بسم الله الرحمن الرحيم
في بحثي حول قضية اقتباس النبي محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام من كتب الأولين المتمثلة بالتوراة والانجيل، وقفت على أمور عديدة، منها تاريخية ومنها فلسفية، وسأتعرض لها تباعاً.
القضية ليست سهلة لأنها سترتطم ببعض الاحاديث والتفاسير المشهورة، ولكن بنظري الشخصي أن الوقوف على التفاسير التي تؤيد انفصال القرآن واستقلاله ضروري جداً لفهم القرآن فهم صحيح.
قراءة ممتعة
هذا البحث لا ينسب لنفسه الصحة المطلقة ولا ينزه نفسه عن الخطأ، بل هو محاولة لاعادة الفهم ووضع كل شيء في محله.
أولاً يجب أن نفهم قضية محورية أساسية، وهي ببساطة: صلاحية استخدام الكتب الدينية كمصادر تاريخية لعلاج قضايا التاريخ، نعم الكتب الدينية أخبرتنا عن الأمم السابقة ولكن هناك فرق شاسع بين القرآن والكتاب المقدس - العهد القديم، فالعهد القديم الذي تصل عدد اصحاحاته أو اجزاءه إلى 40 اصحاح عند الأورثوذوكس وبين القرآن الذي وقف على حوادث محددة جداً وقليلة اذا ما قورنت بالكتاب المقدس. فالكتاب المقدس مغرق في الوصف والتفصيل ، بينما القرآن، اذا ما قورن به، فهو يعتبر مقتضب وغامض.
تبدأ المشكلة بأن الإسلام وصف نفسه بأنه خاتم للرسالات ومتمم لها... وهذا الأمر بالنسبة لنا نحن الذين نتعمق في العلم لا يستوجب المطابقة والتتابع، انما يستوجب وجود أصل مشترك واضح. ومن هنا ينطلق التأسيس بالنسبة لي. يتصور الملاحدة والمستشرقون أن النبي (ص) نقل القرآن من كتب الأولين، وبالتالي فيجب أن نجد تطابقاً بينه وبين الكتب السابقة، ولكنهم عندما بحثوا في القرآن وجدوا اختلافات واضحة بينه وبين الكتاب المقدس، وسأنقل لكم هذه الاختلافات بين القرآن والانجيل حسب مواقع الاقباط والملاحدة
1 - هامان وزير فرعون!!جاء في سورة القصص 28: 8 و38 "إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ... وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا المَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحا لعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ الكَاذِبِينَ". وجاء في سورة غافر 40: 36 "وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحا لعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ".يقول القرآن إن هامان كان وزير فرعون، بينما يثبت التاريخ أن هامان كان وزيراً لأحشويرش، وأن بين فرعون وهامان زهاء ألف سنة! ثم أن فرعون كان ملك مصر وكان هامان وزيراً في بابل! وما أبعد الزمان والمكان بين فرعون وهامان. فكيف يكون هذا وزيرا لذاك؟ ويقول سفر أستير في التوراة إن هامان كان وزيراً وخليلا لأحشويرش ملك الفرس الذي يدعوه اليونان زركيس.2 – القرآن يذكر أن قارون وهامان مصريان !جاء في سورة العنكبوت 29: 39 "وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ". وجاء في سورة غافر 40: 23-25 "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوُا أَبْنَاءَ الذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ".
ويتبادر إلى الذهن من هذه الآيات أن قارون وهامان مصريان من قوم فرعون وأنهما مع فرعون قاوموا موسى في مصر. ولكن هذا خطأ، لأن قارون إسرائيلي لا مصري، ومن قوم موسى لا من قوم فرعون، كما جاء في سورة القصص 28: 76 "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ"!!
