الاثنين، 11 مايو 2015

تضاربات العقل المسلم: الإسلام هو الحل!



بسم الله الرحمن الرحيم

اليوم، قررت أن أكتب قليلاً حول قضية تهمني نوعاً ما.. 
سأعرض لها تباعاً في كلامي..

سأطرح رأياً قد يبدو منحازاً أو متطرفاً أو مجحفاً أو جاهلاً أو حتى حكيماً عاقلاً رائعاً ... ولكنه يبقى رأي لا أكثر ولا أقل.

قراءة ممتعة



يحتفي المسلم التقليدي أول ما يحتفي، بكلمة "الحمد لله على نعمتي العقل والإسلام".. ولعمري أني لأشعر بالحزن من هذه الكلمة، فهي كلمة حق يراد بها باطل. بهذه الكلمة يتصرف المسلم التقليدي بكل فوقية على مخالفيه من الأديان والمعتقدات، فهو حوّل الإسلام من نعمة إلهية تجعل الإنسان يشعر بالحب والقبول تجاه العالم، إلى ميّزة عنصرية شاملة تجعله يشعر بفوقية زائفة.. فوقية إن صح القول أنها تنتمي لعالم الغيب لا عالم الشهادة..





من تلك الفوقية يعاني صاحبنا من خوف وهلع شديدين تجاه كل مختلف، فالكل يتآمر ضده، والكل يريد له الضلال.. نعم، فهو لا يزال لم يخرج من عهد مشركي مكة. وطبعاً لا ننكر دور جر الناس تجاه النصرانية أو الإلحاد أو حتى المذاهب المخالفة لمذهب السنة المنتشر، فتلك حركة مهمة جداً في خلق تكتلات وحراك فكري عظيم.. ولربما يصبح الأمر عبارة عن موطئ قدم وأساس لجهات أخرى ترى في نفسها أن لها الحق في السيطرة على عقول الآخرين بشتى السبل. 




وبين هذه وتلك، يقع صاحبنا ضحية لتلك النظرة الفوقية، فهو يصرخ مطالباً بتطبيق الشريعة وينبذ الانحراف الأخلاقي ، وبنفس الوقت يرفض التصرفات المتطرفة التي يقتل بها مسلمون آخرون بإسم الإسلام (طبعاً مسلمون من نفس المذهب) ولكنه يهلل لضرب المخالفين له من قبل الأطراف المختلفة، نعم، فالمخالف رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه!



يطلب المسلم التقليدي الشريعة، ولكنه يفر منها عندما يتم محاصرته بها. وهو يحلم ليلاً نهاراً بدولة إسلامية دون أن يوفر تعريفاً واضحاً لها. ما هي الدولة الإسلامية؟ هل هي الدولة السنية أم الشيعية أم القرآنية؟ هل هي فقط دولة الحقوق؟ أم هي دولة تجعل الناس عبيداً للكهنوت لا شعورياً؟ 



لماذا لا يكتفي المسلم بتطبيق الشريعة على نفسه وعلى اهله (بحدود) ولماذا لا يتقبل العيش في دولة لا تؤمن أصلاً في الإسلام؟ مع أن هذا المسلم مستعد أن يهاجر للغرب في سبيل الحرية التي يفتقدها في بلده، وبالرغم من معرفتنا بكون الغرب ثقافياً واجتماعياً يختلف عنا جذرياً، إلا إنه ينادي بأنهم تمسكوا بالإسلام!
لحظة عزيزي، هم تمسكوا بمنهج احترام الإنسان، وليس الإسلام بحد ذاته.





نحن يا صديقي ضحية لعقدة نقص كبيرة إن صح التعبير. فتردي الحال حالياً يجعل الشخص يحلم أحلاماً غير واقعية. 

أيها المسلم، لماذا لا تتقبل وجود قراءة جديدة للشريعة؟ لماذا لا تتقبل نقداً لمنهجية التفسير القرآني؟ لماذا تريد حشر العلم كله في منظومة مغلقة ومنهجية معينة؟ هل التفكير خارج الصندوق حرام؟ هل مخالفة ما وردنا أصلاً حرام؟ 

دعوة للتفكير..

ودمتم بود.