الأحد، 18 مايو 2014

الذبابة أكثر أهمية من الجنين البشري

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

اليوم أقدم لكم ترجمة متواضعة لما قاله 
سام هاريس
صاحب الكتب المشهورة في دعم الإلحاد
مثل وهم الإرادة الحرة 
والكلام مأخوذ من كتابه
"رسالة إلى أمة مسيحية"
مع تعقيبي عليه بلون مميز

طبعاً سام هاريس أحد فرسان الإلحاد وهم:
داوكنز، دانيت، هيتشنز، هاريس



كلام سام هاريس باللون الأحمر 
وكلامي باللون العادي




إن جنين الإنسان بعمر ثلاثة أيام عبارة عن مجموعة من 150 خلية تدعى blastocyst. وهناك، على سبيل المقارنة، أكثر من 100000 خلية في دماغ الذباب.

هذا من آثار الفلسفة الاختزالية بشكل واضح. فما نحن إلا مجموعة من الخلايا المتفاعلة وبالتالي فالقيمة تقاس بالكمية على ما يبدو.

 الأجنة البشرية التي يتم تدميرها في بحوث الخلايا الجذعية لا تمتلك أدمغة، ولا حتى خلايا عصبية. وبالتالي فلا يوجد سبب للاعتقاد بأنهم سيعانون بسبب تدميرهم بأي شكل من الأشكال أبداً.

جميل، اذن هو يربط كل القضية بوجود جهاز عصبي، وهذا اختزال للإنسان. حقيقةً أنا لا أجد أي تعليق مناسب لما قاله هناك، فهل جنين الإنسان مختزل بجهاز عصبي! 

 ومما يستحق تذكره، في هذا السياق، أنه عندما يموت دماغ شخص ما، فنحن حالياً نرى أنه من المقبول جمع اعضاءه (بشرط أن يكون قد تبرع بها لهذا الغرض) ثم دفنه في الأرض.  فإذا كان من المقبول السماح بمعاملة الإنسان الذي مات دماغه كشيء أقل من إنسان، فإنه يجب أن يكون من المقبول معاملة الـ blastocyst بهذه الطريقة. وإن كنت قلقاً حول المعاناة في هذا الكون، فإن قتل ذبابة يجب أن يسبب لك صعوبات أخلاقية أكثر من قتل الجنين البشري. 

جميل كلامه أعلاه، في بداية الفقرة يعتمد سام هاريس على حقيقة طبية مرتبطة بموت الدماغ والتي يليها موت الجسد، ثم يقوم بالتدليس ووصف التبرع بأعضاء "الميّت" وليس قتل شخص مشلول (الذي قد يكون عمل أخلاقي 100% بنظره) لشخص بحاجة لتلك الأعضاء بأنه عمل مشابه لقتل جنين تم خلقه بطريقة أو بأخرى من أجل قتله ثم الاستفادة من خلاياه! ثم يطرح اشكالية اخرى: قتل الذباب والدافع الإنساني. طيب لنقل إني شخص وحشي واقتل في سبيل أن ابقى حيّاً، بمعنى إني أذبح الكائنات وآكلها واستغل الطبيعة، ولكن أن تصل الوحشية لأن أخلق إنساناً ثم أقتله لأنه عبارة عن قطع غيار محتملة فهذا الشيء ليس فقط أكثر بشاعة، بل اختزال الإنسان في صورة كائن طفيلي لا هم له سوى أن يعيش. 


لربما أنت تفكر بأن الفرق الأساسي بين الذبابة والجنين البشري موجود في قدرة الأخير على أن يتحول لإنسان كامل النمو. ولكن تقريباً كل خلية في جسدك هي عبارة عن كائن بشري محتمل، بالاعتماد على تقدمنا الحالي في الهندسة الوراثية. فكل مرة تقوم بها بحك أنفك، فأنت ارتكبت محرقة لكائنات بشرية محتملة".

هنا يتوسل سام هاريس بأننا نقدس الإنسان ونعتبر الجنين مشروع إنسان. لا عزيزي، هناك فرق بين الجنين وقتل الجنين. هناك وسائل أخرى لتطوير الخلايا الجذعية. ويبقى عمل قتل الذباب أقل لا أخلاقية من قتل إنسان وفق الأعراف! نعم، فنحن نقتل البكتريا والذباب والصراصير والفيروسات من أجل بقائنا، ونعم وفق مفهومك نحن قد نكون أنانيين، ولكن يا سيد سام، لا يوجد مبرر كافي لقتل جنين مقابل أن يحيى إنسان أخذ نصيبه ودوره في النمو. ثم أنت تحاول جعل خلق الجنين لعبة بواسطة الاستنساخ، ومرة أخرى لا تقدم حلولاً بل فقط اعتراضات. لا يمكن مقارنة خلية جلدية متقرنة بجنين حي. هذه مغالطة. 


- سام هاريس ، رسالة لأمة مسيحية


المصدر: 
https://www.goodreads.com/quotes/191185-a-three-day-old-human-embryo-is-a-collection-of-150-cells

كل هذا المقال يثبت قضية واحدة فقط: الإلحاد يساوي بين الإنسان والذبابة، وبالتالي فقتلك لذبابة يجعلك قاتلاً لإنسان بكل سهولة وفق مقياس سام هاريس. ولكن مهلاً، فسام هاريس باختصار يريد قتل البشر لأنهم مثل الذباب. 

للمزيد من فلسفة الالحاد اقرأ:
هل للوجود قيمة

إفناء البشرية كخيار الحادي

والسلام على أصحاب العقول. 

الإسلام الطقوسي والاقتصاد

بسم الله الرحمن الرحيم يعيش اليوم الإسلام الطقوسي مرحلة حرجة تقوده باختصار لاختراع الاحكام الشرعية اختراعاً عن طريق استقطاع النصوص وال...