بل ويتجرأ الملاحدة فيقولون:
1- كما هو موضح أعلاه "آس" أو ربما "آسية" هو من أسماء أستير في الاساطير اليهودية, واسم امرأة فرعون هو آسية في الروايات الإسلامية الصحيحة2- يصوّر أحشورش بشكل طاغية وثني جبار في الروايات اليهودية المتأخرة (الهاجادوت) ربما لأنه منع إكمال اليهود إعادة بناء هيكلهم, كما أنه هو الذي أصدر مرسوما بإبادة اليهود حسب سفر أستير, مما يسهل مقارنته مع (والخلط بينه وبين) الطاغية فرعون3- تزويج محمد لأستير (آس) بفرعون هو كتوزيره هامان لفرعون. كلا الشخصيتين كانتا على عهد احشورش ملك الفرس, وتم نقلهما من قبل محمد خلطا منه لا عمدا4- تذكر الهاجادوت (خرافات الربينيين اليهود) أدعية وصلوات طويلة رفعتها أستير اليهودية زوج أحشورش إلى الله تعاتبه فيها على تزويجها بالطاغية أحشورش وعدم تخليصها منه, واخرى تطلب منه تخليص شعبها من مخطط أحشورش لإبادتهم. هذه الصلوات تذكر بدعاء امرأة فرعون في لقرآن من الله أن ينجيها من فرعون وعمله.5- آسية بنت مزاحم هو الاسم الكامل لامراة فرعون حسب الروايات الإسلامية. أعتقد بأن مزاحم هو تحريف املائي لكلمة مردخاي , ومردخاي هذا هو عم أستير ومربيها ومن أهم شخصيات قصة أستير في التراث اليهودي. ولعلك تستطيع أن تلاحظ التشابه بين الكلمتين مزاحم ومردخاي (مرحم, مردحى) إن لم تنقطا وأُهملت الألف الوسطية كما كانت تقول قواعد الإملاء العربية القديمة.
أين المشكلة؟
يقول الملاحدة والمستشرقون أن النبي نسي أو خلط أو ادعى (حاشاه) ولكن الأمر بنظري قضية أخرى مختلفة كلياً. فهم ينسبون ترجمة الانجيل لورقة وأنه كان يقف خلف الوحي بشكل جلي فهل هذا ممكن؟ لا يوجد حل سوى مخالطة النبي للرهبان المسيحيين واليهود والوقوف على علمهم وجميع ما ذكر لديهم، بل واتقانه للعبرانية لنقاشهم! أو أنهم باختصار قصوا عليه ترجمتهم الخاصة.
ومن يقرأ يلاحظ اتحاد المعنى في القصص مع افتراق الشخوص بشكل جلي. طبعاً من يريد ان يوافق القرآن تاريخ بني اسرائيل المشكوك فيه علمياً سيضطر للتعامل مع هذه المشاكل وللتغلب عليها بالتأويل. ولا مناص إلا من إعادة فهم النص من جديد والوقوف على آراء العلماء بشكل واضح وجلي.
النبي عليه الصلاة والسلام لم ينقل، ولم يتقبس، ولا يوجد دليل واحد يدعم النقل، بل أن الخلط يقع في خانة سوء النقل، والملحد الذي يتهمنا بالاقتباس لا يستطيع تفسير الاختلافات إلا بسوء النقل والنسيان، وبالتالي فهو أسقط حكمه بلا دليل واضح مباشرة.
وحتى أوضح لكم أصل المشكلة، تعالوا لننظر إلى قضية "مصر" في القرآن وكيف أنها لا تعني مصراً.
من وجهة نظر اللغة العربية، هل مصر هي مصر اليوم وهل هي مصر التي يتكلم عنها الكتاب المقدس؟
الجواب لا
((ثم اختلف القرأة في قراءة قوله ( مصرا ) فقرأه عامة القرأة : " مصرا " بتنوين " المصر " وإجرائه . وقرأه بعضهم بترك التنوين وحذف الألف منه . فأما الذين نونوه وأجروه ، فإنهم عنوا به مصرا من الأمصار ، لا مصرا بعينه . فتأويله - على قراءتهم - : اهبطوا مصرا من الأمصار ، لأنكم في البدو ، والذي طلبتم لا يكون في البوادي والفيافي ، وإنما يكون في القرى والأمصار ، فإن لكم - إذا هبطتموه - ما سألتم من العيش . وقد يجوز أن يكون بعض من قرأ ذلك [ ص: 133 ] بالإجراء والتنوين ، كان تأويل الكلام عنده : " اهبطوا مصرا " البلدة التي تعرف بهذا الاسم ، وهي " مصر " التي خرجوا عنها . غير أنه أجراها ونونها اتباعا منه خط المصحف ، لأن في المصحف ألفا ثابتة في " مصر " ، فيكون سبيل قراءته ذلك بالإجراء والتنوين ، سبيل من قرأ : ( قواريرا قواريرا من فضة ) [ الإنسان : 15 - 16 ] منونة اتباعا منه خط المصحف . وأما الذي لم ينون " مصر " فإنه لا شك أنه عنى " مصر " التي تعرف بهذا الاسم بعينها دون سائر البلدان غيرها .
