالأخصّ في الفيزياءِ، يظنون أننا قادرونَ على وصفِ الجاذبيةِ بشكلٍ كافي مثالياً باستخدامِ نظرية آينشتاين للنسبية العامة. ولكن الآن، يبدو إننا نستطيعُ الانطلاقَ من الصيغةِ الميكروسكوبية حيث لا جاذبيةَ، لنبدأ معها، ولكنّك يمكنكَ اشتقاقها [أي الجاذبية]، وهذا ما يُعرَف بالإنبثاقِ. ونحن لدينا ظواهرَ أخرى في الفيزياءِ مثل هذه، خذ مفهومَ درجةِ الحرارةِ على سبيلِ المثال، فنحن نختبرها كل يومٍ. نحنُ نستطيعُ الإحساسَ بالحرارةِ، ولكن إذا فكّرتَ حقاً بالجزيئاتِ الميكروسكوبية، فلا توجدُ فكرةٌ للحرارةِ هناك. فدرجةُ الحرارةِ شيءٌ يعملُ مع خاصيةِ كل الجزيئات مع بعضها البعض، فهي مثل متوسّطِ الطاقةِ لكل جزيء."

وبالنسبةِ لفرلينده، فإنّ الجاذبيةَ مشابهةٌ. فهي شيءٌ سيظهرُ فقط إن تمَّ تجميعُ العديدِ من الأشياءِ مع بعضها البعض في المستوى الميكروسكوبي ثم سترى فجأةً نشوءَ معادلاتٍ محددةٍ. ويلاحظ فرلينده: "كعالِم، فإننا نريد أولاً أن نفهم الطبيعة وكوننا. وفي خضم ذلك، فحن نلاحظ أموراً محيّرة للغاية، مثلَ الظاهرةُ المرتبطةُ بالمادةِ المظلمة. فنحن نشاهدُ أموراً لا يُمكننا فهمها. يجب أن توجدَ مادةٌ أكثرَ هناك والتي لا نراها. وهناك أيضاً شيء يسمى –الطاقة المظلمة-. وأيضاً، هناك لغزٌ كاملٌ وهو بداية الكونِ. ونحن لدينا الآن ما نسميه نظرية الانفجار الكبير."

ويؤمنُ فرلينده أنّ أفكارهُ ستسلِّطُ الضوءَ على مفهومِ الطاقةِ المظلمةِ والمادةِ المظلمةِ ولماذا هما مهمّانِ في ارتباطهما مع الجاذبيةِ. يقول فرلينده:

"نحن نظن أنّنا نفهمُ الجاذبيةَ في أغلبِ المواقف، ولكنّنا عندما ننظرُ إلى المجرّاتِ، وعلى مستوى أكبر، على عناقيدٍ من المجراتِ، فإننا نشاهدُ أموراً تحدثُ لا يمكننا فهمها باستخدامِ معادلاتنا المتعارَفُ عليها، مثل معادلةِ نيوتن للجاذبيةِ أو حتى معادلة آينشتاين للجاذبيةِ. ولهذا فإنّنا ملزَمُونَ بفرض أن هناك نوعاً من المادة، وهي المادةُ المظلمةٌ، والتي لا يمكننا أن نراها. الآن، فالطاقةُ المظلمةُ أكثرُ غرابةً حتى، بمعنى أنّنا لا نعرف مما تتكون منه. فهي شيء نضعه في معادلاتنا لجعل الأمور تعمل، ولكن هناك حقيقةً لغز كبير يجب أن يتم حله من حيث لماذا هي هناك، ومن ماذا تتكون. حالياً، فنحن لم نجد المعادلات الصحيحة لوصف الطاقة المظلمة فعلاً. وبكل وضوح، فإن هناكَ تقدماً قد حدثَ من حيثُ إيجادِ نظريةِ جاذبيةٍ أفضلَ، وفِهمٍ أفضلِ لما يحِدثُ في كوننا."

