بسم الله الرحمن الرحيم
يسرّني اليوم أن أقدّم لكم مقالاً يختص في الرد على زعم التطوريين حول جزء فاعل في جسم الإنسان، حيث يصفونه بالتصميم السيء.
ومن خلال هذه المقالة المتواضعة سنصل إلى:
الاحتجاج بإن العصب الحنجري الراجع يفرض أن الله كان يجب أن يستخدم مسارات نمو مختلفة لكل البنى المشتركة في الجنين لتجنب التفاف العصب حول الأبهر. من يصر على أن العصب الحنجري الراجع مصمم سيئاً فهو يفترض وجود تصميماً أفضل، زعمٌ لا يمكن التمسك به إلا إن تم اقتراح تصميم جنين بديل من البويضة المخصبة إلى الجنين – متضمناً كل المقادير الجزيئية غير القابلة للحساب، القوادح، التسلسلات، الطيّات والالتواءات التشريحية، وهذا سيعتبر تصميماً محسناً. مفتقراً لهذه المعلومة، فإن زعم "التصميم السيء" يستخدم التطوّر لملء الفراغات في معرفتنا. علاوة على ذلك، فإن أي مسارات تصميمية جنينية بديلة من المحتمل أن تنتج مجموعتها الفريدة من القيود، والتي ستعطي الانطباع الخاطئ حول التصميم السيء.
قراءة ممتعة
العصب الحنجري الراجع ليس
دليلاً على سوء التصميم
مقدمة
ادعاء
شائع من قبل التطوريين، وهو أن جسم الإنسان سيء التصميم، وهو بالنسبة لهم دليل على
أنه لم يصمم بذكاء، ولكنه بدلاً من ذلك تم ترقيعه مع بعضه البعض بواسطة عملية
التطور غير الذكية.
أحد
أكثر الأمثلة تكراراً لسوء التصميم الذي يستشهد التطوريون به اليوم هو العصب
الحنجري الراجع recurrent
laryngeal nerve (RLN) (او اختصاراً ع ح ر)، والذي يتحكم بعضلات حنجرة الثدييات
(صندوق الصوت).
كتب عالم
الحفريات دونالد بروثيرو Donald Prothero، أن الأمثلة على "التصميم السيء أو
المثير للحيرة يمكن أن تتجمع بلا نهاية،" والذي يثبت التطوّر، مع واحد من
أفضل الأمثلة "العصب الحنجري الراجع، والذي يربط الدماغ بالحنجرة ويسمح لنا
بالكلام."
في
الثدييات، هذا العصب يتجنب المسار المباشر بين المخ والحنجرة، وبدلاً من
هذا فإنه يهبط إلى الصدر، يدور حول الأبهر aorta قرب القلب، ثم يعود إلى الحنجرة. وهذا يجعله
أطول سبعة مرات مما يحتاج (1).
بالرغم
من أن العصب الحنجري لا يأخذ الطريق الأقصر للحنجرة، فإن هذا الأمر حقيقة لأعصاب
كثيرة أخرى. العصب البصري لا يأخذ أقصر طريق للفص القذالي occipital lobe في
الدماغ (الفص بقرب مؤخرة الرأس)، ولكنه وبدلاً من هذا فإنه يعبر التصالبة البصرية optic
chiasm (حيث يتقاطع المساران على شكل حرف X) لأسباب
تُعرف الآن على أنها مبنية على تصميم جيّد. الأعصاب من الجهة اليمنى للمخ تذهب إلى
الجهة اليسرى من الجسم (ما عدا الفروع اليمنى واليسرى الأمامية للعصب الوجهي facial
nerve، والمزودة من قبل كلا نصفي الدماغ) لأسباب جيدة أيضاً.
كذلك،
فإن العصب الحنجري الأيسر لديه مسارات تشريحية مختلفة التي يمكن أن يتوقعها شخص ما أولاً،
ولأسباب جيدة جداً. على نقيض زعم بروثيرو، فالعصب المبهم vagus nerve
(أطول الأعصاب الدماغية cranial nerves) يسافر من العنق إلى الأسفل باتجاه القلب، ثم
يتفرع العصب الحنجري الراجع من العصب المبهم أسفل الأبهر (أكبر شريان في الجسم، ينبثق
من البطين الأيسر للقلب ويمتد باتجاه البطن). يسافر العصب الحنجري الراجع إلى أعلى ليخدم عدة
أعضاء، بعضها بقرب من مكان تفرعه من العصب المبهم، ثم يسافر إلى أعلى عائداً إلى
الحنجرة (2).