وقد اختلف أهل التأويل في ذلك ، نظير اختلاف القرأة في قراءته .
1081 - حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة : ( اهبطوا مصرا ) ، أي مصرا من الأمصار ، فإن لكم ما سألتم .
1082 - وحدثني موسى بن هارون قال ، حدثنا عمرو بن حماد قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : ( اهبطوا مصرا ) من الأمصار ، فإن لكم ما سألتم . فلما خرجوا من التيه ، رفع المن والسلوى وأكلوا البقول .
1083 - وحدثني المثنى قال ، حدثني آدم قال ، حدثنا أبو جعفر ، عن قتادة في قوله : ( اهبطوا مصرا ) قال : يعني مصرا من الأمصار .
1084 - وحدثنا القاسم بن الحسن قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : ( اهبطوا مصرا ) قال : مصرا من الأمصار . زعموا أنهم لم يرجعوا إلى مصر .
1085 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد : ( اهبطوا مصرا ) ، قال : مصرا من الأمصار . و" مصر " لا تجرى في الكلام . فقيل : أي مصر . فقال : الأرض المقدسة التي كتب الله لهم ، وقرأ قول الله جل ثناؤه : ( ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) [المائدة : 21 ] .
[ ص: 134 ] وقال آخرون : هي مصر التي كان فيها فرعون .
ذكر من قال ذلك :
1086 - حدثني المثنى ، حدثنا آدم ، حدثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية في قوله : ( اهبطوا مصرا ) قال : يعني به مصر فرعون .
1087 - حدثنا عن عمار بن الحسن ، عن ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع مثله .
ومن حجة من قال إن الله جل ثناؤه إنما عنى بقوله : ( اهبطوا مصرا ) ، مصرا من الأمصار دون " مصر " فرعون بعينها - : أن الله جعل أرضالشام لبني إسرائيل مساكن بعد أن أخرجهم من مصر . وإنما ابتلاهم بالتيه بامتناعهم على موسى في حرب الجبابرة ، إذ قال لهم : ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) [ المائدة : 21 - 24 ] ، فحرم الله جل وعز على قائلي ذلك - فيما ذكر لنا - دخولها حتى هلكوا في التيه . وابتلاهم بالتيهان في الأرض أربعين سنة ، ثم أهبط ذريتهم الشأم ، فأسكنهم الأرض المقدسة ، وجعل هلاك الجبابرة على أيديهم مع يوشع بن نون - بعد وفاة موسى بن عمران . فرأينا الله جل وعز قد أخبر عنهم أنه كتب لهم الأرض المقدسة ، ولم يخبرنا عنهم أنه ردهم إلى مصر بعد إخراجه إياهم منها ، فيجوز لنا أن نقرأ : " اهبطوا مصر " ، ونتأوله أنه ردهم إليها . [ ص:135 ] قالوا : فإن احتج محتج بقول الله جل ثناؤه : ( فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل ) [ الشعراء : 57 - 59 ] قيل لهم : فإن الله جل ثناؤه إنما أورثهم ذلك ، فملكهم إياها ولم يردهم إليها ، وجعل مساكنهم الشأم .
وأما الذين قالوا : إن الله إنما عنى بقوله جل وعز : ( اهبطوا مصرا ) مصر ; فإن من حجتهم التي احتجوا بها الآية التي قال فيها : ( فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل ) [ الشعراء : 57 - 59 ] وقوله : ( كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين ) [ الدخان : 25 - 28 ] ، قالوا : فأخبر الله جل ثناؤه أنه قد ورثهم ذلك وجعلها لهم ، فلم يكونوا يرثونها ثم لا ينتفعون بها . قالوا : ولا يكونون منتفعين بها إلا بمصير بعضهم إليها ، وإلا فلا وجه للانتفاع بها ، إن لم يصيروا ، أو يصر بعضهم إليها . قالوا : وأخرى ، أنها في قراءة أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود : " اهبطوا مصر " بغير ألف . قالوا : ففي ذلك الدلالة البينة أنها " مصر" بعينها .
