بسم الله الرحمن الرحيم
إن خداع الناس من أجل دخول الإسلام عبارة عن مزلقة فكرية ودينية. ولا يتورع دعاة المسلمين عن اخفاء الحقائق ليس إلا لخلق عدد كبير من الأتباع دون تبيان الحقيقة للدين من وجهة نظرهم.
قراءة ممتعة
تلتقي الأطر الفكرية الدينية في عقيدة الخلاص والدين الحق. وبالرغم من ذم القرآن لهذه الفكرة إلا إن المسلمين يقرأون النص باجتزاء ويتمسكون بآية "رضيت لكم الإسلام دينا" وآية "إن الدين عند الله الإسلام". ويلتقي هذا الأمر مع العقيدة النصرانية التي تصور المسيح على انه المخلص، فمن يقبل المسيح فقد ضمن خلاص روحه في الآخرة. ومن نفس المنطلق نجد أن لدى المسلمون نشاطات دعوية تنشر الإسلام منطلقة من مبدأ إنقاذ النفس من جهنم.
ظاهريا هذا المبدأ جميل جداً، فليس هناك أفضل من الخلاص من جهنم والدخول في الجنة والتمتع بالنعيم الأزلي. ولكن في داخله فهو بنظري مريض ومليء بالنفاق وغياب الجدوى. وأنا أسخر من فيديوات بعض الدعاة التي تجعل الناس يقفون أمام الألوف فقط ليقولوا الشهادتين. إنه لأمر مضحك مبكي.
إن سياسة إخفاء الحقائق وتجميل الواقع، هي سياسة الدعاة الدينيين، بل والأسوأ من هذا فقد تم تسخير المنطق الأرسطي وجعل الإسلام عبداً له كي يتم جذب الناس له وإدخالهم فيه. يتناسى المسلمون أن فكرة الإله الديني عندهم أيضاً تحمل مشاكل كبيرة من مثل قضايا العدل الإلهي وغياب الأخلاق عند قراءة النصوص في ضوء معايير يومنا هذا. ولكن طبعاً، يتم غض النظر بشكل شبه كامل ويتم التركيز على قضيتين: التوحيد وشهادة أن النبي هو مبعوث من الله.
لكن في الحقيقة، وإن شكل هذا جوهر الإيمان الإسلامي، إلا إن بنظر الفقهاء هذا الإيمان غير كامل. على سبيل المثال لو رفضت جلد الزاني وقطع يد السارق ونظام الإرث فأنا ممن يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض. هذه الأمور يتم اخفاءها عمداً على من يسلم. فالفقهاء يقولون: [ومن زعم أن الأصلح خلافه فهو كافر ، وهكذا من أجاز مخالفته يعتبر كافراً ؛ لأنه معترض على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى إجماع الأمة ؛ وعلى ولي الأمر أن يستتيبه إن كان مسلماً ، فإن تاب وإلا وجب قتله كافراً مرتداً عن الإسلام] (المصدر هنا)
وبهذا فإن الفيديوات المنشورة لأشخاص دعاة هي في الحقيقة تزييف للنظرة الفقهية وخداع لمن يدخل الإسلام. فالمسكين الذي أسلم حديثا رأى الإسلام فقط من ناحية التوحيد والعبادات ولم يفهم العقبة الفقهية. فمثلاً لو أسلم رجل ولم يُسلِم أولاده فهؤلاء حسب الشريعة لا يمكن أن يرثوا باتفاق السنة والشيعة( المصادر هنا و هنا).
إن تقديم نظرة منقوصة للإسلام هو نوع من الخداع ولهذا على الدعاة أن يتقفوا عن هذا وعندما يقدمون الإسلام لا يجب أن يقدموا التوحيد فقط. لا تقوموا بإدخال الناس في دين الله بالخداع، ولكن أدخلوهم وهم يعرفون جميع جوانبه فيكون إيمان عن اختيار لا عن خداع.
دمتم بود.