وبسبب
هذا فإنه يدعى العصب الحنجري الراجع الأيسر. وعلى النقيض، فإن العصب الحنجري
الأيمن يدور حول شريان (تحت الترقوة) أسفل الترقوة، ثم يسافر إلى أعلى إلى
الحنجرة. وتجدر الإشارة إلى حقيقة أن العصب الحنجري الأيسر الأطول يعمل بانسجام
مثالي مع العصب الحنجري الأيمن، مما يدحض ادعاء التصميم الخاطئ.
أسباب لهذا التصميم
أكثر
سبب منطقيةً هو أن تصميم هذا العصب بسبب قيود النمو developmental constraints.كتب عالم الأجنة الشهير
البروفيسور آيريخ بليخشمدت Erich Blechschmidt أن سوء تصميم العصب الحنجري الراجع
ظاهرياً في البالغين سببه "التبعات الضرورية لديناميكيات النمو،" وليس أغلال
تاريخية من التطور (3).
الأجهزة
التي صممها الإنسان، مثل المذياع والحاسوب، لا تحتاج للعمل حتى يتم تجميعهاً
كاملاً. على النقيض، فإن الكائنات الحية يجب أن تعمل بدرجة عالية من النظام كي
تنمو خلال كل مرحلة نمو من زايغوت احادي الخلية، إلى البلوغ. الجنين ككل يجب أن يكون
نظاماً عاملاً كاملاً في بيئته المحددة خلال كل ثانية من تطوره كلياً. ولهذا
السبب، فإن تشريح البالغ يمكن أن يُفهم في ضوء النمو. يستخدم بليخشميدت تشبيهاً
ليساعد في تفسير هذه الحقيقة هي مسار النهر، والذي "لا يمكن تفسيره على أساس
معرفة مصدره، روافده، أو الموقع المحدد للميناء عند مصبه. فقط الظروف الطبوغرافية
التي تحدد مسار النهر." (4)
بسبب
التباينات في المشهد الطبوغرافي لجسم الثدييات، فإن "مسار العصب الحنجري
السفلي يتباين بشكل كبير" والفروقات التشريحية الطفيفة شائعة (5). تشريح جثث
الإنسان وجد أن مسارات عصبي الحنجرة الراجع الأيمن والأيسر عادةً ما تخالف ما يظهر
في الأدبيات الثابتة، مما يظهر تشبيه بليخشميدت. (6)
تباينات
النمو
يبدأ
جسم الإنسان ككرة تدعى "كيسة أريمية blastocyst" وتصبح تدريجياً أكثر طولاً أثناء
نموها. بعض الهياكل، مثل مجرى الشريان السباتي، ببساطة تتعرض للإزالة أثناء النمو،
وبعضها يتم حذفها واستبدالها. تتحرك بنيات
أخرى، متضمنةً العصب الحنجري الراجع، للأسفل أثناء استمرار النمو. تظهر
الحركة بسبب تشكل العنق، وتجبر استطالة الجسم خلال نمو الجنين القلب للهبوط من
موقعه في العنق cervical
location إلى التجويف الصدري thoracic cavity. (7)
وكنتيجة،
فأوردة متنوعة بنيات أخرى يجب أن تستطيل مع تحرك الأعضاء بطريقة تسمح لتلك الأعضاء
بالبقاء عاملة خلال كامل طور النمو هذا. وسبب نقل الـ (ع ح ر) الأيمن للأسفل لأنه
يدور تحت القوس النامي إلى شريان تحت الترقوة الأيمن، ولهذا فهو يتحرك للأسفل معه
مع استمرار النمو. (8)
يعود
العصب الحنجري الأيسر حول الرباط الشرياني ligamentum arteriosum
(رباط أو نسيج عضلي صغير مربوط إلى أعلى سطح الجذع الرئوي pulmonary trunk وأسفل سطح قوس الأبهر aortic arch)
على الجهة اليسرى لقوس الأبهر. وهو أيضاً يتحرك إلى الأسفل مع استطالة التجويف
الصدري. يجب على الجسم أن يعمل كوحدة حية وفاعلة خلال هذا الوقت، مما يتطلب من
الأنسجة العضلية والروابط الداخلية لتأمين عدة بنى مترابطة مع بعضها البعض مع
السماح بحركة الجسم والأعضاء أيضاً. وبالنسبة للعصب الحنجري، فإن الرباط الشرياني
يعمل مثل قرص يحمل الحمل الثقيل للسماح بالحركة.