قال أبو جعفر : والذي نقول به في ذلك أنه لا دلالة في كتاب الله على الصواب من هذين التأويلين ، ولا خبر به عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقطع مجيئه العذر . وأهل التأويل متنازعون تأويله ، فأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب أن يقال : إن موسى سأل ربه أن يعطي قومه ما سألوه من نبات الأرض - على ما بينه الله جل وعز في كتابه - وهم في الأرض تائهون ، فاستجاب الله لموسى دعاءه ، وأمره أن يهبط بمن معه من قومه [ ص:136 ] قرارا من الأرض التي تنبت لهم ما سأل لهم من ذلك ، إذ كان الذي سألوه لا تنبته إلا القرى والأمصار ، وأنه قد أعطاهم ذلك إذ صاروا إليه . وجائز أن يكون ذلك القرار " مصر " ، وجائز أن يكون " الشأم " .
فأما القراءة فإنها بالألف والتنوين : ( اهبطوا مصرا ) وهي القراءة التي لا يجوز عندي غيرها ، لاجتماع خطوط مصاحف المسلمين ، واتفاق قراءة القرأة على ذلك . ولم يقرأ بترك التنوين فيه وإسقاط الألف منه ، إلا من لا يجوز الاعتراض به على الحجة ، فيما جاءت به من القراءة مستفيضا بينهما . ))
انتهى الاقتباس
فالقضية تختلف عن التحريف الواقع في الكتاب المقدس بشكل جلي. فالقرآن صرح بتحريف الكتب والتحريف لن يكون فقط بلي المعاني بل بتحريف الكلام! وقد حاول كثيرون أن يقولوا أن الانجيل غير محرف، ولكن البحوث تقف في وجه هذا الادعاء، ومن يريد ليبحث عن فيديو في اليوتيوب اسمه The god who wasn't there.
المسألة ليست بسيطة وتحتاج إعادة تأسيس كاملة... من عمل في مجال المناظرات يعلم أن التوراة فقدت واعيد جمعها. بمعنى آخر هل نتثق بكتاب ضاع وتم جمعه؟
وقال نبينا الاعظم عليه الصلاة والسلام قبل 1400 سنة
«لاَ تُصَدِّقُوا أَهْلَ الكِتَابِ إِذَا حَدَّثُوكُمْ وَلاَ تُكَذِّبُوهُمْ، تُكَذِّبُوا بِحَقِّ أَوْ تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ»
أنا لست ضد المسيحيين وما شابه، ولكن إن كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة، وأنت أيها الملحد، لماذا تتهمنا بالاقتباس وأنت أصلاً جاهل باللغة العربية وأصولها؟
محاولة أخرى يقولون فيها: أن هناك انجيل مترجم للعربية قبل الإسلام، ولكن بتصريح المسيحيين انفسهم، فلا وجود لمثل هذا الأمر:
((هذا موضوع شائك، وقد تضاربت الآراء فيه. ومعلوم أنّه لم تصل إلينا أي ترجمة عربيّة سابقة للإسلام، إلاّ أنّ هذا الواقع ليس دليلاً على عدم ترجمة الكتاب في الجاهليّة))
البحوث التاريخية التي يقوم بها الغرب تنقض كثيراً من أساطير الكتاب المقدس وتأويلاته، ولهذا فمن ينظر للقرآن من خلال زاوية الكتاب المقدس سيظل لا محالة، ولكن من يفهم القرآن ويربط بين التحريف ودحض العلوم للكتاب المقدس، سيعلم أن القرآن أعاد كل شيء إلى نصابه.
خلاصة كلامي:
القرآن كتاب عبرة وليس كتاب تاريخ ولا جغرافيا.. القرآن نقل الينا القصص التي حرفها احبار اليهود والنصارى واعادها لمكانها الصحيح. قصص تتكلم عن مواجهة الظلم والجبروت وتمثيل الظالم، وبالتأكيد هذه القصص حدثت مع الأنبياء ولكن ليس بالضرورة أن تكون كما يزعم الكتاب المقدس. نعم كلها حدثت وكلها صحيحة، ومرة اخرى ليست بالطريقة التي يصورها الكتاب المقدس.