وعلى سبيلِ المثالِ، فإنَّ الانفجارَ الكبيرُ، وهي الفكرة أنَّ في لحظةٍ محددة بدأت الأشياء بالتفجر والنمو، وأن كوننا أمسى أكبراً، يجدُ فرلينده أنّ الكونَ الذي خرجَ في هذهَ اللحظة الواحدة غيرُ منطقي. ويضيفُ فرلينده قائلاً:

"إنّه من غير المنطقي أن كان هناكَ لا شيء ثم تفجَّر. نحنُ نستخدمُ مفاهيماً مثل الزمانِ والمكانِ ولكننا لا نفهمُ حقيقةً ماذا يعني هذا ميكروسكوبياً. وهذا يمكن أن يتغير. والانفجار الكبير، لهُ علاقة مع فَهمنا لما ما يجب أن يكونَ عليهِ الوقت، وأنا أظنُّ بأننا سنمتلكُ فهماً أكثرَ بكثيرٍ في المستقبل. وأظن أننا سنتمكنُ من فهم أنّ ما ظننا أنه انفجارٌ كبيرٌ، سيكون حقيقةً حدثاً مختلفاً من نوعٍ آخرَ. أو ربما يجب أن لا نُفكّر بأنّ الكون قد بدأ فعلاً بلحظةٍ معينةٍ، وأنّ هناك طرقاً أخرى لوصفِ هذا."

ويعتقد فرلينده أنّ المعلوماتَ التي نمتلكها اليوم والمعادلاتِ التي نستخدمها تصفُ فقط جزءاً صغيراً مما يحدث فعلاً. فهو يقولُ: "إنّ فكرت بأن شيئاً ينمو، مثل كوننا، من شيءٍ آخر يجب أن يصبحَ أصغرُ، فأنا أفكرُ بأنّ هناك شيء لم نجدهُ بعدُ وأنّ هذا سيساعدنا في اكتشافِ أصل كوننا. وباختصارِ، فإنّ الكونَ قد نشأ من "شيء" لا من العدم. فقد كان هناك شيءٌ ما هناك ويجب علينا أن نجدَ المعادلات. إنّ هذا الأمر له ارتباط بالطاقةِ المظلمةِ وكيفية ترابطهِ مع المادة المظلمة. فإذا فهمنا المعادلات لهذين المكوّنين في كوننا، فأنا أظن بأننا سنمتلك فهماً أكبرَ بشأن كيف بدأ كوننا. أظنّ أنّ الأمرَ يكمن في التفاعل بين هذين الشكلين من الطاقة والمادة."

إنّ نظريةَ الانفجارُ الكبيرُ تعمل جيداً بمعنى أنّها تعطينا بعض الفهم لكيفية نشوء عناصرَ معينة في كوننا، وهناكَ أمورٌ أخرى يمكننا مشاهدتها مثل الاشعاعِ القادمِ من الانفجارِ الكبير. ولكن فكرة كونٍ متمددٍ بدأَ من انفجارٍ كبيرٍ ستتغير. يقول فرلينده: "انت تحتا للتفكير بالمعادلات تحت ضبطٍ أكبرَ، أنتَ تحتاجُ لوصفِ أكثر من مجرّد الجسيمات المادية. أنت تحتاجُ للمعرفة أكثرَ عن ماهية الزمكان. كل هذهِ الأشياءُ يجب أن تأتي معاً حتى نستطيع شرح الانفجار الكبير."

ويخلص فرلينده إلى أنّ ميكانيكا الكم قد احتاجت الى حوالي 25 سنة لتتطور. ويقول: "لقد امتلكنا نظرية الأوتارَ لمدة 40 سنة، ولم يخرج شيء يمكن اختبارهُ مباشرةَ بالمشاهدات أو التجارب. وأظنُّ أنّ أفكاري لديها فرصةً أكبرَ لاختبارها مع المشاهدات، وهو أمرٌ مثيرٌ. وأظنُّ أنها لن تحتاج أكثر من 10 سنوات أو 15 سنة."

المصدر:


The Daily Galaxy via Universityof Amsterdam and Erik Verlinde  


تعقيباً على الموضوع: 
ماذا لو استظرف مُستظرِف وقال: بوزون هيجز سبب الجاذبية لأن الجاذبية كتلة؟ الجواب لا طبعاً، وهذا هو المصدر:
Why the Higgs and Gravity are Unrelated


الإسلام الطقوسي والاقتصاد

بسم الله الرحمن الرحيم يعيش اليوم الإسلام الطقوسي مرحلة حرجة تقوده باختصار لاختراع الاحكام الشرعية اختراعاً عن طريق استقطاع النصوص وال...