وكنتيجة
لحركة القلب للأسفل، "فإن مسار العصب الحنجري الراجع يصبح مختلفاً على جانبيه
الأيمن والأيسر. (9)" هذه الأعصاب لا يمكن ازالتها او استبدالها بسبب كون
العديد منها يعمل خلال كل مراحل نمو الجنين. يعلق بليخشميديت أن "لا عضو
يمكنه أن يوجد بلا وظيفة خلال تطوره،" وهي مسلّمة تنطبق أيضاً على الجهاز
العصبي (10). هذه الحركة تبدو مصممة لوضع العصب الحنجري الراجع الأيسر للأسفل مع
استطالة الجسم.
وأيضاً،
"ينقسم فرع العصب الحنجري إلى فروع أخرى قبل أن يدخل الحنجرة من مستويات
مختلفة (11)." فروع الـ (ع ح ر) العديدة هذه تخدم عدداً من الأعضاء الأخرى
بكل من فروع حسية وحركية، متضمنةً المريء العلوي، القصبة الهوائية، البلعوم السفلي،
والعضلات الحلقية البلعومية، أخفض عضلة افقية شبيهة بالحزمة للحنجرة الواقعة فوق
المريء (12). يصف علماء تشريح الأعصاب تعصيب الحنجرة بالمعقّد، وهم لا يزالوا
يحاولون معرفة الأهداف المحدد لفروعه العصبية. إن حقيقة كون العصب الحنجري الراجع
الأيسر يعطي أيضاً أليافاً للضفيرة القلبية cardiac plexus
تشير بقوة لقيود النمو أن العصب يجب أن يخدم كلاً من الحنجرة في العنق والقلب في
الصدر.
وكما أُشير، بعد الدوران حول الأبهر، فإن الـ (ع ح ر)
يسافر عائداً إلى أعلى، حتى يزود الحنجرة بالأعصاب. يقوم عصبا الحنجرة العلوي
والراجع بتزويد منطقة تعرف باسم الفرع التفاغري ramus
anastomoticus بالأعصاب. وتوجد حالات أخرى لعصب واحد يتفرغ
مبكراً للتزويد المباشر بالأعصاب، وآخر يسلك ما يبدو كأنه طريق ملتوي. مثال واحد
وهو العصب الحجابي phrenic nerv والذي يظهر في العنق ويهبط ليرتبط بالحجاب
الحاجز diaphragm.
هذا المسار ضروري، حيث أن التامور pericardium والحجاب الحاجز يظهران في الحاجز المستعرض septum
transversum (كتلة كثيفة من النسيج التي تنشِئ أجزاءً من الحجاب الحاجز الصدري
thoracic
diaphragm والمساريق البَطنانية ventral mesentery للمعي الأمامي) في مساحة العنق في الجنين الأولي.
ثم
يهاجر العصب بالتدريج إلى العصعص مع تضخم الجنين بواسطة النمو التمايزي
لمساحتي الرأس والصدر، آخذاً العصب معه. لا يمكن للحجاب الحاجز أن ينمو على شكل
مراحل، بسبب أن الحجاب الحاجز الجزئي سيسبب انفصالاً بعيوب للصدر عن البطن. حتى
العيب الصغير سيسبب فتقاً في محتويات الأحشاء – والذي أيضاً سيضغط الرئة أو يسبب
اختناق الأحشاء.
وقضية
معقدة لاتزال قيد البحث، هي كيفية نشوء النظام العصبي العضلي المذهل المعقد،
مكونات ألياف العصب، عضلات الحنجرة، من العُرف العصبي neural crest
(خلايا بين الأدمة epidermis والأنبوب العصبي الذي ينمو للدماغ والحبل
الشوكي) والجُسيدة الظهرية dorsal somites (خلايا تنمو إلى عضلات وفقرات) على التوالي
في الجنين الأولي، ثم تهاجر أماماً (إلى مقدمة الجسم) إلى موضعهم النهائي. بلا شرح
تصميم نظام بنية العصب، الوظيفة، والوصلات النهائية، فإن زعم كون العصب الحنجري
الراجع، تصميم سيء، هو جزم لا معنى له.
ولهذا،
فإن الزعم أن لا غاية من دورانه إلى أعلى المسافة من الرباط
الشرياني ليس صحيحاً. لكل هذه الأسباب، فإن خلاصات بروثيرو غير صحيحة ومدروسة
بسوء:
إن
هذا التصميم ليس فقط مبذر، ولكن المسار الغريب لهذا العصب يُعقَل بشكل مثالي
بالمفاهيم التطورية. في الأسماك وأجنة الثدييات السابقة، فإن طليعة هذا العصب
الحنجري الراجع مرتبطة بالقوس الخيشومي السادس، عميقاً في منطقة العنق والجسد
(13).
شواهد
التصميم في المسار الطويل
تذهب بعض
الأعصاب المزوَّدة للحنجرة مباشرة للحنجرة، بما فيها العصب الحسي الداخلي
الحنجري والعصب الخارجي الحركي الحنجري. أعصابٌ أخرى، عصبي
الحنجرة العلويين الأيمن والأيسر يتفرعان بالقرب من الحنجرة لتزويد هذه البنية
بالأعصاب مباشرة. يتفرع العصب الحنجري العلوي للمبهم vagus في موقع يدعى العُقْدَةُ العَقِدَة (العُقْدَةُ
الذَّنَبِيَّةُ لِلعَصَبِ المُبْهَم) ganglion nodosum ويستقبل فرع عصب من العقدة
الرقبية العلوية superior cervical ganglion (مجموعة من خلايا الأعصاب
بالقرب من العنق) للجهاز العصبي الودي sympathetic
nervous system (فرع من الجهاز العصبي الذاتي autonomic
nervous system) (14).
وبصرف
النظر عن الأسباب النمائية للطريق الملتوي، تنتج فوائد معينة من تشابك الأعصاب
الحسية والحركية عندما يكون أحد الأعصاب أطول بقليل. أحد الأسباب لتموضع فرعي
العصب الحنجري فوق وأسفل الحنجرة (كليهما فرع قبالة المبهم) بسبب أن هذا التصميم
يسمح ببعض الحفاظ على الوظيفة ما إذا انقطع أحدهما. ويوفر المسار الزائد أيضاً بعض
الدعم في حالة تلف أحد الأعصاب.
معرفة
الأعصاب الحنجرية ستساعدنا في فهم ضرورة المسار الأطول قليلاً للعصب، وهناك تلميح
من حقيقة أن العصبين ينظمان الاستجابات الصوتية المختلفة.يسبب شلل العصب الحنجري
العلوي (العصب غير الملتوي) صعوبة في زيادة ارتفاع الصوت، منتجاً نبرة حادة،
كلل صوتي، وعدم القدرة على الغناء لأن الأوتار الصوتية تنقصها النبرة المعهودة ولا
يمكنها الاستطالة بشكل كافي. وبالمقابل، فإن الشلل في العصب الراجع يسبب صوتاً
ضعيفاً الذي يشبه صوت ميكي ماوس.
في
أحد المرضى، تطلب التمزق الرضخي traumatic rupture لقوس الأبهر -في حادث سيارة- ترقيع الأبهر
والذي تركه مع عصب حنجري أيسر راجع مبتور. بالرغم من أن صوته كان ضعيف قليلاً، فإن
فصاحته لم تتأثر. فهو يتكلم بشكل جيد جداً، ولكنه لا يستطيع يبرز صوته لأن الأعصاب
الحنجرية لديها أعصاب متعددة والمجموعة كوحدة تتحكم بوظيفتها.
أخيراً،وجدت عدة دراسات أن هذا المسار الموجود يحتل موقعاً أميناً في أخدود يجعله أقل
عرضة للضرر أو الإصابة أكثر من الطريق المباشر (15).
الخلاصة
الاحتجاج
بإن العصب الحنجري الراجع يفرض أن الله كان يجب أن يستخدم مسارات نمو مختلفة لكل
البنى المشتركة في الجنين لتجنب التفاف العصب حول الأبهر. من يصر على أن العصب
الحنجري الراجع مصمم سيئاً فهو يفترض وجود تصميماً أفضل، زعمٌ لا يمكن التمسك به
إلا إن تم اقتراح تصميم جنين بديل من البويضة المخصبة إلى الجنين – متضمناً كل المقادير
الجزيئية غير القابلة للحساب، القوادح، التسلسلات، الطيّات والالتواءات التشريحية،
وهذا سيعتبر تصميماً محسناً. مفتقراً لهذه المعلومة، فإن زعم "التصميم
السيء" يستخدم التطوّر لملء الفراغات في معرفتنا. علاوة على ذلك، فإن أي
مسارات تصميمية جنينية بديلة من المحتمل أن تنتج مجموعتها الفريدة من القيود،
والتي ستعطي الانطباع الخاطئ حول التصميم السيء.
العصب
الحنجري الراجع الأيسر ليس مصمماً بطريقة سيئة، وإنما دليل واضح على التصميم
الذكي:
- يوجد دليل غامر أن التصميم
الحالي ينتج من قيود النمو.
- هذه اشارت على أن هذا التصميم يخدم
وظائف حنجرية فائقة التنغيم.
- يخدم العصب أعضاء أخرى بتزويدهم
بالأعصاب بعد تفرعه من المبهم في طريقه إلى الحنجرة.
- يوفر التصميم دعماً لأعصاب
الحنجرة في حالة تلف عصب آخر.
- لا يوجد دليل على أن التصميم
يسبب أي مساوئ.
الحجج
المقدمة من قبل التطوريين غير صحيحة وتثبط البحث وتحصره في أسباب محددة للتصميم
الحالي.
References
1. Prothero,
D. 2008. Evolution: What the Fossils Say and Why It Matters. New
York: Columbia University Press, 37-38.
2. Sadler,
T. W. 2010. Langman's Medical Embryology, 11th ed. Philadelphia,
PA: Williams & Wilkins.
3. Blechschmidt,
E. 2004. The Ontogenetic Basis of Human Anatomy: A Biodynamic Approach
to Development from Conception to Birth. B. Freeman, transl. New York:
North Atlantic Books, 188.
4. Ibid,
108.
5. Sturniolo,
G. et al. 1999. The Recurrent Laryngeal Nerve Related to Thyroid Surgery. The
American Journal of Surgery. 177: 487-488.
6. Steinberg,
J. L., G. J. Khane, C. M. C. Fernanades and J. P. Nel. 1986. Anatomy of the
recurrent laryngeal nerve: A redescription. The Journal of Laryngology
and Otology. 100: 919.
7. Sadler,
T. W. 1990. Langman's Medical Embryology, 6th ed. Philadelphia, PA:
Williams & Wilkins, 211.
8. Schoenwolf,
G. C., S. B. Bleyl, P. R. Brauer and P. H. Francis-West. 2009. Larsen's
Human Embryology. Philadelphia, PA: Churchill Livingstone, 407.
9. Sadler,
1990, Langman's Medical Embryology, 211.
10. Blechschmidt, The
Ontogenetic Basis of Human Anatomy, 91.
11. Sturniolo
et al, The Recurrent Laryngeal Nerve Related to Thyroid Surgery, 487.
12. Ibid.
13. Prothero, Evolution:
What the Fossils Say and Why It Matters, 37-38.
14. Sanders,
I. and L. Mu. 1998. Anatomy of the Human Internal Superior Laryngeal
Nerve. The Anatomical Record. 252: 646-656.
15. Armstrong,
W. G. and J. W. Hinton. 1951. Multiple Divisions of the Recurrent Laryngeal
Nerve. AMA Archives of Surgery. 62 (4): 539.